ذهبَ باحثونَ، في ندوةٍ وطنية حول اللغة العربيَّة، بالمركز التربوي الجهوي، أمس بمكناس، إلَى أنَّ الوضعَ غير الطبيعي، الذِي تعيشُ لغةُ الضَّاد في المجال التداولي العربي بسببِ عدد من الالتباسات، الناجمة عن تراكمات امتدت من زمن سابق للاستقلال إلى اللحظة الراهنة، على إثرِ تظافرِ عوامل شتَّى، منها الثقافي والسياسي والاجتماعي، باتَ يفرضُ الدفاع عن العربية ، في خضمِ الحرب اللسانية المستعرة، بمشروع تنموى وعلمي لتمكنيها. وأكد أكاديميُّون، باليوم الدراسي الذِي حضرهُ الائتلاف الوطني لحماية اللغة العربيَّة، أنَّهُ لامحيدَ للغة العربيَّة من الاستنادِ إلَى مشروع تنموي وعلمي شامل، يضمنَ لها الحضور في الواقع التربوِي والسياسي، وكذَا عبرَ الواجهة الإعلامية، مستدلين بانتقال اللغة الانجليزية من لغة أقلية في القرن السادس عشر، إلى اللغة الأولى في الاتصال العالمِي ، بفضل الجهود التِي بذلتها بريطانيَا في القرن السابع عشر والثامن عشر والتاسع عشر، عندمَا كانت القوة التجاربة والعسكرية الأولى في العالم عبرَ التربية والتعليم، قبلَ بروز الولاياتالمتحدة قوة هائلة هائلة، وذلك بعد الحرب العالمية الثانية مباشرة، مما جعل اللغة الإنجليزية تنطلق نحو الآفاق بسرعة غير مسبوقة، إضافة إلى الدعم السخي من قبل المنظمات الحكومية والأهلية في الفترة 1950-1970م، وهو أكبر دعم مالي في التاريخ لترويج لغة معينة، يقولُ المشاركون في الندوة. وأوصَى عشراتُ الباحثين المشاركين في الندوة، بتفعيل مقتضيات الدستور المتعلقة باللغة العربية من حيث الحماية و تنمية الاستعمال. معَ صياغة قانون حماية اللغة العربية و تجريم كل مس بمكانتها الدستورية والحضارية . موازاة معَ مأسسة البحث العلمي المتعلق بالعربية وتنسيق جهود التعريب والترجمة .و كذَا تنزيل مؤسسة أكاديمية محمد السادس للغة العربية، والإسراع بإخراجها إلى الوجود وتمكينها من الأدوات اللازمة للقيام بأدوارها كما جاء في التصريح الحكومي. كم دعَا الباحثون إلَى تقوية حضور اللغة العربية بالمؤسسات الجامعية ودعم محاولا ت التدريس بها في الشعب التقنية والعلمية . فضلاً عن حث الإدارات العمومية والجماعات المحلية على استعمال اللغة العربية في كل معاملاتها الداخلية والخارجي, وفي السياق ذاته، حثَّ الباحثونَ على دعم الأبحاث الخاصة بتطوير هندسة اللغة العربية وبوجودها في العالم الرقمي والافتراضي. زيادة على الأبحاث الخاصة بتطوير طرق تدريس اللغة العربية . معَ تشجيع استعمال اللغة العربية في المجالات الاقتصادية والمهنية، وتعزيز حضور اللغة العربية في الفضاء الخارجي.