لم يُفوّت رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران فرصة حضوره بمجلس المستشارين مساء أمس الأربعاء، دون أن يوجه رسائله المعتادة المباشرة وغير المباشرة لحكيم بنشماس رئيس فريق الأصالة والمعاصرة بالمجلس نفسه، متهما إياه بالتعامل مع أجهزة تمده بمعطيات غير دقيقة. وقال بنكيران موجها الكلام لبنشماس، إن على الأجهزة التي تمدك بالمعطيات أن تعطيك معلومات دقيقة، وصعّد بنكيران من لهجته عندما تحدى بنشماس بأن يقدم استقالته إذا لم يستطع أن يُثبت حضور الحبيب الشوباني الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني بتركيا خلال الفترة التي انتُخب فيها ابنه رئيسا لجمعية الطلبة المغاربة هناك، كما قال بنشماس في معرض تعقيبه على بنكيران، وهو ما التقطه الشوباني الذي توجه إلى بنشماس متحديا "اتحداك أن تثبت ما قلته وإذا فعلت فسأستقيل الآن الآن، وإذا لم تفعل فاستقل أنت". وكان بنشماس، قد انتقد تعاطي الحكومة مع قضية الهجرة، مؤكدا أن "غالبية زيارات وزراء الحكومة تستغل في القضايا الحزبية بأموال عمومية وتخصيص أوقات الزيارة للعمل الحكومي للأمور الحزبية"، مضيفا أن وزيرا في الحكومة، قام بزيارة لتركيا بقبعته الوزارية ليتفرغ بعدها للشأن الحزبي، في إشارة للوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان الحبيب الشوباني، مشيرا أنه "أشرف على تعيين ابنه على رأس جمعية للطلبة المغاربة هناك". وتابع بنكيران في رده على تعقيبات فرق ومجموعات مجلس المستشارين حول إجراءات الحكومة بخصوص المغاربة المقيمين بالخارج، قائلا "لا يليق أن تقع مزايدات في موضوع المهاجرين المغاربة" متأسفا على ما اعتبره عودة لمنطق كان سائدا في المشهد السياسي المغربي من قبل، ومؤكدا أن الزيارة التي كان قد قام بها لاسبانيا وأطر خلالها لقاء تواصليا مع المغاربة المقيمين بها وبدول أخرى قريبة منها، كانت زيارة حزبية ولم تكن "على حساب الدولة". وبخصوص قرار الحكومة الهولندية القاضي بتقليص التعويضات التي تقدمها للمتقاعدين المغاربة واراملهم، قال بنكيران إن حكومته ما تزال في تواصل مع حكومة هولندا لبحث الموضوع، مشيرا إلى أن القرار لا يخص المغاربة فقط وإنما مهاجرين من دول أخرى. ووجه رئيس الحكومة دعوة إلى مختلف الموظفين المغاربة سواء داخل المغرب أو خارجه بمختلف السفارات والقنصليات من أجل تقديم خدمات جيدة لمغاربة الخارج، مبرزا أن السفراء والقناصلة هم في خدمة المهاجرين، ومقرا بوجود ما سماه مقاومة طاهل الإدارة "ولكن هذا سيتغير وسيتبدل" يضيف بنكيران مشددا على أنه لا يجب على الموظفين أن يحسوا أنهم يتفضلون على المواطنين بما يقومون به. وعاد بنكيران إلى موضوع تمثيلية الجالية المغربية في الخارج بالبرلمان، ليؤكد أنه كان دائما مع هذا الأمر، وآنه لم يجد من يسانده أثناء مناقشة الموضوع خلال تدبير الانتخابات السابقة عندما كان في المعارضة، متسائلا ماذا سيحدث إذا سُمح لهم بالتصويت على من يريدون، ومنتقدا ما قال عنه ديمقراطية ما بعد التعرف على نتائج الانتخابات. وأردف في إشارة لا تخلو من رسائل سياسية "لا يمكن للداخلية أن تمشي معي لوحدي لأن زعماء الآحزاب لم يكونوا معي"، مذكّرا بانتصاره على التحالفات التي اصطفت ضد حزبه قبل انتخابات 25 نونبر مثيرا تحالف G 8 الذي قاده صلاح الدين مزوار رئيس التجمع الوطني للآحرار.