زادت السلطات المحلية بمنطقة درعة تافيلالت من وتيرة إجراءات المراقبة على خلفية التطورات الوبائية الأخيرة، التي باتت تثير قلق الفعاليات الرسمية بالبلاد إثر ظهور موجات أخرى من فيروس كورونا المستجد بالعديد من الدول الأجنبية، الأمر الذي دفع الحكومة إلى التنبيه إلى خطورة الطفرات الفيروسية الأكثر شراسة في انتشارها. وقد تحدث عز الدين الإبراهيمي، عضو اللجنة العلمية ل"كورونا" بالمغرب، عن بروز سلالة لأول مرة بمدينة ورزازات، معتبرا أنها سلالة جينومية مغربية مائة بالمائة، في انتظار تحديد خاصيتها البيولوجية، مضيفا أن العمل البحثي للجنة أثبت وجود 28 سلالة جديدة بالمغرب، منها على الخصوص السلالة النيجيرية الحاملة للطفرة 484، مع عدم ظهور أي سلالة جنوب إفريقية إلى حد الساعة. كما تم تسجيل مجموعة من الحالات المؤكدة إصابتها بالسلالة المتحورة من فيروس "كورونا" بإقليم تنغير قادمة من بلدان أوروبية، تم وضعها تحت المراقبة الطبية بمركز "كوفيد-19′′، بالموازاة مع تشديد الإجراءات الوقائية، خاصة ما يتعلق بارتداء الكمامة واحترام التباعد الجسدي. التطورات الوبائية "المقلقة" بالجنوب الشرقي دفعت السلطات المحلية إلى تشديد تدابير الوقاية بمختلف المناطق، حيث علمت هسبريس أن أعوان السلطة شرعوا في تنظيم حملات تحسيسية من جديد باستعمال مكبرات الصوت لتحذير المواطنين من عودة "الصرامة" في ضبط التحركات الفردية. نتيجة لذلك، التزم جلّ سكان درعة، مثلما لاحظت ذلك هسبريس، بالتوجيهات الصادرة عن العمالات، بما في ذلك أقاليم تنغير وورزازات وميدلت، حيث تكون هذه المدن فارغة من السكان منذ الساعة الثامنة مساء، بعد إغلاق المحال التجارية والمطاعم والمقاهي. وأيّدت غالبية الأسر المحلية التدابير المشددة التي من شأنها إعادة "الهدوء" إلى هذه المناطق، التي شهدت حالة وبائية مستقرة طيلة الأشهر الماضية، غير أن الكثير من السكان كانوا يمنون النفس بتخفيف الإجراءات الاحترازية خلال رمضان لولا هذا التحول السلبي في الأيام الأخيرة. وبمجرد تجاوز موعد الحظر الليلي، يتم نصب سدود أمنية بأقاليم درعة، تُعهد إليها مهمة التحقق من توفر العابرين على ورقة التنقل الاستثنائية المسلمة من طرف مصالح وزارة الداخلية، إلى جانب السهر على ضمان الأمن العام للمواطنين.