لامس سكان جنوب المغرب انتعاشة ملحوظة في معدل امتلاء سدود مناطق سوس والواحات، بعد سنوات صعبة اجتازتها جراء غياب الأمطار والثلوج واستمرار وتيرة الاستغلال بقوة، خصوصا في الضيعات الفلاحية المنتشرة بالمنطقة. وكابدت الواحات، خلال السنوات الماضية، الكثير من الصعوبات؛ فإلى جانب قلة الموارد المائية، استقرت الحرائق ضيفا قار الموعد عليها خلال فترة فصل الصيف، خصوصا واحات مناطق طاطا وأقا التي عانت كل موسم من حرائق كبيرة. بدورها، تدهورت حقينة سدود جهة سوس بشكل كبير، (مولاي عبد الله-يوسف بن تاشفين- أولوز)؛ ما جعل الحواضر والبوادي المحيطة بهذه السدود تشهد إجراءات إدارية وصلت مدى وقف تمديد مدينة أكادير بالماء فوق الساعة العاشرة ليلا، في قرار أثار سخطا عارما. محمد سعيد قروق، أستاذ علم المناخ بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، أورد أن المعطيات الأساسية المتحكمة في حصول الجنوب على المياه متفرقة، والبداية من الواحات التي تعتمد بالدرجة الأولى على الثلوج، فوقتما سقط الثلج ازدهرت الواحة. وأضاف قروق، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن واحات كلميم وفكيك وورزازات تحظى بتساقطات مطرية قليلة؛ لكن بالنسبة للموارد الثلجية فهي عامل رئيسي لانتعاشها، معتبرا أن النظام الجوي الجديد جاد بالثلوج على الأطلس بكثرة منذ سنة 2006. وأورد الأستاذ الجامعي بخصوص جهة سوس ماسة أن التساقطات المطرية الحالية ستفيد هذه الجهة كثيرا؛ لكن المشكل سيظل قائما لأنه غير مرتبط بالجفاف، بل بالاستنزاف، منبها إلى أن 95 في المائة من مياه المنطقة تذهب إلى الفلاحة. وأكمل قروق تصريحه قائلا: وجب تدبير التساقطات بشكل جيد، معتبرا أن أي حديث مستقبلي عن وجود جفاف في جهة سوس هو كلام غير مسؤول، مؤكدا أهمية الارتفاع الذي نالته حقينة السدود خلال الأيام القليلة الماضية؛ لكن استمراره رهين السلوك.