أفادت وكالة إيكوفين؛ المتخصصة في القضايا الاقتصادية بإفريقيا، والتي تتخذ من جنيف مقرا لها، أنَّ قرار الولاياتِالمتحدة، القَاضِي بتقديم مشروع قرار لدَى مجلس الأمن من أجل توسيع مهام بعثة المينورسُو لتشمَلَ مراقبة حقوق الإنسان فِي الصحراء، أوجدتْ فرنسَا، باعتبارهَا حليفاً للمغرب، في وضعٍ لا تحسدُ عليه. والأدهَى من ذلك، حسب إيكُوفين، هوَ أنَّ القرار الذِي أثارَ حفيظةَ المغرب، وحركَ آلته الديبلومَاسيَّة بصورة استعجاليَّة، جاءَ بمبادرة من رجلٌ يعرفُ بصداقته لفرنسا، ليسَ إلَّاَ جون كيرِي، الذِي لم يُخفِ يومًا إيثَاره توجهَ الولاياتِالمتحدة إلى ترجيح كفة علاقاتها الديبلوماسيَّة مع الجزائر، على حسابِ علاقاتهَا معَ المغرب. واستناداً إلَى ما ذُكر يغدُو التساؤل مشروعاً، حسب الوكالة، حولَ النحو الذِي ستتحركُ به فرنسَا في الاجتماع المقبل لمجلس الأمن حولَ الصحراء الذي يقتربُ موعدهُ أكثرَ فأكثر؟ وزادت إيكوفين، أنهُ في حال كان الموقفُ الفرنسِي متماهياً معَ ما جاءَ في الخطاب الذِي ألقاهُ الرئيس فرانسوا هولاند، بالبرلمان المغربي قبل أسبوعين، في أول زيارةٍ لهُ إلى المغرب، والذِي قالَ، محدثاً خيبةَ أمل لدَى أصدقائه الجزائريين، إنَّ "مقترحَ الحكم الذاتِي الذِي تقدمَ به المغرب في 2007، على أساس منح حكم ذاتي موسع لساكنة الصحراء يمثلُ قاعدة جدية وذات مصداقية لأجل بلوغ حل متفاوض بشأنه"، فإنَّ فرنسَا ستكون مضطرة إلى استخدام حق الفِيتُو". فِي غضونِ ذلكَ، كانت منظمة "هيومان رايتش ووتش" قد مارست الضغط من جانبها، في بلاغ صدرَ يومَ السابع عشر من أبريل الجَارِي، بالقول إنَّ المغرب قد امتنعَ لمدة طويلة عن إدراج مهمة مراقبة حقوق الإنسان ضمنَ مهام بعثة المينُورسُو بسبب الدعم الفرنسِي. فيمَا صرحَ ديبلوماسِيٌّ فرنسِيٌّ لوكالة رويترز يوم الجمعة المَاضِي، قائلاً إنهُ لا ينبغِي لفرنسَا أنْ تعترض بالفيتُو على القرار الأمريكي. وكانت آخرُ مرة اعترضت فيها فرنسَا على الولايَات المتحدة، بِمجلس الأمن، حينَ رفضتْ مشروع حرب الرئيس الأمريكِي الأسبق جورج بُوش على العراق. فيمَا لا يبدُو أنَّ فرنسَا ستدخلُ توتراً جديدا في علاقتها مع الولاياتالمتحدة بسبب توسيع مهام بعثة المينورسُو في الصحراء، ثمَّ إنَّ المشروع الأمريكِي لا يرمِي حسبِ ديبلُوماسيٍّ فرنسيٍ إلَّا إلَى احترامِ حقوق الإنسان، رغمَ أنهُ من الواردِ أيضًا أن ترفضَ فرنسَا المشروع الأمريكي، حرصاً على علاقة نادرة وَاستثنائيَّة تجمعهَا بالمغربِ.