تعتبر الجالية المغربية المقيمة بألمانيا(حوالي120 ألف نسمة) واحدة من أكبر وأنجح الجاليات العربية والأجنبية المقيمة في هذا البلد, وبتعدد مكوناتها, من كفاءات علمية وخبراء ومستثمرين ورجال أعمال, تعطي هذه الجالية مثالا واضحا على التحول النوعي في مفهوم الهجرة والمهاجر. "" وبقدر ما يقدم العلماء والأطباء والمستثمرون ورجال الأعمال المغاربة في ألمانيا, مساهمة قيمة في تطوير العلاقات المغربية الألمانية وتنويع مستوياتها بين القطاعين العام والخاص, بقدر ما يقدمون صورة إيجابية جدا عن مغرب مفعم بالحيوية, أصيل ومتفتح وزاخر بالكفاءات. ويقدم "محمد الكرز" مؤسس شركة (أركان دور) لإنتاج وتسويق زيت أركان في ألمانيا والعالم, نموذجا لهذه الكفاءات العلمية المغربية ذات المستوى العالي, التي استطاعت أن تجترح وضعا متقدما في عالم الأعمال, في مجتمع لا يؤمن إلا بالريادة و التفوق. واستطاع "الكرز" أن يجد لزيت أركان المصنوعة بالطرق التقليدية, كمنتوج غذائي ومستحضر تجميل, مكانة بارزة في السوق الألمانية, التي تعتبر من بين أكثر الأسوا ق الأوروبية, إن لم تكن أكثرها على الإطلاق, صرامة في ما يتعلق بالجودة. كانت بداية "الكرز"( من مواليد1968 ), بعد التخرج من الجامعة الألمانية متخصصا في الطاقات المتجددة ( الطاقة الهوائية), من داخل الغرفة المغربية الألمانية للتجارة والصناعة في الدارالبيضاء, حيث اشتغل هناك, كغيره كثير من المغاربة خريجي الجامعات الألمانية, في إطار مشاريع تعاون بين المغرب وألمانيا في المجالات المتعلقة بالبيئة والماء الشروب والطاقات المتجددة. ومن خلال عمله في الغرفة, اطلع "الكرز" على النماذج الناجحة جدا في إطار التعاون المغربي الألماني, ومن بينها العمل الذي تقوم به وكالة التعاون التقني الألمانية ( ج ت ز) منذ1995 لحماية شجرة الأركان, بجهة سوس ماسة درعة, انطلاقا من تصور تنموي شامل. وقال "للكرز" في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أنه استلهم في مشروعه من تجربة وكالة ( ج ت ز ), التي ترى أن الهدف من حماية شجرة الأركان ليس فقط صناعة زيوت نادرة وتسويقها, وإنما, بالدرجة الأولى, المحافظة على بنية تاريخية, و على توازن سوسيو ثقافي وإيكولوجي عريق مرتبط بشجرة الأركان, تقوم فيه المرأة بدور محوري لأنها تملك أسرار الصنعة وتؤبد