مايميز أحاديث الطاعنين في السن عن غيرهم من الشباب زرع الأقوال والمعاني في كلامهم ، وكأن القول المأثور أو المعاني الشعبية هي سكر الحديث ،ومن المعروف أن تلك المعاني تحمل في طياتها الحكمة البالغة والتجربة العميقة.وعلاقة بالموضوع أسوق القول التالي : (لمرأة الهجالة وثوب الدلالة يورثون البلاء). "" والمرأة الهجالة هي التي فقدت بكارتها بعد خضوعها لممارسة جنسية سواء شرعية أوغير شرعية . وأصبحت امرأة ولم تبق( بنتا) كما هو متداول.لكن لماذا المرأة الهجالة ستورث البلاء لمن يتزوجها؟ هنا يمكن الحديث بإسهاب عن تجربتها الجنسية مع آخرين، ووقوفها على تعدد الأشكال والأنواع والعادات لأناس سبق وأن تعرفت عنهم. ومن تم تجربتها تلك ستكون حاجزا بينها وبين زوجها.ولن يحصل لا الحب ولا التفاهم بينهما إلا إذا كان ذلك الرجل رجلا بما تحمل الكلمة من معنى. ومن أسباب عدم التفاهم ، طباع الرجل الجديد، والذي يمكن أن يكون مخالفا لطباع رجل أو رجال سبق للزوجة أن تعرفت عليهم ،فإن كان الرجل مستقيما إلى حد كبير، وهي تعودت على المرح، أو كان زوجها الجديد صامتا ، وهي تعودت على سماع الكلام الحلو ، والضحك بعد النكتة، فإن مشاكل جمة ستطفو لا محالة بعد عشرة قصيرة . والسبب هو عدم محاولة الزوج أو الزوجة التكيف مع متطلبات الشريك. أما الوجه الثاني -لتوريث البلا- فهو إمكانية الإصابة بأمراض جنسية قد تنتقل للرجل من تلك المرأة الهجالة كالزهري أو السيدا. والدارس الاجتاعي سيقف أن نسبة مهمة من بنات اليوم قررن من ذات أنفسهن أن يتحولن إلى هجالات . كموضة للعصر ، مع ما تحمل تلك الموضة من خراب للذات ، وللأسر.فالبنت الهجالة،والتي تجدها تراقب حركات وسكنات الرجال هي في الأصل غير راضية على ذلك، لكن ظروفها الاقتصادية في المقام الأول دفعتها لأن تصبح عاهرة ، أو طالبة شهوة أقرانها.فإن بقي الحال على ماهو عليه،فإما أن الرجال سيتزوجون نساء هجلات وسيرثون البلاء، وإما ستتقادم تلك ،النساءويتحولن إلى باطرونات أو متسكعات أو مشتغلات في مهن بسيطة ،إن عفا الله طبعا .وياريت لو فعلن ذلك من قبل وبقين بشرفهن طاهرات. أما ثوب الدلالة، والدلالة هي طريقة تباع بها الأشياء العتيقة بالمدن القديمة ، وهي اليوم بدأت تنقرض بعد ظهور تجارة (البال) والبال هو الثوب المستعمل، ويأتي من أوروبا بعد عملية تجميعة،وتوزيعه في أكياس حسب الطلب، ثم إرساله في حاويات بباخرة إلى الجهة صاحبة الطلب .والمطلع على أحوال الرعية يعرف عن كتب أن نسبة كبيرة من الشعب ، كساؤها( بال) وعيشها مستوردات عفا عنها التاريخ بالغرب، وأوتي بها لجنوب المتوسط لكي تستعد شبابها وعافيتها، فليس هناك من أسرة بالمغرب مثلا لا تعرف طريق البال.ولقد علق أحد الظرفاء عن (البال) بقوله :لولا البال لما استطاع المواطن شراء الخبز. فالنقود التي يوفرها ذلك المواطن هي التي يوزعها على المأكل والدواء. -حقيقة أن - البال يضر بالاقتصاد الوطني ولكنه يحسن من معيشة المواطن ولو بفرق بسيط. دون أن ننسى ما يوفره ( البال) من مناصب شغل للعاطلين. لكن أين وجه البلاء في البال أو ثوب الدلالة؟ والدلالة منها (الدلة) والحط من الكرامة والعزة. فقديما لما كان الرجل يشتري ثوب الدلالة على مرآى ومسمع من الناس ،فإن ذلك الثوب بلا قيمة ، وربما يحمل ميكروبات أو فيروسات نائمة، أما من ناحية القيمة فهاهو إلا ثوب قديم وإن كان جميلا، لا يستطيع من اشتراه أن يدعي العزة والشأن. في الخلاصة ، يقول المثل قلة الشيء ترشي، وفعلا فالمغاربة هو شعب النخوة والكرامة ولكن التحولات جعلتهم يقبلون بثوب الدلالة ومن غير المستبعد أن يقبلوا غدا بالمرأة الهجالة. سيقول البعض ومال المرأة الهجالة؟ نضيف على ماسبق أن تجربة المرأة أو الرجل إن لم ترفق بمشروع أسرة، يحتم على المرأة والرجل التحلي بالصبر من أجل تربية الأطفال،إلى أن يصبحوا رجالا ونساء ناجحين. فإن المرأة الهجالة وثوب الدلالة أسباب البلاء فعلا ..من قبل المذلة الأولى عليه قبول الباقي .سل المجرب لا تسال الطبيب يقول مثل آخر.