تسبب انهيار جزء من سقف حجرة دراسية، بمجموعة مدارس "عمرو بن العاص" الكائنة وسط جماعة إعزانن القصية عن مركز مدينة الناظور ب35 كيلومترا، في إصابة 14 تلميذا بجروح وصفها مصدر طبّيّ ب "البسيطة"، فيما استوجبت حالة واحدة تدخلا جراحيا لرتق جرح سطحي ب28 غرزة على مستوى الرأس.. وذلك وفق ذات المصدر الطبي.. أمّا بلاغ صادر عن الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين فقد قال إن القسم المنهار جزء من سقفه هو ل27 من المتمدرسين بالمستوى الرابع، أصيب 11 منهم ب "خدوش خفيفة"، فيما كسرت رجل تلميذ وأصيبت رأس آخر، ليكون المتأذّون بالغين 13 طفلا. الحادث وقع، حسب هشام لمباركي، المدرس بذلات المؤسسة، في حدود العاشرة و النصف تقريبا من صباح اليوم، وقال لمباركي لهسبريس: "مباشرة بعد دخول التلاميذ من فترة الإستراحة الصباحية سمع دويّ شبيه بإنفجار، ما جعلنا نهرع إلى مكانه كي نجد سقف حجرة قد هوى على رؤوس المتمدرسين، وقد عملنا على نقل المصابين الأكثر خطورة على متن سيارة أستاذ بالمؤسسة في انتظار وصول سيارة الإسعاف". وزاد هشام لمباركي قوله: "بعد هذا الحادث، ضرورة اتخاذ القرارات الحاسمة موكولة بشكل جدّي لمختلف المسؤولين من أجل التدخل، فالوضعية غير لائقة على المستويات التربويا والمعيشيّة بالنسبة لنا هنا، كما أنّ منازلنا الوظيفية، بدورها، آيلة للسقوط في أي لحظة". نفس الرواية كررها على مسامع هسبريس مدير المجموعة المدرسيّة ل "عمرو بن العاص"، إذ قال عبد القادر إداهري لهسبريس:"لقد قمت، فور تعييني مديرا للمؤسسة منذ سنة، بمراسلة النائب الإقليمي للوزارة عن وضع البنايات المتآكلة والمهددة بالإنهيار، خصوصا السكن الوظيفي للمدرسين، في حين أن القسم المنهار سقفه كان يبدو في وضعية جيدة". الحادث استنفر تلاوين الإدراة الترابيّة المحلية، كما انتقل عامل الإقليم برفقة نائب وزارة التربية الوطنية الى مكان الحادث من أجل "الاطلاع على الوضعية الكارثية التي تعيشها المؤسسة الابتدائية".. ويتعلق الأمر بمرفق تمّ تشييده خلال ستينيات القرن الماضي ولم يخضع، منذ حينه، لأي ترميم أو إصلاح.. كما انتقل ذات "الوفد الرسمي" إلى المركز الاستشفائي الإقليمي بالنّاظور لتفقد التلاميذ المصابين. محمد أبركان، النائب البرلماني عن حزب الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية، وهو نائب رئيس جماعة إعزانْنْ، صرّج لهسبريس بأنّ مشاكل المؤسسات التعليمية بالمنطقة قد سبق وأن أثير على مستوى الغرفة الأولى من البرلمان وكذا عمالة إقليم النّاظور.. "لم نجد أذانا صاغية، والوضع الراهن يستدعي تدخلا عاجلا.. إذ سنجتمع بعامل الإقليم و نائب وزارة التعليم من أجل تسطير برنامج لإعادة إصلاح المؤسسة، ونحن مستعدون كأعيان لأن نساهم ماديا من أجل سلامة أطفالنا وتوفير جو للتمدرس والتحصيل، أمّا إذا ما استمر هذا الوضع فسنضطر للتصعيد لأنّ الأمر أضحى خطيرا". الجمعيات الناشطة بإعزانن سبق و أن نددت، في مراسلات عدة، بوضعية المؤسسة التعليمية التي تعرضت لحادث الانهيار اليوم، دون أن تتلقى ردّا.. العمراني بومدين، رئيس جمعية الريف للثقافة و التنمية والبيئة، أكد لهسبريس أن مراسلات عدة وجهت للمعنيين بالقطاع، وعامل الإقليم السابق، مطالبة بتجديد البنايات و توفير مساحات خضراء وربط المؤسسة بالماء الشروب.. وقال العمراني: "مطالبنا لم تؤخذ بعين الإعتبار ما يجعلنا، كجمعية، نتهم وزير التربية الوطنية بالضلوع فيما ألت إليه الوضعية الراهنة، ونطالب بتدخل عاجل من أجل تفادي تكرار الكارثة التي وقعت اليوم والتي يبقى محو أثارها رهينا بتشارك الجميع، من وزارة و أطباء نفسانيين و مجتمع مدني".