توفي بائع السجائر التونسي، عادل الخذري، اليوم الأربعاء، متأثرا بحروقه البليغة، بعد أن أقدم على إضرام النار في جسده، عل الطريقة البوعزيزية، أمس الثلاثاء في شارع الحبيب بورقيبة الرئيسي بالعاصمة تونس، احتجاجا على ظروف معيشته. وتزامن الحادث المأساوي الذي يهز تونس من جديد، مع حصول الحكومة التونسيةالجديدة، برئاسة علي العريض القيادي في حركة النهضة، على ثقة المجلس الوطني التأسيسي (البرلمان)، بمصادقة 139 من أصل 217 من النواب عليها ( أغلبية 70%)، مقابل رفض 45 وامتناع 13 آخرى، أثناء الجلسة التي بثها التلفزيون التونسي مباشرة اليوم الأربعاء. ونفذ الشاب التونسي، 27 سنة، عملية إحراق ذاته أمام مقر المسرح البلدي في شارع الحبيب بورقيبة، الذي بعد رمز الثورة التونسية التي أطاحت بزين العابدين بنعلي عام 2011، حيث نقلت مصادر إعلامية أن عادل الخذري، المنحدر من منطقة سوق الجمعة شمال غرب تونس، ردد جملة "هذا هو الشباب الذي يبيع السجائر.. هذا ما تفعله البطالة.. الله أكبر"، قبل أن يضرم النار بسكب كميّة من البنزين على نفسه. وتواردت الروايات أن الخذري توجه أمس الثلاثاء إلى وزارة الداخلية بالعاصمة تونس، من أجل النظر في تأخر رد السلطات لأكثر من سنة، على طلب منحه بطاقة علاج مجاني، مخصصة للفقراء، من أجل تلقي العلاج في مستشفى حكومي. هذا فيما نقلت مصادر أخرى أن الشاب التونسي كان يتعرض لمضايقات من طرف أعوان الشرطة، في إطار حملة ضد الباعة المتجولين وباعة السجائر بالعاصمة التونسية. من جهة أخرى، قام أعضاء البرلمان التونسي المؤقت اليوم بقراءة الفاتحة على روح عادل خوذري، قبل أن يمنح الحكومة الجديدة، التي يرأسها علي العريض، الثقة بأغلبية 70% من المصوتين، والتي تضم في تشكليتها 36 وزيرا ووزير دولة، كما ينتظر أن تؤدي اليمين بقصر الرئاسة التونسية في اليوم نفسه. وتعد حكومة العريض، وزير الداخلية الأسبق، ثاني حكومة ما بعد الثورة التونسية، بعد استقالة سلفه حمادي الجبالي في 19 فبراير الماضي، لرفض مقترحه بتشكيل حكومة تكنوقراط، كمخرج لبلاده من الأزمة السياسية التي ضربت تونس بعد اغتيال المعارض اليساري شكري بلعيد في 6 من الشهر نفسه. ❊ صحفية متدربة