يطل الشيخ عبد السلام ياسين –مرشد جماعة «العدل والإحسان»- على المواطنين المغاربة لأول مرة عبر شاشات التلفزة، ابتداء من يوم الاثنين المقبل على مدى أربعة أسابيع، تبث خلالها قناة «الحوار» الفضائية أربع حلقات سجلتها معه في فيلته الجديدة بحي السويسي بالعاصمة الرباط. وفي انتظار معرفة تفاصيل مواقف وأفكار أبرز معارض للملكين الحسن الثاني ومحمد السادس، بعد غياب دام 8 سنوات رفض خلالها مرشد «العدل والإحسان» الحديث إلى وسائل الإعلام الوطنية والعربية، اختار معدو البرنامج الحواري «مراجعات» الذي حل عليه الشيخ ضيفا إبراز أقوى تصريحاته السياسية التي تحدثت عن صناعة أوثان، حيث قال إنهم (يقصد الحكام) يريدوننا أن نعبدها من دون الله، قبل أن يوضح أن هناك الكثير من الذين سجنوا من أجل هذه «المقدسات».. ويعتبر قياديو الجماعة هذه الخرجة الإعلامية بمثابة بيان حقيقة حول الحالة الصحية لمرشدهم بعد ما راج من أخبار عن مرض الشيخ. وقد تطرق عبد السلام ياسين، في الحلقة الأولى، للحديث عن أسرته التي ينحدر منها، والتي يقول إنها أسرة من الشرفاء تمتد جذور شجرتها إلى المولى إدريس مؤسس الدولة المغربية الإسلامية، وهو الأمر الذي يستغله أتباعه للدفاع عن فكرة استحقاق مرشدهم لمنصب القيادة، كما تحدث عن ظروف مولده ونشأته ومراحل التعليم التي قطعها. أما في الحلقة الثانية فيشرح مرشد «العدل والإحسان» كيف دخل إلى عالم التصوف بعدما أصبح مريدا للشيخ العباس –والد الشيخ الحالي للطريقة البودشيشية القادرية التي ينتمي إليها أحمد التوفيق وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية- من خلال ما عبر عنه باليقظة القلبية، لينتقل الحوار التلفزي إلى عالم السياسة الذي دخله ياسين من أوسع أبوابه من خلال توجيه رسالة مفتوحة إلى الملك الحسن الثاني تحت عنوان «الإسلام أو الطوفان» والتي تسببت في إدخاله إلى مستشفى الأمراض العقلية وسجنه فيما بعد. قبل أن يمضي سنوات تحت الإقامة الإجبارية في عهد الملك الراحل. أما الملك محمد السادس فقد اختار رفع الحصار عنه وتجاهل الرسالة التي وجهها إليه الشيخ المعارض تحت عنوان «مذكرة إلى من يهمه الأمر». وفي هذا الإطار تحدث عبد السلام ياسين عن فشله في توحيد الجماعات الإسلامية بالمغرب، ونوه بعدد من القياديين الإسلاميين الذين حاولوا بدورهم لعب دور في هذا الاتجاه مثل أحمد الريسوني –الرئيس السابق لحركة التوحيد والإصلاح- لكنه بالمقابل حمل مسؤولية فشل المبادرة لقياديين آخرين لم يذكرهم بالاسم. وينتظر أن تثير تصريحاته حول حزب العدالة والتنمية مشاكل جديدة بين الطرفين، خاصة بعد المقابلة التي وضعها بين «الإحسان» و«التنمية» التي اختارها كل تنظيم في الشق الثاني من تسميته بعد «العدل» و«العدالة». بعد انتهاء الحوار وقبل أن يغادر عزام التميمي مدير القناة بيت الشيخ ياسين، طلب منه بعض أعضاء الجماعة ترك الشريط المصور للحلقة في عهدتهم خوفا من مصادرته من طرف السلطات المغربية في مطار محمد الخامس، ووعدوه بتسليم الشريط في لندن مقر القناة، وكذلك كان.