قال سعد موفق، المعروف لدى الرأي العام المغربي بتأدية شخصية "حمودة" في مسلسل "ياقوت وعنبر"، إنه كان يحلم بأن يمتهن التمثيل منذ نعومة أظافره؛ وهو ما تكرس بشكل جلي أثناء فترة الدراسة الابتدائية، من خلال اشتغاله المدرسي ضمن الورشات المسرحية التي صقلت موهبته الفنية. وأضاف موفق، خلال مروره ببرنامج "FBM – المواجهة" الذي يُقدمه الإعلامي بلال مرميد، أن حلم الصغر تحقق بعد نيل شهادة البكالوريا، حيث تمكن من ولوج المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي، ثم أوضح أن تعلقه بموهبة التمثيل دفعه إلى خوض غمار التشخيص الفني رغم "الأخطار المستقبلية" التي تحيط بالمهنة. وأبرز الممثل المغربي أنه تكون فوق خشبة المسرح، لكن تعرف عليه الجمهور من خلال الأعمال التلفزيونية؛ غير أنه يتشبث بمواصلة الاشتغال في المشاريع المسرحية بعد انقضاء جائحة "كورونا". وزاد بالشرح: "المسرح بمثابة تحديث يومي للممثل، لأنه يمنحك النفس الجديد الذي يساعدك على النجاح في الأعمال التلفزيونية؛ لكن ينبغي الموازنة بين طبيعة الأعمال متعددة المجالات". واستطرد: "لا توجد أجندة حالية خاصة بالمشاريع المستقبلية، نظرا إلى التحديات الصحية المطروحة بالبلاد؛ غير أنه أسعى إلى الحفاظ على جودة الاختيارات الفنية، حتى تشكل إضافة جديدة إلى مساري المهني"، معتبرا أن نجاح شخصية "حمودة" مردها إلى الاشتغال الحثيث على المعالم الداخلية والخارجية للشخصية. وأورد، في هذا الصدد، أن "نجاح الشخصية يرجع إلى تضافر الجهود بين أفراد الطاقة بصفة عامة، بما في ذلك رؤية المخرج"، مشيرا إلى أنه يفضل تفادي الدخول في نقاش الأفضلية بين الممثلين، اعتبارا لتناسق وتكامل المهام بين الجميع؛ وهو ما يتطلب النظر إلى المشاهد الفنية في كليتها. وكشف الممثل عينه عن توصله باقتراحات فنية للعمل في المجال السينمائي مستقبلا؛ غير أنه يشدد على ضرورة حسن الاختيار بينها، لأنه لم يعد مسموحا له بالتمثيل في أي فيلم كيفما كان نوعه، بتعبيره، حيث أردف: "ما زلت أشتغل مع كوكبة من المخرجين الشباب فيما يتعلق بالأفلام القصيرة". واسترسل: "استفدت كثيرا من التجارب التي خضتها مع المخرجين الشباب لأن الاستفادة تكون متبادلة لدى الجانبين"، ليخلص إلى أن "المجال المسرحي متضرر حاليا، رغم أنه يتوفر على طاقات تمثيلية وإخراجية كبيرة؛ لكنه ما زال مرتهناً بجمهور نخبوي، ما يستدعي تدريس مادة المسرح في المدارس الابتدائية، نظرا إلى فوائده الجمة على بناء شخصية التلميذ".