مفتتحة مشوار السجال الحاد مجددا، أطلقت مكبرات الصوت بمساجد أكادير نقاشا واسعا على الفضاءات الافتراضية، بعد مطالب بضرورة خفض قوة الصوت ومراعاة ظروف المواطنين المتعبين والمرضى، وتفادي أوقات الراحة. وأثير جدل حاد بأكادير بعد مطالبة مستشارة جماعية بوقف أدعية وقراءات تصدر عن مسجد الإمام مالك بصوت مرتفع جدا، وهو ما جر عليها انتقادات وشتائم من فئات شعبية عريضة، مع متضامنين رافضين للتأويلات والتشهير. وعادة ما يثير الموضوع سجالات قوية بين سلفيين وحداثيين، كما تتسرب أجزاء منه نحو العوام، الذين يحولون منصات النقاش إلى فضاءات للتراشق، وهو ما جرى كذلك في مجموعات تداولت الموضوع تهم أكادير والمناطق المجاورة. فاطمة زعاف، صاحبة المطلب، والمستشارة الجماعية عن الاتحاد الاشتراكي، أوردت أن مسجد الإمام مالك جوارها "يبث كل ليلة مضامين دينية بأصوات جد مزعجة وعالية تتجاوز القانون، ولا يتعلق الأمر إطلاقا بالأذان كما يروج". وأضافت زعاف، في تصريح لجريدة هسبريس، أنها طرحت سؤالا بخصوص مدى تطبيق باقي المساجد الأمر نفسه، خصوصا أنه يتم فوق الساعة الثامنة ليلا، وهو وقت الراحة بعد يوم متعب، ويأتي عقب دخول الناس إلى المنازل وإقرار الإغلاق الليلي. ووفق المتحدثة فإن النقطة التي أفاضت الكأس كانت ندوة افتراضية شاركت فيها، ولم تتمكن من التحدث ولا سماع المتدخلين، بسبب الصوت المرتفع، مؤكدة أن ما يصدر عن المسجد يتراوح بين تلاوة القرآن والأمداح، ولا علاقة له بالأذان. وسجلت زعاف أن "نقاش العرائض صعب بالنظر إلى ثقافة المجتمع، التي كلما مس فيها شيء له علاقة بالدين يخرج ‘دواعش' لا يجيدون سوى السب والشتم"، وزادت: "رفضت المشاركة في ندوات افتراضية عديدة لهذا السبب، لا أسمع ولا أستطيع التحدث".