أعلنت سفارة المملكة العربية السعودية لدى المغرب أن المملكة تسعى، من خلال مبادرتي "السعودية الخضراء" و"الشرق الأوسط الأخضر"، إلى رسم توجهها في المنطقة لحماية الأرض والطبيعة ووضعها في خارطة طريق ذات معالم واضحة وطموحة، تساهم بشكل كبير في تحقيق الأهداف العالمية لمكافحة التغير المناخي. كما يهدف الإعلان عن هاتين المبادرتين، اللتين أطلقهما الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع، إلى "تضافر الجهود وبدء العمل مع دول المنطقة للخروج من الربع الرابع من هذا العام بخطط تفصيلية للمبادرات وآليات تحقيقها، بما يعزز الصحة العامة ويرفع مستوى جودة حياة المواطنين والمقيمين في المنطقة". ووفق بيان صحافي صادر بالمناسبة فإن مبادرة السعودية الخضراء "تهدف إلى تحسين جودة الحياة وحماية الأجيال القادمة، وتشتمل على عدة أهداف هي زيادة مستوى الغطاء النباتي، وتقليل انبعاث الكربون ومكافحة التلوث وتدهور الأراضي والحفاظ على الحياة البحرية". وستتضمن المبادرة، تبعا لما جاء في البلاغ عينه، عدة مبادرات طموحة من أبرزها "زراعة عشرة مليارات شجرة داخل المملكة العربية السعودية، وتقليل الانبعاثات الكربونية بنسبة أعلى من 4% من المساهمات العالمية، إضافة إلى خطة مشاريع الطاقة المتجددة التي سترفع حصة الطاقة النظيفة لإنتاج الطاقة في المملكة من نسبة 0.3% إلى 50% بحلول عام 2030م". وفي ما يخص مبادرة الشرق الأوسط الأخضر، التي أطلقت كخارطة طريق إقليمية للمنطقة، فتهدف إلى الإسهام في تحقيق الأهداف العالمية لمواجهة التغير المناخي من خلال عدة إجراءات، تتمثل في تعزيز كفاءة تقنيات الهيدروكربون في المنطقة، وكذا إطلاق أكبر خطة لإعادة التشجير في العالم، تهدف إلى زراعة (50) خمسين مليار شجرة في منطقة الشرق الأوسط، ما يمثل نسبة 5% من المستهدف العالمي لزراعة ترليون شجرة، ما يحقق تخفيض نسبة 2.5% من معدلات الكربون العالمية، "وهي الجهود التي ستسهم في تحقيق انخفاض الانبعاثات الكربونية بما نسبته أكثر من 10% عشرة بالمائة من المساهمات العالمية". وستكون آلية عمل هذه المبادرة بالشراكة مع دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي ودول الشرق الأوسط، وبالتعاون مع جميع الحلفاء من الدول والمنظمات التي تطمح إلى العمل معها سويا على تحقيق أهداف هذه المبادرة. "كما ستعمل المملكة العربية السعودية على عقد قمة سنوية بمسمى 'مبادرة الشرق الأوسط الأخضر' بحضور قادة دول ووزارات ومسؤولين في المجال البيئي، لمناقشة تفاصيل المبادرات وآلية تطبيقها"، وفق البلاغ ذاته. وختم البلاغ بأن السعودية "ستعمل بالشراكة مع دول المنطقة على بحث آليات وفرص تمويل المبادرات للدول ذات الموارد المنخفضة، ومشاركة التقنيات والخبرات بين الدول لتخفيض انبعاثات الكربون الناتجة عن إنتاج النفط في المنطقة، واستحداث طرق مبتكرة للري من المياه المكررة والاستمطار وغيرها، وإيجاد حلول أخرى".