أعلن حمادي الجبالي٬ رئيس الحكومة التونسية٬ عن تقديم استقالته، عشيّة اليوم، عقب استقباله من قبل الرئيس منصف المرزوقي. وأوضح الجبالي، في تصريح صحفي، أنه قرر تقديم استقالته من منصبه بعد أن فشلت مبادرته الرامية إلى تشكيل حكومة تقنوقراط للخروج من الأزمة السياسية التي تعيشها البلاد. وأكد مسؤول في حزب النهضة الإسلامي أن الجبالي "سيعلن استقالته للوفاء بوعده بالرحيل في حال فشلت مبادرته في تشكيل حكومة كفاءات غير حزبية"، وقد جاء ذلك بسبب معارضة حزب النهضة، الذي ينتمي إليه الجبالي، لمشروع الحكومة الجديدة.. وأوضح المسؤول ذاته ألاّ شيء يمنع من إعادة تكليف الجبالي بتشكيل تحالف حكومي جديد. وكان حمادي الجبالي قد صرّح أن الأحزاب الرئيسية "قد فشلت في التوصل إلى اتفاق لتشكيل حكومة كفاءات "وأنه سيبحث مع رئيس الجمهورية الخطوات اللاحقة.. فيما رفضت حركة النهضة مقترح رئيس الوزراء وقالت إنها تؤيد وجود حكومة سياسية. وأدى اغتيال الزعيم السياسي شكري بلعيد، في أول اغتيال سياسي في تونس منذ عقود، إلى انزلاق الحكومة والبلاد إلى حالة من الاضطراب السياسي واتساع فجوة الخلافات بين حركة النهضة الإسلامية وخصومها العلمانيين، وهذا في ظلّ تفشّي اتهامات للإسلاميين بالوقوف وراء الواقعة غير المقبولة. اغتيال بلعيد دفع الجبالي للتعهّد بتشكيل حكومة كفاءات غير حزبية لإدارة البلاد إلى حين إجراء انتخابات، وهذا رغم اعتراضات من داخل "النهضة" التي ينتمي إليها، زيادة على حليفيها غير الإسلاميين في الائتلاف الحاكم، وهذا بدافع "عدم وجود استشارة لإعلان هذه الخطوة".