بعد أزيد من سنتين على إسقاط نظام زين العابدين بنعلي، وفراره مع زوجته إلى السعودية، تمكنت تونس من إرجاع أول دفعة من أموال النظام السابق، المهربة في الخارج، حين تسلمت أزيد من 28 مليون دولار من حساب ليلى الطرابلسي الزوجة الثانية لِبن علي في بنوك لبنانية. وحسب وكالة الأنباء التونسية فقد تسلم رئيس الجمهورية التونسية محمد المنصف المرزوقي صكا بقيمة 28,818 مليون دولار من علي بن فطيس، المحامي الخاص لدى الأممالمتحدة والمكلف باسترداد الأموال المنهوبة من دول الربيع العربي، الذي صرح بكونه لقي كل أشكال الدعم من مؤسستي رئاسة الجمهورية والحكومة في تونس بعد مباشرة بعد توليه مهامه. وقال بن فطيس إن متابعة الأموال المنهوبة أشبه بمتابعة السراب "لما يطرأ عليها من تحويلات مستمرة وتنقل مستمر من حساب لآخر ومن شركة لأخرى". ونظم المنصف المرزوقي بمناسبة ذلك موكبا رسميا بقصر قرطاج، لتسليم الأموال، حضره وزراء الشؤون الخارجية والعدل والمالية وكذا محافظ البنك المركزي بتونس، حيث سلم الصك إلى وزير العدل، نذير بن عمو، الذي تولى بدوره إيداعه لدى وزير المالية، إلياس الفخفاخ، بصفته رئيس لجنة المصادرة. واعتبر المرزوقي، الذي وشح المحامي بن فطيس بالصنف الأول من وسام الجمهورية، أن السلطة الحالية تملك الإرادة السياسية القوية لوقف نزيف الأموال والسرقات ومحاربة الفساد، لمتابعة من أسماهم "اللصوص الذين نهبوا أموال الشعب وسطوا على مقدراته"، مضيفا بالقول : "زمن عدم المحاسبة قد انتهى، وإن عليكم أن ترتعشوا قبل أن تفكروا في التمتع بهذه الأموال وسنحاسبكم أينما كنتم". ويعيش زين العابدين بن علي وزوجته الثانية ليلى الطرابلسي في السعودية منذ 14 يناير2011 ، بعد فرارهما من تونس إثر اندلاع ثورة الياسيمن في 17 دجنبر 2010، حيث يقضيان في المنفى حياة هادئة، رغم الحكم عليهما غيابيا بالسجن 35 عاما بتهمة الاختلاس. في حين، حكم على بن علي بعقوبتين بالسجن المؤبد، بعد إدانته بقمع المتظاهرين أثناء الثورة التونسية، التي اندلعت تضامنا مع وفاة محمد البوعزيزي، والتي سقط فيها أزيد من 300 قتيل برصاص أجهزة الدولة، فيما يعيش المقربون من بن علي والطرابلسي بين المنفى والسجون.