انتقد المستعرب الهولندي يان ياب دي راوتر، إطلاق حزب الحرية اليميني موقعا على الأنترنت، يدعو فيه إلى إلغاء المساجد من هولندا، معتبرا أن فكرة زوال المساجد تشبه زوال الإسلام. واعتبر دي راوتر في مقال كتبه بالعربية، وتوصلت به هسبريس، أنه لا اعتراض على مبدأ الموقع طالما أن الجهر بالاحتجاج وتوجيهه حق ديمقراطي مكتسب، ومع ذلك، هناك اعتراض واحد، يقول المستعرب الهولندي، وهو اعتراض جوهري وأساسي مخفي ومُتضمن، على حد تعبيره في "يا له من شيئ رائع وجميل لو كانت هولندا من دون مساجد"، وهي العبارة الواردة في الموقع المذكور. ويعتبر يان ياب دي راوتر، وهو أستاذ جامعي يدير مدونة شخصية له بالعربية، من الأصوات التي تجهر بمعارضتها للسائد في المجتمع الهولندي من تقبل تدريجي للشعبوية السياسية في بلده، ويعد من بين أكثر المثقفين الهولنديين انتقادا لحزب الحرية اليميني ولزعيمه خيرت فيلدرز المعادي للأجانب والإسلام. وهذا نص مقاله: "يا له من شيء رائع وجميل لو كانت هولندا من دون مساجد" هذه الجملة المذكورة أعلاه موجودة على موقع الانترنت (الويب) www.mosknee.nl والذي أُطلق بمبادرة من حزب الحرية الهولندي يوم 25 يناير 2013م. لكل حزب ولكل شخص في هولندا الحق في الاحتجاج على مشاريع وخطط البناء في البلديات ولذلك الغرض هناك إجراءات يمكن اتباعها والنتيجة قد تكون إلغاء تلك المشاريع والخطط أو تغييرها أو تنفيذها بحذافيرها. فكما أن لكل شخص الحرية في الاحتجاج ضد مشاريع وخطط البناء، فلا يوجد أيضاً أي مانع يمنع موقعاً على الانترنت يدعم المواطنين على الاحتجاج طبقاً للإجراءات. إن إطلاق موقع على الانترنت من قبل حزب سياسي، يندرج ضمن النظام الديموقراطي، حتى ولو تعلق الأمر بتوجيه الاحتجاج ضد بناء المسجد. كما أن حزب الحرية ليس هو الحزب الوحيد الداعم للاحتجاج ضد الدين وفي هذه الحالة الدين الإسلامي. ألم يكن حزب يمين الوسط (حزب ديموقراطيو 66) والذي ظهر في وسائل الإعلام في الفترة الأخيرة كحزب مؤذ ومتضجر من المسيحيين؟ لأن هذا الحزب أراد فتح المحلات التجارية خلال يوم الأحد وهو يوم مقدس بالنسبة للمسيحيين. لم تكن الأحزاب المسيحية مسرورة وسعيدة أبداً مع حزب ديموقراطيو 66. ليس لدي اعتراض على مبدأ الموقع طالما أن الجهر بالاحتجاج وتوجيهه حق ديمقراطي مكتسب. ومع ذلك، هناك اعتراض واحد وهو اعتراض جوهري وأساسي مخفي ومُتضمن في الجملة التالية المذكورة في الموقع: "يا له من شيئ رائع وجميل لو كانت هولندا من دون مساجد". تبدو هذه الجملة بريئة: هولندا من دون مساجد. ولكن تخيل لو تحققت هذه الأمنية فذلك يعني أن 450 مسجداً في هولندا سيزول ويختفي. كيف يمكن تحقيق ذلك يا تُرى؟ هل ستُعين حكومة للقيام بذلك؟ وإذا كان الأمر كذلك، فهل سيحدث دون احتجاج؟ ماذا يوجد وراء هذه الفكرة؟ زوال المساجد، ألا يشبه ذلك زوال الإسلام؟ أو في كل الأحوال زوال ذلك الجزء من الاسلام؟ توجد كذلك الجمل التالية في موقع الانترنت المذكور سلفاً: "هولندا ليست بلداً إسلامياً ولا يمكن أن تصبح بلداً إسلامياً. إلا أننا نرى تأثير وانتشار الإسلام" وإليكم الآن قائمة الأمنيات: لا للمساجد، هولندا ليست بلد إسلامي، يجب وقف تأثير الإسلام. أين تكمن المشكلة في هذه القائمة؟ صحيح: الناس وراء هذه المساجد والبلد الإسلامي المزعوم والإسلام: المسلمون. إذا توقف الإسلام وأصبحت هولندا بلداً غير إسلامي وتوقف تأثير الإسلام، فماذا سيحدث للمسلمين؟ وإذا كان حزب ديموقراطيو 66 يرغب في الحد من تأثير المسيحية، إلا أنه يجوز للمسيحيين والكنائس أن تبقى قائمة. في حين أن حزب الحرية يريد الحد من الإسلام ولكن موقفه غامض فيما يتعلق بمصير المسلمين. أم لا؟ في كتابه الأخير، يدعو خيرت فيلدرز زعيم ومؤسس حزب الحرية بشكل واضح وجلي المسلمين دعوة من صميم الأعماق إلى التخلص من دينهم والابتعاد عن القرآن لأنه كتاب يحمل في طياته الكراهية وبأن لا يقتدوا بنبيهم محمد. إن هذا الاقتراح الداعي للتنكر أمر مرفوض. وهو شيء لا تدعو له الأحزاب السياسية الأخرى بما في ذلك حزب ديموقراطيو 66، بل إن حزب الحرية هو الحزب الوحيد الذي يدعو إلى ذلك. موقع الانترنت www.mosknee.nl، موقع يتناسب مع نظامنا الديموقراطي المسالم ولكن تحت عشب هذا الموقع المخضر توجد أفعى سامة: إنها الكراهية ضد الإسلام.