فاز فيلم "مريم" للمخرج السوري باسل الخطيب بالجائزة الكبرى للداخلة، وهي أرفع جائزة تمنحها لجنة التحكيم في المهرجان الدولي للسينما بهذه المدينة الصحراوية. الخطيب و بعد صعوده الى منصة التتويج تسلم الجائزة من المخرجة المغربية فريدة بليزيد، قبل أن يأخذ الكلمة ليقول أن فوز فيلمه دليل على أن في سوريا شعب يحب الحياة رغم "ظروف الحرب". باسل الخطيب سرد في فيلمه مصير ثلاثة نساء إبان الحرب، تسمى كل واحدة منهن مريم و يعشن في أوقات مختلفة مواجهة الحرب في جوانبها الأخلاقية و الاجتماعية.. المخرج السوري أهدى فوزه لشعبه داعيا أن تعود سوريا الى سابق حالها "بلدا للمحبة و الأمان" دونما إشارة الى كلمة حرية أو ديمقراطية، و هو ما فسر من طرف بعض الحاضرين في الحفل الختامي، بالهروب من قاموس قد يضع الفائز في خندق إحدى الأطراف المتصارعة في الشام. الحذر من التعبير عن المواقف السياسية الصريحة من طرف الفنانين السوريين في مهرجان الداخلة، ظهر أيضا عند الفنان عابد فهد بطل "ولادة من الخاصرة" حيث علق في دردشة مع هسبريس على الصراع المسلح الدائر بين الجيش الحر و نظام الأسد بالقول "شو بدنا بالسياسة.. ما فيها إلا وجع الراس". "تنورة ماكسي" و هو الفيلم اللبناني الذي يحكي قصة فتاة تنزع ثوب الطهرانية و تبدأ بالتودد الى راهب شاب و وسيم في إحدى قرى لبنان زمن الحرب الأهلية، فاز بجائزة لجنة التحكيم. الفيلم الذي يمكن تصنيفه ضمن "سينما المؤلف" اختار اعتماد تقنية راو يحكي قصة لقاء والديه بالموازاة مع خيوط درامية أخرى. جائزة أحسن ممثل ذهبت في دورة مهرجان الداخلة الرابعة الى تونس و تحديدا للممثل علي بنور عن دوره في فيلم "باب الفلة" حيث يزور الموت في صفة صحفي عجوزا ايطاليا، يعيش وحيدا في دار للمسنين. الممثل الفائز، قال عنه نور الدين أفاية رئيس لجنة التحكيم أنه "كان أقوى شخصية في الفيلم و أن حضوره كان مميزا في لحظات الضعف كما الوهج..". الممثلة الجزائرية عديلة بنمحمود فازت بجائزة أحسن دور نسائي عن دورها في فيلم "التائب" للمخرج مرزوق علواش. المغرب استطاع على الاقل أن يحصل على تنويه لجنة التحكيم عبر فيلم "خويا" الذي يتناول حياة شخصية تائهة بين الوطن الأم و بلد الاستقبال. الفيلم العماني "أصيل" و الفيلم المصري "الشتا اللي فات" عادا بخفي حنين من خليج الداخلة. شمعة أخرى أشعلتها اللجنة المنظمة للمهرجان، تمثلت في تكوين الشباب في مجال كتابة السيناريو و تخصيص جوائز للموضوع من خلال لجنة تحكيم متخصصة كان كل من السيناريست المصري وليد يوسف و الكاتب المغربي الميلودي شغموم و الناقد محمد أعريوس أعضاء فيها. اللجنة منحت الجائزة الأولى ليلى الخمليشي عن سيناريو "زلزال" و الجائزتين الثانية و الثالثة لعبد السميع بناصر عن سيناريو "يوم خالد للجسد" و "بلا نهاية" لإيمان بندمو. السيناريو الفائز سيتم تصويره و إنتاجه من طرف المهرجان قبل دورته الخامسة. اسدل الستار على دورة سينمائية في الجنوب، شهدت بعض الارتباك في بعض الجوانب التنظيمية، و حاول فيها المنظمون جبر الخواطر تجاوزا لكل خلاف، و غاب الجمهور فيها عن الصالات ما عدا حفلي الافتتاح و الاختتام، و منع فيها المنظمون من بناء خيام حول ساحة الشاشة الكبرى لأسباب أمنية، و تساءل فيها البعض إن كان المهرجان عملا خالصا لوجه الثقافة أم أن الاعتبارات السياسية هي الواقفة وراء تنظيمه، لكن رغم كل هذا و ذاك تبقى المبادرة السينمائية واحة في الصحراء تحتاج إلى الدعم من أجل دمقرطة الولوج الى الفعل الثقافي وفق تعبير أحد المسؤولين عن التظاهرة.