قضية الحذاء، كما بات يسميها كثير من ظرفاء مدينة ميدلت، ما كانت لتمرَّ دون أن تأخذ تبعاتها منحى تصاعديا، ففي الثالثة من زوال أمس الأربعاء، حضر مئات الغاضبين، للمشاركة في وقفة احتجاجية أمام المحكمة الابتدائية بالمدينة، تعبيرا عن غضبهم واستنكارهم الكبيرين، للمساس بكرامة هشام، الذي أرغمه نائب وكيل الملك بالمدينة، على تقبيل رجليه بسبب سيارة كانت في المحل، ولم يتم الاشتغال عليها في الموعد المحدد. حناجر محتجُّي مدينة التفاح، صدحت بشعارات من قبيل،" الشعب يريد إسقاط نائب وكيل الملك"، و"كلنا هشام"، بينما كانت قولة عمر بن الخطاب "متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا" تلوح عاليا، منددين بما تعرض له ابن جلدتهم من إهانة، ترفضها كل المبادئ والقيم، وتتعارض ومبادئ حقوق الإنسان، التي تحضر الحطَّ من كرامة الإنسان، حتى وإن كان في حالة اعتقال. وطالب المحتجون بفتح تحقيق في الحادثة، ومحاكمة نائب وكيل الملك، بتهمة إهانة مواطن، وتهديد أمن المجتمع، على اعتبار أنَّ الآثار النفسية الناجمة عما ألحقه تقبيل رجل نائب وكيل الملك بهشام، لا تزالُ باعث قلق لديه. في غضون ذلك، تحدث البعض عن اتصال هاتفي بين نائب وكيل الملك، والنائبة عزيزة القندوسي، عن حزب العدالة والتنمية، قال فيه المسؤول إنَّه أراد "أن يربي هشام"، وهو ما اعتبره محتجون نيلا من كرامة المواطن، وضربا لواجب صونها عرض الحائط. كما أنَّ أخباراً تدوولت عن قيام البرلمانية نفسها بمراسلة وزير العدل والحريات، مصطفى الرميد، لتحريك البحث. وشهدت الوقفة، حضور عدة جهات؛ من بينها الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، وعدد من النقابات، زيادة على بعض أتباع جماعة العدل والإحسان بالمدينة. الذين حجوا إلى المكان لمؤازة هشام، الذي كان وسط الحشود. وعن سبب مقدمها للمشاركة في الوقفة، قالت إحدى سمية أغواو، إحدى المشاركات، في اتصال مع هسبريس، إنها رأت في خروجها قياما بالواجب، لا أكثر، لرفض شطط نائب وكيل الملك في استعمال السلطة، مستغربة إرغام نائب وكيل الملك لهشام على تقبيل رجليه، في مرحلة يقال إنها للإصلاح، تحت تأثير موجة "الربيع العربي"، التي أتت من أجل كرامة المواطن، قبل أن تردف "بالمناسبة، لقد أصبحت القضية تسمى هنا بقضية الحذاء" وهي ضاحكة، تضيف " شر البلية ما يضحك".