قال الداعية المغربي بن سالم باهشام إن التصريحات الأخيرة للناشط الحقوقي أحمد عصيد، بخصوص رسائل النبي صلى الله عليه وسلم "أسلِم تَسلم" التي كان يبعثها إلى ملوك العالم، كلام عفى عنه الدهر، وبأن الرد عليه يمنح قيمة لكلامه واعتبارا له ولمقالاته، فأفضل رد هو إهماله، فالحكمة تقول: "الذبابة تلسع الفرس، وتبقى الذبابة ذبابة والفرس فرسا". وأفاد باهشام، في تصريحات لهسبريس، بأن عصيد يكفيه عبرة إن كانت له بصيرة أن "يتتبع العشرات من العلماء والفنانين والباحثين ورجال السياسة وغيرهم ممن يطالعوننا كل يوم، وهم يفتخرون بإعلان إسلامهم والندم على تفريطهم، والاعتزاز بدين الإسلام دين السلم والسلام الذي جعل إسلام المرء رهينا بسلامة الناس من لسانه ويده". وزاد المتحدث بالقول: "ليعلم هذا "الظاهرة" أن أصحاب المبادئ يعيشون مئات السنين، أما أصحاب المصالح، وهو نموذج منهم فيموتون مئات المرات"، مضيفا بأن تصريحات عصيد تذكره بالرجل الذي بال في بئر زمزم، ولما سئل عن ذلك أجاب أنه يريد أن يُكتب في التاريخ، فهذا الصنف ومن شابهه من مثل عصيد وغيره يريدون أن يدخلوا التاريخ من بابه الضيق". وهاجم باهشام العلماء الرسميين قائلا: "قمة الثقة أن تصمت عندما يستهزئ بدينك الآخرون، لأنك تعرف من أنت ومن هم، وما هذه التصريحات التي تطالعنا بها وسائل الإعلام إلا فضح لعلماء القصور في سائر المجالس العلمية في ربوع المغرب..". وتابع الداعية انتقاداته "إذا لم يتحقق شيء من ذلك فما هي إلا ادعاءات كاذبة، والبينة على من ادعى، وما تجرأ مثل عصيد على الدين إلا لزيف ادعاء حماته ممن تصدروا لهذا الشأن في المغرب الذي هو البلاد الوحيد دون سائر البلدان في العالم الإسلامي كله الذي يلقب فيه حاكم البلد بأمير المؤمنين"، وفق تعبير باهشام. وحقيق بالذكر أن عصيد نفى في حوار مع جريدة هسبريس الإلكترونية أن يكون قد وصف النبي بالإرهابي، مشيرا إلى أن كل ما ناقشه هو تناقضات مضامين المقررات الدراسية التي تنص إحداها على رسالة النبي "أسلم تسلم"، إذ أشار إلى أنها "لا تطرح أيّ إشكال إذا أُخِذ بها في عصرها، لكن إذا قام أي طرف بهذا حاليا، ستغدو الرسالة إرهابية، حتّى لدى المسلمين..".