عيش بلا عنوان، و أيام بلا إحسان،وأناس همها الأموال و حبها الشجع و العتاب، و أملها غد ربما بلا أي عنوان، و لاذرة أمان ولا إشعاع من شمس تدخل لقلوبهم الروحة و الحنان،أناس أملها معلق بفعل كان ،و فعل المنافقين و مكائد الشيطان،معلق بالفتن و الإنحرافات، فقلوب بالحياة معلقة، و نفوس في سبيل الحقارة تسعى، حتى أصبح الكل من الدهريين، يعيشون للدنيا دون أدنى تفكير، يفقدون قيمهم دون ثمن مشرف، فنحن أولائك الذين عشقوا المظاهر أدمنوا الرقي الزائف، نزعوا معطف القيم و اكتفوا بمظلة النفاق، نحن أولائك الذين يبيعون الوطن بفقدهم للمبادئ، يخونون الوطن فيرتدون نظارات شمسية ليرو ما يروق لهم لا أكثر، نحن أولائك الذين نثور في خلوتنا نبني الأفكار و نردد الشعارات و نتبرع بالاقتراحات، ليأتي الصباح و نصبح فقراء أحرف كدمى المسرح القديم. تغرينا تفاهات الحياة حتى تصبح عالما فوضويا لدينا، يغنينا عن مصباح الحقيقة ذاك الذي أشعل ألف طريق للخروج من دوامة الظلام، و جعلها تنير الدروب أمامنا بعقلانية و منطقية، لكننا فوضويين ومتمردين على سطور حقيقة الواقع التي تنتعل كل الأفكار السوداوية بلحظة واحدة، فتلغي منارة العلم حتى لو كان التخصص منفردا، و حلقات البحث و التدريب حتى لو كانت جديدة، فاليوم يتوظف ابن رئيس البلدية واليوم التالي يتوظف أحمق آخر بشهادة غير معروفة و بمنصب معروف، ليصبح الوطن شماعة الأخطاء الذي يتصيدها أولئك الاشخاص دونما أي مقابل يذكر، دونما حتى فرصة إلحاح بالسماح لأصحاب الكفائات بإثباث أنفسهم، نحن أبناء وطن مغروسة فيه أنانية الفرص، و متأصلة فيه حب الذات بطريقة نرجسية معدومة تلهينا فتحذف ما يسمى أخلاق وطن، نحن أبناء وطن فيه الحق للقوي و الغني حيث يشعر بارتياح ضميري يملئ أعينه بنوم عميق، فينام الضعيف هو الآخر لكن لأرق صعوبة المعيشة وتعب التفكير. نحن أبناء وطن نحب تراب وطننا، نعشق نسمة الهواء به، لكننا نأذيه بأنانيتنا، نفسده بفسادنا، ندنس الشرف بأفعالنا، نرثي مشاريعه بجهلنا، نظلم فقيره بتكبرنا، نبعثر أبجدياته بعنفواننا، نحن أبناء وطن تسكننا رغبة التغيير لكن يقتلنا الانتظار، فنفسد فرحة الإصلاح، نحن أبناء وطن نريد أن نغفوا ذات مساء فنستيقظ على واقع رائع. نحن أبناء وطن نعلق أخطائنا على عاتق وطن نحن من نشكله ، لا أدري أهو خوفنا من المسؤولية أم فشلنا أم هو إعتيادنا على الجاهز دون أدنى تعب. نحن أبناء وطن يحق لنا إصلاح وطننا بإقامة حق شرعي انتهى مسبقا، يحق لنا دفن الغضب بصمت، فلا صورة عمياء، لا قلب أسود، لا حقد دفين، لا ألم مشبع يستوطن قلوبا أسرت بكل هذا رغما عنها، لا حب إلا لإصلاح تراب الوطن، و يبقى لكم خيار الاستحواذ يا أبناء وطني.