طالب حميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال، من رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران إجراء مناظرة تلفزيونية بينهما وجها لوجه يتناقشان فيها أمام الشعب، حتى يعرف المغاربة من هو التمساح الحقيقي ومن هو العفريت الحقيقي". ولفت شباط إلى أنه سبق له أن دعا بنكيران إلى تنظيم هذه المناظرة من قبل لكنه رفض، مردفا بأنه يتذكر يوم التقاه بنكيران عند انتخابه أمينا عاما لحزب الميزان حيث خاطبه بالحرف: "نهار طلعتي وأنا ما كنعس"، في إشارة إلى توقع بنكيران المتاعب التي سيخلقها له شباط. وانتقد زعيم حزب علال الفاسي، يوم السبت في طنجة بمناسبة جولته في سياق شرح حيثيات قرار "الاستقلال" الانسحاب من الحكومة لقواعد هيئته السياسية، عددا من وزراء الحكومة حيث قال إنهم "صاروا يعتبرون وزاراتهم ضيعات خاصة بهم، دون أن يكترثوا لهموم ومشاكل الشعب". وبدا شباط كأن لا شيء يروقه بالمرة في حكومة بنكيران، بدء من مردودية وأدائها حيث قال إن "هذه الحكومة ترتجل فقط وليس لها مخطط محكم"، ومرورا بمسألة تأويل الفصل 42 من الدستور الذي يتعلق بالتحكيم الملكي، وانتهاء بقضية الصحراء التي أرجع فيها شباط الانتصار الدبلوماسي إلى مجهودات الملك، وأيضا الوزير المنتدب في الخارجية يوسف العمراني الذي كان حاضرا في مداخلة شباط ، علاوة على ما بذله مستشارو الملك من جهود لحل تلك المعضلة. وأكد شباط، في كلمته أمام مجموعة من المسؤولين الإقليميين والمحليين لحزب الاستقلال، بأنه لا يوجد انسجام داخل الحكومة ولا داخل الأغلبية، مستدلا بقضية محضر 20 يوليوز حيث قضت المحكمة الإدارية قبل يومين بقانونية هذا الملف، وأوصت الحكومة بتنفيذ القرار وتعويض الأطر العليا المعطلة. وتابع زعيم "الاستقلاليين" بأن محضر 20 يوليوز يعتبر قانونا، وكان لزاما تطبيقه لأن هناك استمرارية الدولة، مضيفا بالقول "لسنا مصر، ولسنا تونس، ولسنا ليبيا القذافي، فنحن بلد المؤسسات"، قبل أن يجزم بأن "الالتزامات الحكومية يجب أن تظل واقعية". وأكمل شباط بأنه يجب على الحكومة أداء أجور المعطلين منذ اليوم الذي تم توقيعه، مشيرا إلى أنه كان متفقا بأن يتم إدماج هؤلاء المعطلين في ميزانية 2012، غير أنه جاء موعد نونبر 2011 التي نُظمت فيها الانتخابات، وجعلته رئيسا للحكومة يرتدي "الكرافاتة" ويضع النظارات عوض الوفاء بالالتزام الذي قطعته الحكومة مع الأطر المعطلة" وفق تعبير شباط.