من الملاحظ في السنوات الأخيرة أن كل الجمعيات التي تأسست في ربوع المملكة حملت شعار التنمية ككلمة أساسية ضمن مجموع كلمات أسمائها، فبعض الجمعيات رفعت شعار التنمية والتواصل، وأخرى اختارت النهضة والتنمية، وأخرى وأخرى. هكذا دواليك حتى صار القاسم المشترك بين هذه الجمعيات كلها هو كلمة "التنمية" فيما يخص قاموس الأسماء. ويمكن تحديد إطار زمني لظهور كلمة "تنمية" ضمن أسماء الجمعيات التي رفعتها كشعار في الفترة ما بعد 2005، وبالتحديد في الفترة ما بعد خطاب الملك ليوم 18 ماي 2005 الذي انبثقت من مضامينه المبادرة الوطنية للتنمية البشرية. وهذا شيء جيد أن تساير الجمعيات المحلية أو الوطنية في أرجاء البلاد المبادرات الوطنية إسهاما منها في تحقيق الأهداف المسطرة وطنيا والتي ترمي، كما هو حال المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، إلى تنمية المجتمع عن طريق التركيز على الإنسان كمحور ومنطلق هذه المبادرة الوطنية، فتنمية العنصر البشري كان ولا يزال الرهان الرابح في سباق التنمية بحيث إذا ما تنمى وهذا هو المطلوب أو نمي وهذا هو الواجب فسيمكنه، أي العنصر البشري، أن ينمي كل الطاقات من حوله معتمدا على نفسه وفي هذا الإطار نستحضر المثل الصيني القائل "علمني كيف أصطاد السمك ولا تعطني سمكة كل يوم". من هذا المنطلق نسجل بأمل محاولة الجمعيات المحلية كما هو حال الجمعيات في كل ربوع المملكة تنزيل هذا المفهوم الجديد والذي كان محور نقاش قمة الألفية للتنمية الأخير، وذالك بدأ من تسمية الجمعيات. لكن ما يخشى منه صراحة أن تكون هذه المحاولات من طرف الجمعيات المغربية عموما، الرافعة لشعار التنمية، إنما هي اجترار لتلك المبادرات وترديد لشعارات بشكل 'ببغائي' لا يفهم مردوها معناها بالشكل المطلوب، وفي أحيان أخرى، وهذا هو الخطير ولو أنه قد يكون محصور، نجد أن الهدف من وراء تلك المحاولات هو الاقتراب أكتر من دائرة الاستفادة المادية ومن الدعم المقدم في هذا الإطار بدون وجه استحقاق. إن على الجمعيات في سائر ربوع المملكة أن تستوعب فكرة التنمية عموما والتنمية البشرية بالخصوص وتعمل على تنزيلها قلبا وقالبا تنزيلا يساير تطورات الاحتياجات المتسارعة لدى الفئات المعوزة في المجتمع. وهنا، بطبيعة الحال، يكون تنزيل كذا مفهوم من واجبات الجهات الحكومية بالدرجة الأولى، سواء المحلية )المجالس البلدية ( أو الإقليمية (العمالة) أو الوطنية (الوزارة)، التي عليها أن تقوم بتكوين مسئولي الجمعيات المحلية في كل ربوع الوطن من أجل أن تتحول هذه الجمعيات إلى مراكز أو 'ماكينات' للتنمية المحلية التي تساهم، بشكل أوتوماتيكي، في تنمية العنصر البشري المنشود للنهضة والتقدم على الصعيد الوطني. *رئيس جمعية شباب بلا حدود للتنمية والتواصل-اليوسفية أستاذ متدرب بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين-مراكش