كل مجتمع له خصوصية، و تتشكل هذه الخصوصية حسب عقلية الجتمع التي يحددها الموروث الثقافي و الاجتماعي من دين و عادات و تقاليد، و الغريب ممكن تجد داخل المدينة الواحدة مجتمعات مختلفة تعيش متلاصقة مع بعض، لكنهم يبقون محافظين كل على خصوصيته. سألت رجلاً مسناً، كيف تزوجت؟ قال انا من مجتمع محافض منقاد للدين و الاعراف القبلية، و كانت مسألة الزواج ليست فردية بل تعني كل الاسرة سواء كان المتزوج شابا ام شابة، فالفرد لا يمكن ان يخرج عن طوع اهله و قبيلته و يتزوج بأرادته لوحده هكذا، و خاصة البنت. و أفراد هذا المجتمع يسلكون اقصر الطرق في الزواج، اي يتزوجون من داخل القبيلة او من الجيران و الاصدقاء المقربين، و هذا الطريق يوفر للمتزوجين معرفة الزوج بشكل واضح لا لبس فيه و بذلك تضمن استمرارية الزواج، و هذا هو تفسير ندرة الطلاق في ذلك العصر. و الذين لا يرغبون بالزواج من الاقارب يلتجأون الى الخاطِبَة، و الخاطبة هي اِمرأة متوسطة في العمر او كبيرة، ذو شخصية قوية و ثقة، كما تكون ملمة بمعرفة اصول الناس و سلوكهم، و تتقاضى أجراً بصورة مَكْرَمَة على عملها هذا، و تؤدي عملها بدقة متناهية واصفة جسد العروس و خباياه بحيث تصف لك حتى رائحة نفسها و فمها و ابطها و ان كانت مشعرة ام ملساء فضلاً عن ماضيها و ماضي الاسرة. و هنالك طرق اخرى متاحة للفرد بالتعرف على زوجه عن طريق الزمالة في الدراسة أو العمل، أو عن طريق المعارف، و هذه موجودة في كل المجتمعات الى يومنا هذا. أما في عصرنا هذا للاسف المسألة تعقدت على المتزوجين خاصة و ان الزواج اصبح خيار فردي تحرر نوعا ما من قيود الاسرة و القبيلة، و وضعت له الدولة قوانين في مدونة الاسرة تعطي حرية كاملة لشبابنا و شاباتنا بعد سن الثامنة عشر في الزواج. و من هنا أصبح على الاب في كثير من الاحيان لا يتمكن من منع زواج يراه فاشل بحكم خبرته و تجربته لابنته التي لا تتوفر على الخبرة و التجربة و كذلك الابن، و هذا يفسر لنا أحد اسباب كثرة الطلاق، و أيضاً اصبحت طرق الزواج وعرة يكمن فيها الفشل اكثر من النجاح. انا هنا سأسلط الضوء أكثر على أحد طرق الزواج الحديثة و هو طريق الخاطبة الالكترونية الافتراضية عن طريق الشبكة العنكبوتية بواسطة برامج التواصل الاجتماعي، مثال على ذلك لا الحصر الفسبوك، و مواقع الزواج، و هي كثيرة جدا، منها العربية و غير العربية، علما اني درستها بطريقتي الخاصة على مدى اكثر من سنة، و سوف أختار موقع عربي ظاهره اسلامي، و باطنه سوف يتضح لنا هنا فيما بعد، و هو موقع (مسلمة دوت كوم) كما سيقتصر بحثي فقط على البنات اللواتي تواجدن على الموقع خلال اسبوع على الاقل مرة واحدة، لنرى ما وجدت فيه: • يبدو أن العدد الاكبر من البنات المسجلات في هذا الموقع حققنه المغربيات أمام كل المسجلين العرب و غير العرب. • مجموع عدد البنات المغربيات فقط اللواتي تواجدن على الاقل مرة واحدة خلال اسبوع هو (6614 بنت) و يتوزع هذا العدد كالآتي: • الشّاوية ورْديغة 84 بنت، دكالة عبدة 385 بنت، فاس بولمان 598 بنت، الغرب-شرادة-بني حسين 161 بنت، الدارالبيضاء الكبرى أكثر من 1000 بنت، ڭلميم السمارة 41 بنت، العيون بوجْدور 36 بنت، مراكش تانسيفت الحْوز 998 بنت، مكناس تافِلالت 743 بنت، الشرقية 262 بنت، واد الذهب لڭويرة 4 بنات، الرباطسلا زمور زعير أكثر من 1000 بنت، سوس ماسة درعة 765 بنت، تادلة أزيلال 54 بنت، طنجة تطوان 389 بنت، و أخيراً تازةالحسيمة تاونات 94 بنت. • كثير من هؤلاء البنات يضعن صور جميلة جداً ليس لهن، و اللواتي يضعن صورهن غالبا ما تكون مرتّشة ببرنامج الفوتوشوب بحيث تكون الصورة لا تعكس الشكل الحقيقي لصاحبتها. أيضا عدد كبير منهن لا يكتبن معلومات صحيحة مثل اسم المدينة، الطول، الوزن، العمر، ووو...الخ. • أغلب البنات يبحثن عن هذا الصنف من الرجال: 1. المغاربة الذين يقيمون في دول الاتحاد الاوربي، او أمريكا، او استراليا و يحملون جنسية البلد و عندهم الامكانية المادية. 2. المغاربة الذين يقيمون في دول الخليج و خاصة الامارات و قطر و السعودية و عندهم الامكانية المادية. 3. الاوربيون من الاتحاد الاوربي و أمريكا و كندا و أستراليا. 4. العرب المهاجرين الى الاتحاد الاوربي و أمريكا و كندا و أستراليا و الذين يحملون جنسية البلد و عندهم الامكانية المادية. 5. العرب المقيمين في الخليج و خاصةً في الامارات، و قطر، و السعودية، و البحرين و عندهم الامكانية المادية. 6. الاثرياء من بقية البشر. • أغلب البنات لا يهمهم لا الدين، و لا العرق، و لا العمر، و لا الشكل، المهم أن تكون مقتدر ماليا و تعيش في دولة متقدمة، و يفضلن الرجال الذين لا توجد عندهم خبرة عن المجتمع المغربي و لم يزورون المغرب مسبقاً. • وجدت هذه الاصناف من البنات: 1. صيادات الاثرياء الذين رماهم الدهرمن الارامل، و المطلقين، او الباحثين عن اللذة من "البيدوفيليين" و هذا النوع لا يهمهم اي شيء اِلا المال. 2. الباحثات عن الاقامة في دول الاتحاد الاوربي، و أمريكا، و كندا، و استراليا، أو دول الخليج و خاصة الامارات، و قطر، و السعودية، هذا النوع لا يهمه اي شيء اِلا الحصول على الاقامة في البلد الذي تحلم به، و عند بلوغها الهدف في ذلك الحين تقرر البقاء مع الشخص الذي منحها الاقامة او تركه حسب الظروف. 3. مطلقات، أو هاربات من بيوت الزوجية لسبب ما، يعشن في دول الاتحاد الاوربي و لم يمتلكن بعد الاوراق القانونية لذلك البلد، اي لا توجد عندهن اقامة، هذا النوع من البنات يقبلن بأي نوع من الرجال، و لا يهم عندهن لا الدين و لا العمر و لا الشكل، المهم يحصلن على الاقامة الرسمية، للاسف غالبية هذه البنات يعشن ظروف صعبة جدا، و منهن تلتجيء الى العمل كخادمات في البيوت، مما يتعرضن الى الاغراء، او التحرش الجنسي، و بعضهن يلتجأن الى الدعارة. 4. مومسات يبحثن عن زبائن. 5. مومسات رقمية، يمارسن الجنس على الشبكة العنكبوتية بواسطة الكامرة، لقاء مبالغ تحول اليهن عبر الوسترن يونيون. 6. الباحثات عن المتعة المشرعنة مثل "زواج المسيار" و هذا النوع همه المتعة و المال. 7. صيادات السذج للحصول على المال المحوَّل لهن عبر الوسترن يونيون، و هذا النوع من البنات عندهن القابلية على المكر و التمثيل البارع و القدرة على الاقناع لتحويل المال اليهن بقصص كاذبة غير واقعية. 8. قضاء الوقت بالثرثرة، و هذا النوع عنده علاقات بأناس من كل اصناف البشر و من كل انحاء العالم، و الغريب كثير منهن متزوجات، لكن هن في عالم و أزواجهن في عالم آخر. 9. الباحثات عن المتعة مع رجال متمكنين ماديا، أغلبهن من سن ما بعد الخمسة و ثلاثين، و من المطلقات، او الأرامل، أو مَنْ فاتهن القطار، و عندهن حرمان نفسي عاطفي و جنسي. 0. الباحثات عن الستر، مثل اللواتي فقدن عذريتهن، هذا النوع يخفن من انفضاح امرهن بالزواج من مغربي، و لذلك يبحثن عن غير مغربي لا تهمه مسألة العذرية. 11. اللواتي يعشن مع عوائل عندهم مشاكل عائلية، و تريد الهروب من وضعها المأساوي، و هذا النوع لا حول عنده و لا قوة، غالبا تراهن في حالة يأس، لذلك يقبلن بأي شخص، المهم ينتشلها من وضعها المأساوي. 12. طالبات يبحثن عن فرصة دراسة خارج المملكة في دول متطورة علمياً، و بذلك يضربن عصفورين بحجر واحد، الدراسة، و أيضاً الزواج. 13. الجادات بالحصول على زوج مناسب بالحلال، لتأسيس اسرة، و هذا النوع من البنات لا يهمهم لا المال و لا بلد الاقامة، المهم عندهن الرجل الكفوء الذي يتحمل المسؤولية و همه الوحيد تأسيس اسرة، و مع كل الاسف عددهن قليل جداً و نادر. الغريب، هنالك الكثير من الشابات عندهن حاسوب في غرفهن، و يسهرن الليل كله بالتواصل مع شباب من مختلف دول العالم، و من مختلف الثقافات، عرب و أجانب، و أحياناً تراهن يكلمن أكثر من شخص في آن واحد، و الاهل أكيد يعلمون، لكنهم لا يكترثون فتراهم غاطين في نومهم، و على ما أظن ليس لهم السيطرة على ابنائهم. هذا ما وجدته بالضبط، و أنا لا ألوم أخواتي المسجلات في هذا الموقع، و لا من حقي أن ألوم حتى اللواتي مشين في طريق الشيطان، و علينا أن نكون منصفين في أحكامنا، لان المسؤولية تقع ليس عليهن فقط، بل على البيئة التي أتين اليها و التي صنعها المجتمع، و على رأسه الرجل، و البيت، و المدرسة، و الشارع، و رجال الدين، و حتى الدولة. و من هنا استنتج ان طريق الخاطبة الالكترونية الافتراضية وعر، و فيه مخاطر حقيقية، و مجتمعاتنا بعد غير ناضجة على سلوك هذا الطريق.