نفى مصدر قطري مسؤول أن تكون بلاده قد سحبت سفيرها في الرباط، على خلاف ما جاء في بعض المنابر الإعلامية التي روجت الخبر خلال الأيام الماضية. ذات المصدر، أفاد ل"هسبريس" أن العلاقات بين دولة قطر والمغرب في "أحسن أحوالها، ولا شيء يُمكنه أن يضر بهذه العلاقات" التي وصفها ب"المتينة"، حسب ذات المسؤول القطري الذي رفض ذكر اسمه. وبحسب المعطيات التي تحصّلت عليها "هسبريس"، فإن السفير القطري بالمغرب عبد العزيز بن عبد الرحمن تركي السبيعي، كان قد غاب عن سفارة بلاده بالرباط لمدة شهرين متواصلة، بسبب ما وصفته مصادر "هسبريس" ب"الظروف الخاصة التي يرجح أن تكون صحية"، قبل أن يعود إلى المغرب خلال الأسبوعين الماضيين ليباشر عمله الاعتيادي بسفارة بلاده بالرباط، وهو الغياب الذي "فُسّر" على أنه بداية "أزمة صامتة" تمر منها العلاقات المغربية/ القطرية. في السياق ذاته، أكدت مصادر من الدوحة في اتصال ب"هسبريس" أنه من "المرجح جدا" تغيير السفير القطري بالمغرب، عبد العزيز بن عبد الرحمن تركي السبيعي، وذلك لإعطاء دفعة أكثر "حيوية" في العلاقة بين البلدين، حيث من المنتظر أن يتم تعيين سفير جديد لقطر بالمغرب، خلال الأسابيع القليلة القادمة، ترجح مصادر "هسبريس" أن يكون قد مارس مهامه الدبلوماسية في إحدى الدول الأوروبية. ومن المرجح أن يتم تعيين السكرتير الثاني، في السفارة القطرية بجنيف بسويسرا، المهند علي الحسن عبد الله، الذي يعتبر السكرتير الثاني للشيخة عليا بنت أحمد بن سيف آل ثاني، السفيرة فوق العادة لدولة قطر بسويسرا. وكانت قد لاحت في الآونة الأخيرة بوادر "أزمة" صامتة بين المغرب وقطر بعد أن دعا الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، خلال افتتاح القمة العربية في الدوحة، شهر مارس الماضي، إلى تأسيس صندوق حجمه مليار دولار لمساعدة الفلسطينيين في القدسالشرقية، كما عرض أمير قطر المساهمة في هذا الصندوق بمبلغ 250 مليون دولار. دعوة أمير قطر لتأسيس صندوق حجمه مليار دولار من أجل القدس، اعتبره المغرب محاولة من الدوحة ل"تحجيم" دور لجنة القدس التي يرأسها المغرب في شخص الملك محمد السادس، و"تهميشا" لوكالة بيت مال القدس الشريف التي تأسست سنة 1998 بمبادرة الملك الراحل الحسن الثاني. كما لم تخف الرباط، انزعاجها من الدور المتنامي لدور قطر في المنطقة المغاربية، بعد النفوذ التي أصبحت تشكله في كل من ليبيا وتونس والاستثمارات الضخمة التي وصلت إلى 5 مليارات دولار أبرمتها مع الجزائر، وهو ما لم تنظر إليه الرباط بعين الرضا، خصوصا وأن قطر ما فتئت تبحث عن موقع نفوذ في منطقة المغرب العربي، وتناوش بشكل "سلبي" في قضية الصحراء المغربية، من خلال قناة "الجزيرة"، حسب ما تنظر إليه الرباط. ورغم الانفراج النسبي بين محور الرباطالدوحة، في الشهور القليلة الماضية، عكسه تغيير لهجة قناة "الجزيرة" في تعاطيها مع الملفات المغربية، مع إظهار خريطة المغرب كاملة أثناء عرضها في القناة، إلاّ العلاقة بين البلدية مازالت هشّة على خلاف ما تبدو عليه خلال الزيارات الخاصة لأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، وعقيلته الشيخة موزة، إلى واحات مراكش، التي تأخذ طابع الحميمية، قبل أن تعود العلاقة بين البلدين للتوتر من جديد بسبب الطموح اللا محدود للدوحة في تشكيل منطقة المغرب العربي، بعد الثورة التونسية والليبية، كما ساهمت بشكل كبير في إعادة تشكيل زعماء المنطقة العربية في كل من اليمن ومصر وتدخلها الكبير في سوريا.