الصورة: أرشيف صرح زكرياء جنينات، أستاذ اللغة العربية بإعدادية "الرشاد"، المتواجدة بجماعة "أولاد حمدان" نواحي إقليمالجديدة، أن التهم التي واجهته بها الضابطة القضائية محض افتراء ومن نسج خيال صاحب الشكاية التي وصفها المتحدث بالكيدية. جنينات و في اتصاله بهسبريس، قال إن الدهشة كانت عنوان مشهد وقوف الدركيين على باب قسمه، في وقت كان يزاول فيه مهنته بشكل روتيني "لا تشوبه شائبة". المدرس، قال إن رجال الدرك، المرفوقين برجل ملتحٍ، طلبوا منه اصطحابهم إلى قاعة الأساتذة حيث شرعوا في طرح أسئلة مرتبطة بالتهم التي تتضمنها الشكاية و هي إنكار القرآن، الاستهزاء بمناسك الحج، تحليل شرب الخمر والدعوة الى التبرج. أمام سيل التهم، يصرح الأستاذ في حديثه لهسبريس، و حضور الشخص الملتحي، الذي كان يتكلف بمرافقة التلميذات من حجرة الدرس الى مكان الاستنطاق، "انتفضت ضد التهم الكيدية و انتهاك حرمة المؤسسة التعليمية في غياب مديرها و تجاوز المساطير المعمول بها في هذه الحالات..". انتفاضة دفعت برجال الدرك إلى الاتصال هاتفيا برؤسائهم الذين أمروا رجال السلطة باصطحاب مدرس اللغة العربية إلى مقر القيادة الجهوية للدرك الملكي بمدينة الجديدة، التي تخضع جماعة "أولاد حمدان" لنفوذها الترابي. رافق الأستاذ أحد زملائه على متن سيارته الى مقر الدرك حيث أدخل غرفة مظلمة على الساعة الخامسة من مساء أمس الاثنين بعد تجريده من حزامه و هاتفه النقال و توقيعه على محضر يفيد باحتجازه في إطار الحراسة النظرية لمدة 48 ساعة، حسب روايته. عبد السلام العسال، نائب الكاتبة الاقليمية للجامعة الوطنية للتعليم المنضوية تحت لواء الاتحاد المغربي للشغل (التوجه الديمقراطي) أخبر هسبريس أنه انتقل الى مقر القيادة الجهوية للدرك على الساعة العاشرة ليلا، من نفس اليوم، صحبة عدد من ممثلي النقابات التعليمية (UMT، CDT، FDT) بالإضافة إلى الجمعية المغربية لحقوق الإنسان. الفاعل النقابي، قال إن رجال الدرك لم يستطيعوا الدفاع عن سلوكهم القاضي باحتجاز الأستاذ موضوع الاتهام و أخبروا الحاضرين أن الإبقاء على زكرياء اجنينات جاء كإجراء وقائي حفظا لسلامته بعدما اكتشفت السلطات أن المحتجز محل تهديد و هو ما دفع الزملاء المؤازين الى المطالبة باعتقال مصدر التهديد والإفراج عن زكرياء الذي غادر المخفر الى بيته. في وقت لم تتمكن فيه هسبريس من الاتصال بالرجل الملتحي الذي وضع شاكيته لدى جهات عدة يتهم بموجبها أستاذ اللغة العربية ب"زعزعة عقيدة التلاميذ"، أخبر عدد من سكان الجماعة القروية مجلة هسبريس الالكترونية أن الرجل يكتري بيوتا لثلاثين تلميذا تقريبا، قادمين من الدواوير المجاورة، و أن علاقته هذه هي التي دفعته إلى الإشراف شخصيا على متابعة الأستاذ. أستاذ اللغة العربية أصر على استكمال المسطرة القضائية متهما رئيس جمعية أباء و أولياء التلاميذ و الذي يشغل مهمة مدرس بنفس الإعدادية و عضوية مجلس التدبير (اتهمه) بالوقوف وراء الشكاية التي استغلت خوف التلاميذ و بعد الإباء العشرة الموقعين عليها عن مجريات الأمور داخل المؤسسة. عبد السلام العسال من جهته قال إن التهجم على الأستاذ و محاولة تلفيق تهم "الزندقة" و "التكفير" لا ينفصل عن ما تشهده الساحة الوطنية من شيطنة للمعارضين و الحداثيين بالإضافة الى حالة التسامح مع دعاة الكراهية و أصحاب قاموس التحريض.