تناولت الصحف الأوروبية الصادرة اليوم السبت٬ عدة قضايا من بينها فضيحة لحم الخيول في أوروبا وقضية العداء الجنوب إفريقي أوسكار بيستوريوس المتهم بالقتل وارتفاع معدل البطالة في تركيا واصلاح الادارة في اسبانيا وتقليص عدد العاملين في سلك الوظيفة العمومية في بالبرتغال. وفي هذا الصدد كتبت يومية "لوسوار" البلجيكية أن مسألة لحم الخيول التي تم اكتشافها في بعض الأطباق المهيأة في أوروبا تمثل مرة أخرى هاجس البحث عن أرخص مواد المتوجات الغذائية ٬وتظهر في الآن ذاته فشل النظام المتبع في مجال المراقبة والتتبع والتأكد من الجودة. وتسجل الصحيفة٬ التي توجه أصبع الاتهام إلى "انتهازية" بعض العاملين في سلاسل أنتاج المواد الغذائية ٬ أن المستهلك وهو يسعى باستمرار إلى البحث عن أقل الأسعار ٬ يتحمل نصيبه من المسؤولية في هذه العملية. من جانبهما تناولت صحيفتا "ليبر بلجيك" و "لافنير" الخطة الأوروبية الخاصة بمكافحة الغش في قطاع الصناعة الغذائية التي تم إقرارها أمس الجمعة ٬ وأشارتا إلى أنه سيتم تذوق أكثر من ألفين من الأطباق المحضرة في أوروبا وسيتم القيام بما يتراوح بين 10 و150 عملية مراقبة في كل بلد من البلدان الأوروبية. كما أشارت الصحيفتان إلى أنه في انتظار نتائج التحقيقات القضائية الجارية في عدة بلدان اوروبية في فضيحة لحم الخيول ٬ فإن قضايا جديدة في مجال الغش والاحتيال يتم اكتشافها كل يوم. وفي تركيا يتركز اهتمام الصحف حول مسألة ارتفاع البطالة وآخر تطورات الوضع في سوريا. ففي مقال بعنوان "البطالة بدأت في الارتفاع في فصل الشتاء" ٬ كتبت صحيفة ''الوطن" أن معدل البطالة ارتفع إلى 4ر9 في المائة خلال شهر نوفمبر من العام الماضي٬ وهو ما يمثل زيادة تصل إلى 0ر3 نقطة مقارنة مع المستوى المسجل في الشهر نفسه من عام 2011. وحسب الصحيفة٬ فإن 8ر23 في المائة مناصب الشغل في تركيا يؤمنها القطاع الزراعي٬ و 19 في المائة قطاع الصناعة و2ر7 في المائة قطاع البناء ٬ في الوقت الذي يظل فيه قطاع الخدمات هو الذي يوفر أكبر عدد من مناصب الشغل بمعدل يصل إلى 50 في المائة من السكان النشطين. وفي هذا الصدد أوضحت صحيفة أسكام" أن 200 ألف من العاطلين الجدد جاؤوا لتعزيز صفوف العاطلين في تركيا خلال شهر نوفمبر الماضي ٬ مستندة في ذلك على بيانات نشرها الجمعة المعهد التركي للإحصاء . من جهتها قالت صحيفة "توداي زمان" أن هذا الارتفاع في معدل البطالة الذي سجله شهر نوفمبر الماضي يأتي في وقت تظهر فيه التوقعات الاقتصادية الصادرة هذا الأسبوع ارتفاعا في معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي بنسبة بلغت 5ر2 في المائة ٬ أي أقل من 3 في المائة التي توقعتها الحكومة التركية٬ ولكن أفضل بكثير من نسبة النمو التي سجلتها منطقة الأورو في عام 2012 والبالغة 3ر2 في المائة. من جهة أخرى واصلت الصحف التركية الاهتمام بالازمة في سوريا وآخر تطورات الوضع في هذا البلد الذي يتقاسم مع تركيا أكثر من 900 كم من الحدود. وفي هذا السياق كتبت صحيفة "توداي زمان" أن وزير الخارجية٬ أحمد داود أوغلو الذي يشعر بالإحباط إزاء تقاعس المجتمع الدولي ٬ بما في ذلك حلفاء مثل الولاياتالمتحدة وبلدان الاتحاد الأوروبي٬شدد من لهجة انتقاده لدى حديثه عن الأزمة السورية. وقال رئيس الدبلوماسية التركية إن بلاده هي الفاعل الدولي الوحيد ٬الذي يهتم بالموت الذي يلاقيه يوميا المواطنون السوريون ويتطلع إلى حل عاجل للأزمة السورية ٬ كما انتقد على الخصوص الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا وإيران٬ والذين قال إنهم غير قادرين على الاتفاق على اتخاذ إجراء بشأن النزاع السوري الذي استغرق حتى الآن 23 شهرا. وتحت عنوان ''وحدها على الطريق سوريا' تناولت صحيفة "حريات دايلي نيوز" موضوع الانفجار الانتحاري بواسطة سيارة مفخخة ٬الذي استهدف مركز حدودي بين تركيا وسوريا مما أسفر عن مقتل 14 شخصا٬ بينهم أربعة أتراك. وقالت الصحيفة أن هذا الانفجار الغامض يبين بوضوح أن الحرب الأهلية في سوريا بدأت تخرج عن حدود هذا البلد٬ ونوهت في ذات السياق باستراتيجية أنقرة القائمة على دعم المتمردين ضد النظام السوري . وفي إسبانيا٬اهتمت الصحف بمشروع اصلاح الادارة المحلية الذي تقدمت به الحكومة يوم أمس الجمعة ٬ حيث ينص هذا المشروع على أن 12 ألف فقط من المستشارين المحليين يمكنهم تلقي رواتب شهرية٬ في حين أن 55 ألف أي ما يمثل 82 في المائة٬ لن تكون لهم أية رواتب ٬ حسب ما جاء في صحيفة "البايس". وأوضحت الصحيفة أن التدابير التي اتخذت لخفض رواتب المستشارين المحليين تندرج في إطار إجراءات التقشف التي اتخذتها الحكومة٬ والتي ستوفر 146 مليون أورو في السنة. وبواسطه هذه الاصلاحات ٬ تقول صحيفة "إلموندو" من جهتها ٬ فإنه يمكن للحكومة أن توفر 7 مليار أورو على مدى ثلاث سنوات (2013-2015)٬ ملاحظة أن هذا الاصلاح سبق أن رفضته مناطق الحكم الذاتي في كل من كاتالونيا وبلاد الباسك. من جانبها تناولت الصحف الفرنسية الصادرة اليوم السبت الظرفية الاقتصادية والاجتماعية في البلاد وكذا مسألة عدم تجريم استهلاك مخدر القنب الهندي وكذا التنافس في انتخابات بلدية مدينة باريس التي ستتم في عام 2014. وفي هذا السياق حللت صحيفة "لوموند" الآثار المترتبة على الركود الذي ميز عام 2012٬ حيث كتبت أن "عدم النمو " الذي نتج عنه ضعف المداخل الضريبية ٬ جعل أنه من المستحيل الحد من العجز في أسرع وقت كما كان متوقعا٬ وهو ما يطرح العديد من الأسئلة٬ تقول الصحيفة الفرنسية. وتحدثت "لوموند" في هذا المجال عن "مراجعة أو تعديل الالتزام الفرنسي إزاء شركائها الأوروبيين"٬ مشيرا إلى أنه وفقا للمفوضية الأوروبية في بروكسل٬ فإن فرنسا مطالبة بأن تبذل "جهودا هيكلية" مقنعة كي تستفيد من تمديد مهلة لتقليص العجز في حدود 3 في المائة. ونقلت الصحيفة عن ديديي ميغو الرئيس الأول للمجلس الأعلى للحسابات أن الجهد يرتكز في ثلاثة أرباع منه على الاقتطاعات الاجبارية وفي الربع الباقي على الحد من النفقات. وخلصت الصحيفة إلى أنه في الأسابيع المقبلة٬ سيكون على الحكومة٬ لاقناع بروكسيل٬ تقديم برنامج تقشفي محدد لن يقبله الفرنسيون إلا إذا قدم السيد هولندا ذلك بطريقة شجاعة وحسب أفق مستقبلية مطمئنة. من جهة أخرى ٬ وتحت عنوان "القنب الهندي : إحياء النقاش من جديد" تناولت صحيفة "لبراسيون" موضوع عدم تجريم استهلاك مخدر القنب الهندي٬ مشيرة إلى أنه منذ "النداء التاريخي" لهذه الصحيفة سنة 1976 لفائدة "هذه القضية" ٬ وصل اليسار مرتين إلى الحكم وتدخين القنب الهندي "مستمر في الخفاء وبطرق غير قانونية وغير فعالة وأقرب ما تكون إلى النفاق ". وأشارت الصحيفة إلى أن حوالي 4 ملايين من الفرنسيين يستهلكون القنب الهندي وخاصة فئات الشباب ٬ وهو ما يمثل رقما قياسيا على مستوى أوروبا ٬وذلك على الرغم نهج سياسة توصف بالزجرية . وفي سياق حديها عن ترشيح كوسيوسكو ناتالي (الوزيرة السابقة والمديرة السابقة للحملة الانتخابية لنيكولا ساركوزي) لمنصب عمدة بلدين باريس سنة 2014 ٬ في منافسة وزيرة العدل السابقة٬ رشيدة داتي ٬ تحدثت صحيفة "الفيغارو" عن محاولة اليمين الفرنسي ممثلا في حزب "الاتحاد من أجل حركة شعبية" لاستعادة بلدية العاصمة التي يسيطر عليها الاشتراكيون منذ 2001. وتحت عنوان "من أجل اقتحام القلعة الوردية"٬ في اشارة الى لون الحزب الاشتراكي٬ تطرح الصحيفة من جديد الحجج القائلة إن "السوسيولوجية الباريسية تفضل اليسار"٬ على اعتبار أن سكان باريس من فئة "البرجوازية البوهيمية" وتريد أن تبقى كذلك. من جهتها اهتمت الصحافة البرتغالية الصادرة اليوم بمسألة الحد من أعداد الموظفين العاملين في سلك الوظيفة العمومية سنة 2012 وهي أعداد تفوق ما توقعه مخطط الانقاذ المقدم للبرتغال. فتحت عنوان''تقليص عدد العاملين في الوظيفة العمومية يتجاوز ضعف ما هو مطلوب من قبل ترويكا' الدائنين ٬ أشارت صحيفة "بوبليكو" إلى أن 28 ألف شخص غادروا الوظيفة العمومية في 2012 في البرتغال٬ وهو ما يمثل انخفاضا في عدد العاملين في الادارة العمومية يصل إلى6ر4 في المائة ٬ في حين أن خطة المساعدات الدولية للبرتغال توصي بإنخفاض قدره 2 في المائة فقط. وقالت الصحيفة إن هذا التخفيض يهم على الخصوص قطاع التربية بأعداد تصل إلى 15 ألف و500 موظف ٬ مشيرة إلى أنه بهذا التخفيض أصبح عدد الموظفين في نهاية 2012 ٬ 573 ألف و 669 موظف مقابل 611 ألف و801 موضف سنة 2011 في بلد يصل عدد سكانه 5ر10 مليون نسمة . في ذات السياق كتبت أسبوعية "إكبريسو" أن الحكومة البرتغالية ستقدم في فبراير الحالي إلى اللجنة الأوروبية المختصة "الترويكا" خلال اجتماعها التقييمي السابع للاصلاحات المطبقة في البرتغال مشروعها الرامي إلى خفض النفقات العمومية خلال السنوات القادمة بما قيمته 4 مليار أورو . وذكرت الصحيفة أن تقليص الراتب في الإدارة العامة وتخفيض المعاشات العليا توجد من بين التدابير التي من ستقترحها الحكومة البرتغالية الدائنين الأوروبيين٬ وذلك في إطار خطة شاملة للاصلاح . وبالنسبة للصحافة البريطانية ٬ ما زال اهتماماها منصبا على قضية العداء الجنوب افريقي٬ أوسكار بيستوريوس٬ المتهم في جريمة قتل. وفي هذا الصدد نشرت صحيفة "ذو التايم" في مقال تحت عنوان "قلق أوسكار "٬ مقالا تتتحدث فيه عن تفاصيل هذه المأساة التي وقعت هذا الأسبوع في بريتوريا. وتناولت صحف أخرى مثل "ديلي ميرور" و "ذي السان" الحالة النفسية لأوسكار ٬مشيرا إلى أنه قد تم وضعه تحت المراقبة الاحتياطية مخافة أن يقدم على الانتحار. بعض الصحف الأخرى تناولت موضوع لحوم الخيول حيث اعتبرت "ذي سان" أن مسؤولي من وكالة البريطانية المكلفة بمراقبة المعايير الغذائية ٬ قالوا إنه من المستحيل تحديد بدقة حجم المشكلة. في سويسرا٬ اهتمت صحيفة "لوتان" بموضوع دور الحضانة ورعاية الأطفال٬في أفق الاستفتاء الشعبي الذي سيجري في 3 مارس القادم ٬ حول أحد مقتضيات الدستور التي تشجع على التوفيق بين متطلبات العمل والأسرة .