سؤال خطير. سؤال يستوجب التركيز، "احتراما" للزمن المتردي الذي نعيشه في أيامنا الحزينة هاته. هذا الزمن الذي جعل "العلمائيين" و " العلمائيات" يجتهدون لنيل لقب "شرفاء" ظلما و عدوانا. "العلمائيون" و "العلمائيات" الذين انهزموا في معركة المصداقية فأضحوا يتربصون بالصادقين و الصادقات ليسلبوهم أفكارهم حتى يتمكنوا من انتحال صفة "شرفاء". انتقد شرفاء أداء الحزب الذي كان قد وعد بالعدالة و التنمية انتقادا لاذعا جريئا قاسيا و سليما دون أن يتحرك الحزب للرد أو لردع ناقديه، فكيف يمكن" لعلمائيين" أو "لعلمائيات" أن يدّعوا القمع أو التهديد، و لو بين سطور ماكرة..، من لدن الحزب الذي كان قد وعد بالعدالة و التنمية؟ سيداتي سادتي، الحزب الذي يعد بالعدالة و التنمية لا يهدد أحدا و لا يضايق أحدا و الدليل أيضا الرواية الأدبية الإبداعية الخيالية المحضة في الجزيرة العجيبة الغريبة الأعجوبة المعزولة...و هي معزولة، و الله، ليس بحكم بعض حكامها فحسب و لكن أيضا بحكم بعض مثقفيها و مثقفاتها و بعض كتابها و كاتباتها على الخصوص، بحكم نخبها أو نخبتها على العموم... الأطفال. أطفالنا. نريد أن لا تغادر الابتسامة محياهم. و لكن من هم أطفالنا؟ لا مناورة هنا بالذات لكل من يدعي بصدق محاربة الرشوة و رفضها كأسلوب ممنهج للحياة. أطفالنا هم أطفال الوطن. فالأنانية مرفوضة، و لن تنشر لكم...، أية جريدة...، أيها المنخرطون في الرواية الأدبية الإبداعية الخيالية المحضة، هذا الكلام لأن كلامكم هذا متجه ضد "العلمائيين" ؟ يدعون أنهم يتعرضون للمنع و للتهديد -و الله أعلم- في حين أنهم يمنعون رواة الروايات من التعبير الحر فلا ينشرون لهم من الفقرات سوى ما يلاءم توجهاتهم، مع أن أبجديات حرية التعبير و النشر تتنافى مع تقسيم الرواية إلى فقرات ينشر منها البعض دون الآخر لأن ذلك يتلف المعنى و المغزى...و تحية لأسطورة هسبريس التي لا تأبى نشر كل فقرات الروايات بدون استثناء رغم قسوة المعاني في بعض الأحيان الكثيرة و تأثيرها، ربما، على عملية تشجيع أسطورة هسبريس من لدن بعض الفرقاء عبر الدعم المالي الضروري لكل تجربة فتية رائدة طموحة. و لكنها ربما الكفاءة المهنية العالية من طرف أسطورة هسبريس هي التي ترغم الممولين على الإستسلام...و الله أعلم. سيداتي، سادتي، الحزب الذي يعد بالعدالة و التنمية لا يهدد أحدا من كتاب الرأي و كاتبات الرأي أو غيرهم. لا. لا.لا. لا للظلم و لو كان بين السطور... أو يملك الحزب الذي يعد بالعدالة و التنمية آليات التهديد...؟ لا بطبيعة الحال، فمن ذا الذي يحسب الناس أغبياء إلى هذا الحد...؟ "الاستبداد الناعم". نعم، هذا موجود. و لكنه استبداد يسمح بالمبارزة الأدبية و لو أنه لا يشجعها عبر آليات النشر التي يتحكم فيها ربما تحكما فعليا مطلقا، و الدليل أن الروايات الأدبية لا تجد لها موزعا في شكلها الورقي. و تحية لأسطورة هسبريس التي تنشر و توزع الروايات إلكترونيا. فهل يمكن على سبيل المثال ليومية ورقية أن تنشر الرواية الأدبية الإبداعية الخيالية المحضة في الجزيرة العجيبة الغريبة الأعجوبة المعزولة؟ بالطبع لا، لأن الجزيرة أعجوبة و هذا شيء بديهي. هل يتقاضى بعض كتاب الرأي في الجرائد الورقية أجرا؟ الله أعلم. المهم أن الرواية الأدبية الإبداعية الخيالية المحضة متاحة بالمجان لأنها ملك لقرائها و لكنها لا تجد طريقها للنشر في اليوميات الورقية كما أنها لا تجد لها موزع مهني هي أيضا. و الحمد لله على كل حال. الحمد لله أن راوي الرواية يمكنه أن يهدي النسخ لأصدقائه، (-الذين لا يمتنعون على الرد على مكالماته الهاتفية فجأة...-)، دون أدنى قمع أو منع. وتحية للصحفي العلوي الذي ينقذ ماء الوجه بالنسبة للصحافة الوطنية الورقية عبر تحفته الأسبوعية في الرواية الأدبية الإبداعية... هذا في ما يخص الإجابة على الأسئلة الملحّة لبعض القراء الشرفاء الأعزاء بما فيها قضية "معرض الكتاب"...الأمور إذا واضحة؛ و لو أن نظرا لتشابه الأسئلة تمت الإجابة بطريقة مجملة حسب الاستطاعة و شكرا لتفهم القراء الشرفاء الأعزاء. كان يا مكان في قديم جديد الزمان، سيدة فطنة جذورها من إفريقيا كتبت مقالا يوحي بأنها تعرضت للتهديد في أعز ما لديها في الحياة الفانية، و قيل لأنها كانت تعارض نظاما من الأنظمة... فانتفض الناس و قالوا بصوت رجل واحد: " قف و انتهى. فلو تم تهديد المرأة فعلا، فعليها أن توضح الأمور و سترى هل نحن رجال فعلا مستعدون دوما لمساندة المظلومات و المظلومين أم أشباه رجال... أن تكون المرأة إسلامية أو علمانية لا يهم بقدر ما يهم حقها في التعبير عن آرائها ما دامت آراؤها تلك سليمة... سليمة بمعنى أن لا تكون المرأة "علمائية" تسب الملة و الدين و كفى الناس حق بيان...و للتوضيح، العلمانيات يصبحن "علمائيات" لما يعجزن عن مواجهة من يحبذون تطبيق الإسلام بالحجة و القرائن فيلتجئن مثلا لكيد النساء، و ما أخطر كيد النساء...، و كذلك بالنسبة لبعض "العلمائيين" الحاقدين على الدين الحنيف من صناع العصائد الثقيلة الداعية إلى الفتنة و التفرقة في أرض الإسلام و السلام... لقد سبق و أن حدثنا الأستاذ الصحفي العلوي عن كيد النساء في إحدى مقالاته الرائعة مانعة الحقيقة من الضياع، فهل من تذكير أو إفادة إضافية...؟" صرخ الناس بصوت رجل واحد: " من هددك يا امرأة، متى و كيف و لماذا بالضبط، و سترين ماذا نحن فاعلون. أم أنها روايتك الشخصية الأدبية الإبداعية المحضة...؟ و أضاف الناس بنفس الصوت المرتفع: من حقك الكف عن الكتابة و لا يهم السبب لأن ليس من حق أي أحد أن يحاسبك عن قراراتك الشخصية، و لكن أن تكفّي عن الكتابة لأنه تم تهديدك في أعز ما لديك في الدنيا الفانية فالأمر يستوجب التوضيح من طرفك أيتها المرأة الإفريقية الفطنة ". هكذا قال الناس بصوت رجل واحد في الرواية الأدبية الإبداعية الخيالية المحضة التي هي من القراء الشرفاء و إليهم. وفي نفس قصة كان يا مكان في جديد قديم الزمان، قال الناس أيضا : "ربما أنه الناشر "العلمائي" الذي ربما ضاق صدره بمقالات المرأة الإفريقية الفطنة في شطرها المتعلق بمحاربة الرشوة دون تمجيد إضافي لفلسفة "العلمائيين"، في مقالاتها الأخيرة...؟ الناشر "العلمائي" الذي يعلم أن من تعلن محاربتها للرشوة بصدق و دون مقابل و لو كانت علمانية في أرض الإسلام لا بد و أن تصبح إسلامية ملتزمة و لو بعد حين...؟ الناشر "العلمائي" إذا ربما هو من أعدم ريشة المرأة الإفريقية و لا تستطيع هذه الأخيرة البوح بهذا السر حتى لا ترضي الإسلاميين الشرفاء خوفا أو ارتباكا...؟ مجرد تخمينات... ". الله أعلم. آه، نسيت، من هم الشرفاء؟ إليكم الجواب بكل ديمقراطية لأنه رأي الناس : " الشرفاء هم الإسلاميون السنيون. و لا هول و لا فزع. فكل من يتمنى بصدق الالتزام و أداء الصلاة في وقتها، مثلا، إسلامي لأن نيته حسنة. الإسلامي إذا هو كل من يتوفر على نية حسنة فيحبذ تطبيق الإسلام في أرض الإسلام و يتمنى ذلك و لو كان يرتكب مثلا معصية ضعفا و ليس كفرا. يمكن إذا و بالتالي أن نعتبر، مثلا، المرأة المتبرجة، بصفة عامة، إسلامية إذا كانت تقر و تعترف أن عدم ارتدائها لحجابها معصية بحكم ضعفها، مثلا، أمام العادات القاهرة في محيطها، أما إذا كانت لا تؤمن بالحجاب كفرض فلا... خلاصة: الشرفاء هم المسلمون ". ولكن من الأفضل أن نذهب إلى أهل العلم لنتعلم. الرحمة. الساعة التاسعة ليلا. الأربعاء 27 مارس. السنة الثالثة عشر بعد الألفين.تحية للشيخ الجليل محمد عبد السلام حفظه الله. مقتطفات أو عناوين من برنامج ناجح: " المرجئة، الخوارج، المعتزلة... كثلة واحدة. بالنسبة إليهم الإيمان لا يزيد و لا ينقص. أما بالنسبة لأهل السنة و الجماعة، (-و هي من الفئة الناجية إن شاء الله-)، الإيمان يزيد و ينقص. المعصية لا تخرج من الإيمان... و لكن المعصية درجات فالزنا ليس كالخمر مثلا...لا يجوز التفكير بطريقة يا أبيض يا أسود، لا يجوز. يجب اعتماد الوسطية في الدين... لا يزني الزاني و هو مؤمن: يعني من باب الترهيب و ليس الإخراج من الإيمان... لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا...إن الله يغفر الذنوب جميعا إلا الشرك...و بالنسبة لمن يثوب ما دام حيا فالأمل موجود... خطورة إصدار الأحكام...الدليل ليس هو الحكم، الدليل آلية من آليات الحكم...الأدلة لا تتعارض...المعصية تنقض (-بضم التاء و جر القاف-) و لا تنقض (- بفتح التاء و ضم القاف-)... العبد يجمع بين المعاصي و الإيمان..أهل السنة يقولون ما لهم و ما عليهم، و أهل البدعة يقولون ما لهم فقط... أرجوك ربي أن تفرج كربتي و تستر علّتي..." و تحية للشيخ الجليل المربي محمد حسان حفظه الله و أطال و بارك في عمره. أما فضفضة الخميس فكانت رائعة بكل المقاييس، فتحية للأستاذ راغب السرجاني الذي حدتنا بدقة عالية عن صلح الحديبية... شكرا لك يا راغب. فمن لا يشكر الناس لا يشكر الله. اللهم صلي و سلم على سيدنا محمد و على آله و صحبه. اللهم انفعنا بمحبة الشرفاء من جراء نسبهم الشريف، و الشرفاء من جراء أعمالهم الصالحة. اللهم إني أعلم أني عصيتك و لكنني أحب من يطيعك. اللهم ارحم الشيخ الشعراوي الذي علمنا هذا الدعاء. سيداتي، سادتي، الرواية الأدبية الإبداعية مستمرة ما شاء لها الله أن تستمر. والآن إليكم سؤال الحلقة: هل يجوز للأساتذة الأطباء أن يحيلوا جميع المرضى الفقراء الذين يتوافدون على مستشفى عمومي، على مدى أسبوع كامل...، على المصحة الخاصة التي لهم الحق بحكم قانون جديد مبارك أن يعملوا فيها فقط مرة في الأسبوع، بحيث يأتي لزيارة كل أستاذ طبيب منهم في المصحة الخاصة ما يربو عن 90 مريض فقير في اليوم المحدد مرغمين و ليس مخيرين...، بما أنهم يؤدون مقابل الزيارة 300 دينار بدل 60 دينار و هو السعر في المستشفى العمومي...؟ أما السؤال الإضافي فهو: هل قدرنا أن تظل جزيرتنا العجيبة غريبة أعجوبة معزولة، بحيث يجد دائما الطماعون الجشعون فيها الطريقة الجهنمية المثلى للالتفاف على القوانين الحكومية الجديدة الموضوعة بحسن نية، أم أن الشرفاء لن يستسلموا أبدا في مواجهة قوى الشر...؟ والسؤال ما قبل الأخير هو: من هم القراء الشرفاء الأعزاء؟ و ترقبوا الأجوبة أيها الناس رحمكم الله. نهاية.