ركزت الصحف الأوروبية الصادرة٬ اليوم الجمعة٬ اهتمامها بالأزمة السورية وإعلان فرنسا وبريطانيا عن استعدادهما لرفع الحظر الأوروبي عن الأسلحة الموجهة للمقاتلين٬ فضلا مواضيع ذات راهنية كانتخاب البابا الجديد. فتحت عنوان "سوريا: عامان من الجرائم٬" كتبت جريدة " ليبراسيون " أن نظام بشار الأسد ومن أجل بقائه في السلطة يقوم بíœ" تدمير البلاد " واستخدام " القوة الكاملة لجيشه ضد المدن والأحياء المتمردة٬ من خلال قصف السكان المدنيين بالقنابل وصواريخ سكود ". وفي ظل هذه الظروف٬ يعتبر كاتب الافتتاحية٬ أن تسليح المتمردين كما تطالب بذلك فرنسا وبريطانيا "يمكنه أن يعيد التوازن إلى صراع غير متكافئ ضد نظام مجهز بالقوة ويلقى الدعم من إيرانوروسيا...". وبالنسبة لجريدة " لاكروا "٬ فإن فرنسا قامت بخطوة " جديدة " في إطار التزامها تجاه المقاتلين السوريين٬ ودفع بريطانيا للسير على خطاها حيث أثارت لندن يوم الثلاثاء الماضي إمكانية مساعدة المقاتلين على الرغم من الحظر المفروض على سوريا من قبل الاتحاد الأوروبي. بدورها كتبت " لوفيغارو" أن المحادثات بين الأوروبيين قد تنتهي ببلوغ " لحظة الحقيقة " في هذا الصدد الأسبوع المقبل٬ خلال الاجتماع غير الرسمي لرؤساء الدبلوماسية في دبلن. أما " لوباريزيان" فكتبت أنه في الوقت الذي تقوم فيه قوات الأسد بذبح المتمردين فإن باريس ولندن تفكر لأول مرة لتجاوز الحياد المفروض من قبل الاتحاد الأوروبي٬ مستنكرة الوضع في سوريا٬ الذي لا يزال في حالة من الفوضى٬ بعد عامين بعد اندلاع القتال٬ مع سقوط أزيد من 70 ألف قتيل ونزوح مليون لاجئ. بدورها٬ اهتمت الصحف البلجيكية بهذا الموضوع٬ حيث كتبت صحيفة " لوسوار "٬ في هذا الصدد٬ أن رغبة باريس ولندن تسليح المعارضة المناوئة للأسد تعتبر نقطة تحول٬ بعد عامين من إراقة الدماء والصراع غير المتكافئ٬ متساءلة "لكن لماذا هذا التسارع في حين أن فرنسا كانت دائما حتى الآن تطالب بعدم أخذ قرار لوحدها بتسليح المتمردين" معتبرة أنه "بالنسبة للدبلوماسية الفرنسية٬ فإن الوضع أصبح لا يطاق". من جهتها كتبت صحيفة "لا ليبر بلجيك" أنه بعد أشهر من التردد الدبلوماسي فإن الشيء الأكيد أن الأوروبيين والأمريكيين٬ من خلال رفضهم تسليح المتمردين٬ قد تركوا المجال مفتوحا لجيش بشار الأسد٬ الذي يتوفر على امتياز عسكري. أما الصحيفة الهولندية "تروو" فكتبت٬ تحت عنوان "باريس ولندن: تسليم أسلحة إلى المعارضة السورية"٬ أن الحكومتين البريطانية والفرنسية أعربتا علنا عن استعدادهما لتزويد المعارضة السورية بالأسلحة. وكتبت الصحفية أنه في الوقت الذي لا تزال فيه دول أوروبية أخرى ترتاب من موضوع تسليح المتمردين٬ فإن روسيا٬ التي تؤمن تزويد القوات الحكومية بالأسلحة٬ تعارض ذلك وترى أن الزيادة في الأسلحة في سوريا "هو آخر شيء تحتاجه البلاد ". وتحت عنوان "الولاياتالمتحدة تدرب المتمردين السوريين"٬ كتبت صحفية "فولكس كرانت"٬ حسب مصادر مطلعة٬ أن الولاياتالمتحدة أكملت تدريب نحو 300 من مقاتلي المعارضة حول كيفية استعمال المدافع المضادة للدبابات. وقالت الصحيفة إن الحرب الأهلية في سوريا تدخل عامها الثالث حيث خلفت لحد الآن أزيد من 70 ألف قتيل٬ كما أن البلدان الغربية التي كانت قد أخذت مسافة من قبل تعرب عن استعداد متزايد للدعم المباشر للثورة السورية. كما استأثر موضوع اتخاذ موقف لصالح رفع الحظر المفروض على الأسلحة من قبل الاتحاد الأوروبي لدعم المتمردين السوريين باهتمام الصحف التركية٬ حيث كتبت صحيفة " حوريت دايلي نيوز" تحت عنوان "أنقرة ترحب بقرار تسليح المتمردين السوريين"٬ أن تركيا تدعم التدابير الرامية لتسليح المتمردين الذين يقاتلون قوات الرئيس بشار الأسد بعد الدعوة التي أطلقتها باريس ولندن لرفع الحظر المفروض على الأسلحة لدعم المتمردين بسوريا. ونقلت الصحيفة في هذا السياق عن وزير الخارجية التركي٬ أحمد داود أوغلو٬ قوله أنه إذا أظهر المجتمع الدولي رغبة في وضع حد لهذا الصراع الذي استمر لمدة عامين٬ "فلسنا بحاجة للأسلحة". بدورها كتبت صحيفة " تودايز زمان " أن داود اوغلو كان قد انتقد الحظر على مبيعات الأسلحة إلى سورية مشبها الوضع بذلك الذي كان سائدا في البوسنة في عام 1990 مع الحظر الذي حرم البوسنيين من الأسلحة في الوقت الذي كان فيه الصرب يحصلون بسهولة على أسلحة الجيش اليوغوسلافي. على صعيد آخر٬ اهتمت غالبية الصحف التركية برد فعل داوود أوغلو بخصوص الدعوة التي أطلقها الكونغرس الأمريكي ويطالب فيها رئيس الوزراء التركي بسحب تصريحاته الأخيرة حول معاداة السامية. من جهة أخرى٬ واصلت الصحف الإسبانية٬ الصادرة اليوم٬ اهتمامها بانتخاب الأسقف الأرجنتيني خورخي ماريو برغوليو حبرا أعظما جديدا للكنيسة الكاثوليكية. وأوضحت يومية (إلموندو) أن "الأمر يتعلق بحبر أعظم صارم ومتواضع يريد أن يكون نموذجا في الشفافية"٬ مشيرة إلى أنه طلب من الأساقفة أن يحيوا حياة "بسيطة ولا شائبة فيها" من أجل إصلاح أخطاء ومشاكل الماضي. وأضافت الصحيفة أن "البابا الجديد٬ ومنذ اليوم الأول٬ عبر عن عزمه تجديد الكنيسة الكاثوليكية٬ والعمل على استعادة رسالتها الأصلية والأساسية"٬ مبرزة أن البابا فرانسوا يرغب في أن تشهد الكنيسة منعطفا جديدا في عهده. ومن جهتها أوضحت يومية (أ بي سي) أن "البابا فرانسوا الأول شخصية متواضعة"٬ مشيرة إلى أن هذا الأسقف الأرجنتيني السابق قطع مع تقاليد الفاتكان٬ ويحيى حياة عادية حتى بعد انتخابه على رأس هرم الكنيسة الكاثوليكية. وأضافت (أ بي سي) أنا البابا الجديد يرغب في إعطاء بعد شعبي وديني للكنيسة الكاثوليكية٬ دون نسيان مشاكلها وفضائحها٬ مبرزة أن التحدي الأكبر والأهم الذي سيواجهه هو تجديد الكنيسة الكاثوليكية. بدورها اهتمت الصحف السويسرية ٬ وخاصة " لاتربين دي جنيف " و"لوكوريي" و"لوتون" و"لونوفيليست"٬ بانتخاب البابا الجديد الأسقف الأرجنتيني خورخي ماريو برغوليو حبرا أعظما جديدا للكنيسة الكاثوليكية٬ معربة عن تفاجئها لهذا الاختيار. وفي بريطانيا سلطت الصحف الضوء على فشل المفاوضات بين الأحزاب الثلاث الرئيسية في المملكة المتحدة بخصوص موضوع تنظيم قطاع الصحافة. وأشارت صحيفة (الديلي ميل) في هذا السياق إلى أن فشل المفاوضات وقرار رئيس الوزراء وزعيم حزب المحافظين ديفيد كاميرون باقتراح ميثاق ملكي ليشكل أساس إطار مستقبلي لتنظيم قطاع الصحافة٬ كشف النقاب عن تمزق حكومة الائتلاف التي تجمع بين المحافظين والليبراليين الديمقراطيين. وتوقعت زيادة تطور حدة الخلاف وتباعد وجهات النظر بين حزبي الحكومة٬ بعد قرار نائب رئيس الوزراء وزعيم الليبراليين الديمقراطيين نيك كليغ بالتنسيق مع حزب العمال المعارض بخصوص هذا الموضوع. واعتبرت (الديلي ميل) أن مبادرة كليغ تمهد الطريق أمام تحالف ممكن بين الحزبين بعد الانتخابات البرلمانية المزمع إجراءها سنة 2015. ومن جهتها٬ وصفت صحيفة (الديلي تلغراف)٬ أن التحالف بين العمال والليبراليين الديمقراطيين يعد خطوة "غير مسبوقة". واعتبرت أن الميثاق الملكي٬ الذي اقترحه رئيس الوزراء "يوفر خيارا أفضل" لوضع حد للسلوكات السيئة التي أدانها تقرير لجنة التحقيق المستقلة بخصوص فضيحة التصنت على الاتصالات الهاتفية٬ داعية في هذا الصدد البرلمان البريطاني إلى دعم مخطط ديفيد كاميرون الذي يروم حماية حرية الصحافة. ومن جانبها٬ لاحظت صحف أخرى مثل (الغارديان) و(التايمز) أن المبادرة الانفرادية لرئيس الوزراء ساهمت في تعكير الأجواء داخل أروقة الحكومة وشكل بداية "حرب قوية" داخل دهاليز البرلمان. أما الصحف الإيطالية٬ فبعد أن ركزت اهتمامها في الأيام الأخيرة بموضوع انتخاب البابا الجديد٬ فقد عادت مجددا لتسلط الضوء على الأخبار السياسية مع افتتاح البرلمان الجديد. وكتبت صحيفة " لاستامبا" ٬ في هذا السياق٬ أن البرلمان الجديد يفتتح اليوم الجمعة٬ من دون الحصول على أن اتفاق بخصوص اختيار رئيسي مجلس النواب ومجلس الشيوخ٬ الأمر الذي من شأنه أن يغرق البرلمان في حالة من الفوضى. وأوضحت الصحيفة أن زعيم الحزب الديمقراطي٬ وقائد ائتلاف يسار-الوسط٬ بييرلويجي برساني٬ الذي فاز في الانتخابات٬ لا يزال عبثا يأمل في تحقيق شكل من أشكال الترتيب باقتراح تولي رئاسة مجلس النواب إلى حركة الاحتجاج "سينك ستيل" لبيبي غريللو٬ في مقابل دعم هذا الأخير لمرشحه لمجلس الشيوخ. من جهتها٬ وتحت عنوان" برساني يلعب الورقة الاخيرة "٬ أوضحت صحيفة "كورييري ديلا سيرا " أنه باقتراحه التصويت عن طريق بطاقات اقتراع بيضاء٬ فإن برساني يريد الاستمرار في السعي للحصول على اتفاق حتى الثانية الأخيرة٬ لكنه في حالة لم ينجح فإن الحزب الديمقراطي سيصوت على مرشحيه. على صعيد آخر٬ كتبت صحيفة " لابروفانسيا" الكنارية أن الأرخبيل يأتي في المقام الأول بالنسبة للسياح الذين يرغبون في قضاء عطلاتهم في سيمانا سانتا (أواخر مارس)٬ وذلك بسبب الطقس الجميل المتوقع خلال هذه الفترة٬ تليها مدريد٬ واشبيلية٬ ولشبونة وباريس ولندن وإمارة أندورا. وتحت عنوان "القانون بشأن عمليات الإخلاء من المنازل غير قانوني"٬ ذكرت صحيفة "كنارياس 7 " أن المحكمة العليا الأوروبية قد وصفت٬ في قرار صدر أمس الخميس٬ ب"غير قانوني" و"المتعسف" القانون الإسباني المتعلق بإخلاء أصحاب المنازل غير قادرين على دفع ديونهم٬ قائلا انه يتعارض مع توجيه أوروبي لعام 1993 بشأن حماية المستهلك. من جهتها اهتمت الصحف الألمانية بالنقاش الدائر في الاتحاد الأوربي حول مد المعارضة السورية بالأسلحة٬ ومصادقة البرلمان الألماني على قانون يعزز حماية الأطفال ضحايا الاعتداءات الجنسية٬ وإحيائه لذكرى ضحايا الهجوم الكيماوي الذي شنه نظام صدام على مدينة كردية إلى جانب تحذيرات رئيس الاستخبارات الألمانية من "حملات الكراهية التي يروج لها بعض المتطرفين الإسلاميين". وأبرزت الصحف أن قضية تسليح المعارضة السورية تلقي بظلالها في اجتماع رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي في بروكسيل حيث تعتزم فرنسا وبريطانيا السعي لإقناع شركائهما بضرورة مد الأسلحة للمعارضين. وأوضحت صحيفة "برلينغ تسايتونغ" أن باريس ولندن عازمتين على تقديم المساعدة للمعارضة السورية حتى وإن لم يوافق الاتحاد وأنهما سيسعيان لإقناع الحكومة الألمانية مشيرة إلى أن قرار رفع الحظر عن تسليح المعارضة يتطلب إجماع الدول ال27٬ لكن يكفي في غياب التفاهم ألا يتم تجديد نظام العقوبات٬ مما سيمكن كل دولة من اعتماد سياستها الخاصة في هذا الأمر. وتناولت الصحف تحذيرات عبر عنها رئيس الهيئة الاتحادية لحماية الدستور في ألمانيا (الاستخبارات)٬ هانز-غيورغ ماسن٬ بخصوص "حملات الكراهية التي يروج لها بعض السلفيين في ألمانيا". ونقلت صيحفة "بيلد" عن ماسن قوله "إن معظم المروجين لهذه الحملات ليسوا متورطين في جرائم عنف٬ لكنهم يدعون إلى العنف ويحرضون ضد من ينعتونهم ب"غير المؤمنين" مؤكدا على ضرورة استخدام جميع الوسائل القانونية المتاحة لحظر أنشطة هذه الجماعات٬ موضحا أن القرارات الصادرة مؤخرا عن الداخلية الألمانية بحظر أنشطة بعض المنظمات السلفية يعد جزء من تلك الوسائل. من جهة أخرى تناولت الصحف مصادقة البرلمان الألماني "البوندستاغ" على قوانين تعزز الحماية للأطفال ضحايا الاعتداءات الجنسية في ألمانيا حيث حظيت بتصويت حزبي الائتلاف الحاكم ٬الديمقراطي المسيحي والديمقراطي الحر٬ فيما امتنعت المعارضة عن التصويت. وأبرزت "شبيغل أولاين" تحت عنوان "البوندستاغ يعزز حقوق الأطفال ضحايا سوء المعاملة"٬ أن الأطفال ضحايا الاعتداء سيتمتعون بحماية أفضل عبر هذه القوانين التي من المتوقع أن تدخل حيز التنفيذ في الصيف المقبل مشيرة إلى أن هذه المبادرة التشريعية تعزى في جزء منها لتوصيات مائدة مستديرة حول الاعتداء الجنسي على الأطفال بعد أن برزت قبل عامين سلسلة من الحالات في الكنائس والمنازل والمدارس هزت الرأي العام الألماني. من جهة أخرى تطرقت بعض الصحف إلى إحياء البرلمان أمس ٬ لذكرى ضحايا الهجوم الذي شنته القوات العراقية٬ في ظل حكم الرئيس صدام ٬ على مدينة حلبجة الكردية قبل 25 عاما واستخدمت فيه غازات سامة من صنع شركات ألمانية وردتها بطرق غير شرعية٬ مما أسفر عن مقتل 5 آلاف شخص٬ وإصابة الآلاف مشيرة إلى أن البرلمان عبر عن عميق أسفه لوقوع تلك الجريمة مطالبا الحكومة الألمانية بمواصلة دعم المتضررين. أما في روسيا٬ وتحت عنوان "موسكو أول محطة خارجية للرئيس الصيني الجديد" كتبت صحيفة "ايزفيستيا "مقالا أشارت فيه إلى أن المجلس الوطني لنواب الشعب الصيني (البرلمان) انتخب في دورته التي انعقدت يوم 14 مارس الجاري بالاقتراع السري٬ شي جين بينغ زعيم الحزب الشيوعي٬ رئيسا لجمهورية الصين الشعبية٬ ورئيسا للمجلس العسكري. وأعلن في بكين٬ أن أول زيارة خارجية للرئيس الجديد ستكون إلى روسيا٬ التي من المتوقع أن تبدأ يوم 20 مارس وتنتهي في 23 منه. وذكرت الصحيفة ٬ أن فلاديمير بوتين بعد انتخابه رئيسا لروسيا للمرة الأولى٬ كانت أول زيارة خارجية له إلى الصين. واهتمت صحيفة "روسيسكايا غازيتا" بزيارة الرئيس الفلسطيني الى موسكو ٬ حيث قالت إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين٬ قال لدى استقباله نظيره الفلسطيني محمود عباس إن العلاقات بين روسيا وفلسطين تستند إلى أساس تاريخي متين٬ مضيفة أن بوتين الذي قلد عباس وسام الصداقة٬ اتفق مع نظيره الفلسطيني على توجيه هيئاتهما الحكومية المختصة بتنشيط وتفعيل العلاقات الاقتصادية والتجارية. أما صحيفة "أرغومينتي نيديلي" فقالت إن حوالي 100 شيشاني يقاتلون في صفوف القوات الحكومية في سوريا وذلك بحسب تقديرات عسكريين سوريين. ويعتبر القادمون من الشيشان ٬ تضيف الصحيفة٬ مقاتلين محترفين٬ وقد لقي 17 مقاتلا من شمال القوقاز مصرعهم في شهر فبراير الماضي في مكان واحد قريب من مدينة حلب وفق ما ذكره ممثلون عن الجيش الحر السوري.