أكد عز الدين سعيد الأصبحي، سفير اليمن في الرباط، دعم بلاده الدائم لمغربية الصحراء ولمخطط الحكم الذاتي بالأقاليم الجنوبية، وشدد على أن الحل الذي يقترحه المغرب لهذا النزاع يضمن الاستقرار لكل المنطقة. وقال السفير الأصبحي، اليوم الجمعة في ندوة صحافية بالرباط، لعرض تطورات الأوضاع في اليمن، إن "مقترح الحكم الذاتي خطوة إيجابية ونموذج لحل مختلف المشاكل"، مشيدا بتجربة المغرب في مسار اللامركزية، وموردا أن اليمن يسعى إلى ترجمة هذه التجربة لتحقيق سلام داخلي وصيانة وحدته الترابية. وردا على سؤال صحافي لجريدة هسبريس الإلكترونية حول ما راج بخصوص تجميد المغرب مشاركته في التحالف الدولي الذي تقوده السعودية في اليمن، أكد السفير اليمني أن "موقف المغرب لم يتغير بشأن دعمه الإيجابي لقضية اليمن"، بما في ذلك دعم الرباط لتحالف "دعم الشرعية" في اليمن. وأكد السفير الأصبحي أن دعم المغرب لاستقرار اليمن هو من أعلى مستوى، بغض النظر عن الأمور التقنية أو الفنية المتعلقة بالمشاركة في بعض الاجتماعات الدولية المتعلقة بهذا الدعم، وقال: "نحن ننظر إلى المغرب كداعم أساسي لتحقيق استقرار ووحدة وسلامة بلادنا". وتحدث السفير اليمني عن الدعم الذي تقدمه إيران لميليشيا الحوثي في اليمن، قائلا إن المغرب كان يقظا منذ البداية بشأن مخططات إيران بالمنطقة من خلال إعلانه قطع علاقاته مع طهران بعد اكتشافه خطورة تسليح النظام الإيراني لجبهة البوليساريو. وأوضح السفير اليمني، ردا على أسئلة هسبريس في الموضوع، أن "إيران لديها مشروع يقوم على الفوضى وزعزعة استقرار المنطقة، وخطابها قائم على تصدير الثورة، ولا يخدم السلم العالمي"، وأكد دعم اليمن للمغرب في الإجراءات التي أعلنها بخصوص قطع علاقاته مع إيران، "لأنه لا يمكن قبول المس بسيادة المملكة المغربية". وبخصوص تسارع الأوضاع في بلاده، أشار الدبلوماسي ذاته إلى وجود حراك دولي لدفع عملية السلام في اليمن من قبل الأممالمتحدة والإدارة الأمريكيةالجديدة، معتبرا ذلك "اهتماما إيجابيا من أجل الوصول إلى حل يفضي إلى سلام دائم ويعيد الاعتبار إلى مؤسسات الدولة وينهي الانقلاب على الشرعية". كما شدد الأصبحي على أن "الحكومة الشرعية جاءت لتحقيق الاستقرار والسلام"، مردفا: "ونحن مع كل خطوة تدعو إلى السلام تقوم على أساس احترام القرارات الدولية وقرارات الأممالمتحدة والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني الشامل في اليمن". وتابع الدبلوماسي ذاته بأن "تعزيز الثقة بين اليمنيين يحتاج إلى إدارة صادقة، أول تعبير عنها وقف إطلاق النار والهجوم على المدنيين وفتح المعابر وفك الحصار الداخلي عن البلد من قبل حوثيين وإطلاق سراح كافة المعتقلين". وأشاد السفير الأصبحي بالمبادرة الخليجية التي تقودها السعودية، قائلا إنها "عززت انتقال الحكم بشكل واضح"، ومشيرا إلى أن اليمن وافق على هذه مبادرة السعودية، لكن اعترض عليها الحوثيون على لسان السفير الإيراني في صنعاء. وانتقد السفير اليمني بالرباط التدخل الإيراني في الملف، إذ قال: "لا يمكن أن نسمح أن يتحول اليمن إلى حديقة خلفية لإيران، تضغط من خلالها لزعزعة الاستقرار والأمن بالمنطقة"، محذرا من تعميم إيران نموذج ميليشيا الحوثي على بقية المنطقة العربية. واستعرض السفير اليمني بالأرقام جرائم الحوثيين ضد الأطفال، التي تجاوزت 65 ألف انتهاك ضد الطفولة في 17 محافظة يمنية، لافتا إلى تحول اليمن إلى أكبر حقل لزراعة الألغام، وإلى سقوط عشرات الآلاف من الضحايا جراء زرع ملايين الألغام وارتكاب الحوثيين جرائم حرب ضد الإنسانية.