في الصورة عزام التميمي مدير قناة "الحوار" في حوار مع عبد السلام ياسين في فيلته الجديدة بحي السويسي في الرباط قناة الحوار تدخل على الخط و تستضيف الأستاذ عبد السلام ياسين لمدة شهر كامل لا أظن أن المغاربة سيفوتون فرصة اكتشاف الأستاذ عبد السلام ياسين عن قرب ،و لأول مرة على شاشات التلفزة من دون أن يتعرضوا لمتابعة من المتابعات،و ببركة المقعرات ولاقطات البث الفضائي التي كسرت الحصار عن المعارضة و المعارضين ، سيظهر مرشد جماعة العدل و الإحسان على قناة الحوار اللندنية .من دون أن يستطيع السيدين بنموسى وزير الداخلية و زميله وزير الاتصال السيد خالد الناصري منع النشاط ،أو تعليق البث كما حدث مع نشرة المغرب العربي .مما سيضيف هما جديدا لوزارة الاتصال .الوصي الشرعي على الإعلام الرسمي التي ستجد نفسها أمام كماشتي قناتي الجزيرة و الحوار،مع العلم أن قناة العم وضاح خنفر لم تكشر تماما عن أنيابها ،و لم تبدأ مرحلة التصعيد بعد ،ربما تدخر ذلك لقابل الأيام .مكتفية بمتابعة مفاجأة زميلتها قناة الحوار و مرددة المثل المغربي "خرجت فيكم ذنوبنا "؟! و يذكر أن قناة الحوار التي تتخذ من عاصمة الضباب لندن مقرا لها قد سجلت مع الأستاذ عبد السلام ياسين أربع حلقات ضمن برنامجها الأسبوعي مراجعات. ستبثها في السادسة مساء بتوقيت غرينيتش على مدة أربعة أسابيع ابتداء من يوم الإثنين القادم 23 يونيو.مما يعني أن القصف الفضائي اللطيف سيمتد على مدار شهر كامل حيث سيرى فيها الأستاذ وزير الاتصال النجوم في عز حرارة الظهيرة. وكما جاء في موقع القناة. أن مضامين الحوار الأربعة سوف يتحدث فيها الأستاذ ياسين في مراجعاته، التي يحاوره فيها الدكتور عزام التميمي، مدير معهد الفكر السياسي الإسلامي في لندن، عن مشروعه الفكري والسياسي وعن تحليله للواقع واستشرافه للمستقبل. في الحلقة الأولى يتحدث الأستاذ ياسين عن أسرته التي ينحدر منها، وعن ظروف مولده ونشأته ومراحل التعليم التي قطعها والوظائف التي شغلها. وفي الحلقة الثانية يتحدث عما عبر عنه باليقظة القلبية التي قادته إلى التصوف، ثم إلى دخول عالم السياسة من أوسع أبوابه بتوجيه خطاب نصيحة للملك الحسن الثاني عنوانه "الإسلام أو الطوفان"، وما تعرض له إثر ذلك من اعتقال واضطهاد. ويتحدث في الحلقتين الثالثة والرابعة عن نشأة جماعة العدل والإحسان وعن رسالتها وأسلوب عملها، وعن مواقفها من قضايا الأمة المختلفة، وعما تتعرض له بسبب ذلك من تضييق، مستطلعاً ما صدر له من مؤلفات على مدى العقود الثلاثة الماضية ضمنها فكره ومنهجه. قناة الحوار قامت بعرض مقتطف إشهاري للحوار. تبثه بين الحين و الآخر .معتبرة أن هذا أول حوار ظهره فيه الأستاذ عبد السلام ياسين على شاشة التلفزة . مما يعد بلغة الإعلام سبقا إعلاميا بامتياز . عدد كبير من الأسئلة الملحة تحاصرنا نحن الفضوليون .منها ما يتعلق بالجماعة، و منها ما هو متعلق بالإعلام الرسمي . و نبدأ بالجماعة و إقدامها على هذه الخطوة .فهل هو إعلان عن تكسير الحصار ؟و تحديه ؟و أية رسالة سوف تبعث بها الجماعة انطلاقا من الحوار الذي سيمتد شهرا كاملا ؟و هل سيواكب الحوار أنشطة ميدانية و إشعاعية أخرى . و هل سيبلغ الحوار ما لم تستطع أن تبلغه الجماعة ؟ و ما هي ملامح مرحلة ما بعد الحوار ؟و إذا كانت الأبواب المفتوحة قد أزعجت كثيرا الداخلية المغربية .فكيف سيكون الأمر مع السماوات المشرعة ،و المقصود به البث الفضائي ؟ أما وزارتي السيدين شكيب و خالد فكيف سيتعاملان مع هذه المفاجئة غير السارة ؟ و ذلك في حالة إذا لم تصعد قناة العم خنفر ؟أما إذا حدث و فتحت الجبهتين : الحوار و الجزيرة .فلا أظن أن الوزيرين المحترمين سينعمان بعطلة الصيف المروحة عن الأعصاب في ظل حكومة الأستاذ الفاسي التي من الصعب أن نذكرها و التفاؤل يغمر أسارير وجوه السادة الوزراء المحترمين . و قبل ذلك، كيف تم تسجيل أربع حلقات مع الحصار و التضييق الشديدين الذي تضربه السلطات المغربية على جماعة العدل و الإحسان؟ سيما بعد مذكرة السيد بنموسى الأخيرة إلى ولاته و عماله القاضية بمضاعفة المنع و الحصار على كل من له علاقة بأنشطة الجماعة. مع العلم أن عملية تصوير الحلقات استدعت جلب طاقم تقني و صحفي بمعداته و لوازمه من لندن ....مما يعني أن الجماعة قد صوبت صفعة فضائية أو رقمية إلى السيد بنموسى وولاته .فضلا عن أجهزة المخابرات المرئية منها والمسموعة .؟ أظن أن هذه الأسئلة و الاستفسارات ستتبلور أكثر عندما سنشاهد ولأول مرة نحن المواطنون و المشاهدون المغاربة لحلقات الحوار.رفقة وزرائنا المحترمين .و في أقل تقدير الوزيرين السابقي الذكر.فلا أظن أنهم سيفوتون فرصة مشاهدة الأستاذ عبد السلام ياسين من دون أن يحتاجا إلى تقارير ترفع لهم ،فالخبر ما سيرون و ما سيسمعون. يكفي أن يكون بحوزتها جهاز تلفاز ولاقط للبث .طبعا و ترددات القناة التي سيجدونها على موقع الجماعة التي توفرها بالمجان لكل من يرغب في متابعة القناة ، وربما قد يتكلف القطاع الاجتماعي لجماعة العدل و الإحسان بتقديم خدمات و استشارات تقنية مجانية لكل من يجد مشاكل في تتبع القناة .و لما لا توزيع مقعرات فضائية بهذه المناسبة السعيدة على بعض الفقراء و المحتاجين . كما أجدني مضطرا إلى طرح سؤال على وزارة الأوقاف .إذا حدث و أراد أحد المصلين من رواد المساجد أن يتابع الحلقات عن طريق المقعرات الموزعة على المساجد ؟ فهل هذا العمل جائز فقها ؟مع العلم أن قناة الحوار لا تبعد كثيرا عن قناة القرآن الكريم المغربية؟و هل ستتدخل الوزارة نفسها لثني الأئمة و الخطباء من متابعة الحلقات و لو بطريقة ضمنية محتشمة مخافة أن يستقطبهم فكر الأستاذ ياسين بحديثه الذي لم يعهدوا سماعه ، مع العلم أن القاعدة الاجتماعية النفسية تؤكد أنه كل محظور هو مرغوب ! وقبل أن نغلق ملف الحوار. فالقناة نفسها قد أجرت حوارا مماثلا مع الأستاذ عبد الإله بنكيران القيادي بحزب العدالة و التنمية ،وأحد مؤسسي الجماعة الإسلامية سابقا حركة التوحيد و الإصلاح حاليا .في خمس حلقات سيتم عرضه لاحقا ،سؤال أخير يفرض نفسه بالقوة كذلك .فمن مِن الحوارين تم تصويره أولا ؟ أكيد أن تسجيل حلقات الحوار مع الأستاذ عبد السلام ياسين سبقت حلقات الحوار مع الأستاذ بنكيران . و تمت في سرية فائقة .و يبدو أن الجماعة استندت في هذا العمل المفاجئ إلى الحديث النبوي الشريف استعينوا بقضاء حوائجكم بالسر و الكتمان .ثم تلاه تصوير حلقات الحوار مع الأستاذ بنكيران . وفي الأخير عطلة سعيدة للجميع. و بالأخص السادة الشيوخ و المقدين و رجال المخابرات المرئية و المسموعة و الكفيفة والصماء و جميع الطاقم الذي قد يكلف بإحصاء عدد من تابعوا الحوار يوم الإثنين ،عفوا أيام الإثنين .علما أن القناة توفر فرصتين استدراكيتين مجانيتين لمن لم يتمكن من متابعة حلقة يوم الإثنين مساء .و كان الله تعالى في العون .وإلى برنامج لاحق إن شاء الله تعالى .و لا أراكم الله تعالى برامج تعكر عطلكم الصيفية ." الله يخرج الصيف بخير و على خير،و الله يرضي علينا القنوات الفضائية"!.