واصل برنامج "لكل ربيع زهرة" الذي ينظمه مركز أصدقاء البيئة رحلاته الأسبوعية لمعسكره بمنطقة راس مطبخ بمدينة الخور، وذلك احتفاء بنبتة "الثيلوت" التي اختيرت ضيف الشرف لهذا الموسم بمناسبة الذكرى الخامس عشرة لهذا البرنامج الذي ترعاه سمو الشيخة موزة بنت ناصر رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، دعما منها لتكريس الوعي البيئي وتعريف النشء بالبيئة القطرية في مختلف أبعادها. وقد تميزت هذه الرحلة الحادية عشرة بمشاركة مكثفة ومميزة للجالية المغربية المقيمة بدولة قطر، التي دأبت على ذلك منذ ثلاث سنوات، كما شارك في الرحلة طلاب مدرسة بيرلا الشعبية. وعبر سيف علي الحجري رئيس اللجنة المنظمة للبرنامج ورئيس مجلس إدارة مركز أصدقاء البيئة عن اعتزازه وتقديره الكبير للمشاركة المغربية المنتظمة والفاعلة في نشاطات مركز أصدقاء البيئة المختلفة وعلى رأسها الخيمة الخضراء الرمضانية ورحلات برنامج لكل ربيع زهرة البرية، وأكد في تصريحات صحفية أن هذا الحضور المميز للمغرب إنما هو تأكيد على وعي أفراد الجالية بأهمية البيئة والمحافظة عليها ونشر المعرفة والثقافة البيئية في صفوف كافة شرائح المجتمع القطري بما يحفظ بيئة دولة قطر ويسهم في مواجهة التحديات التي تعاني منها. ونوه الحجري بالمساهمة الفريدة الذي تضفيها الجالية المغربية على أنشطة البرنامج، معتبرا أن حضور العائلات والأسر بأطفالها ونسائها وشبابها وتفاعلهم الكبير مع مختلف الفقرات والمحطات البيئية المختلفة يسهم بشكل كبير في تحقيق أهداف البرنامج الرامية لخلق وعي بيئي لهذا مختلف الفئات والأعمار، خاصة الأطفال وطلاب المدارس الذين يعول عليهم في حمل هذه الرسالة مستقبلا. وأضاف الحجري أن: "المشاركة المكثفة للأطفال اليوم، إلى جانب الآباء والأمهات والمربين والناشطين في صفوف الجالية المغربية لا شك ستكون له بصمة مميزة وقوية في مسيرة البرنامج، ولتحقيق طموحاتنا في جعل قطر خضراء مؤهلة للانتماء للمنظومة البيئية العالمية التي تسعى للحفاظ على قيم البيئة والحفاظ عليها ومقاومة ظاهرة التغير المناخي". رسالة الثيلوت: وخلال كلمته بمناسبة افتتاح الرحلة وجه سيف علي الحجري رسالة "الثيلوت" الأسبوعية الثانية إلى كل من وزارة البلدية والتخطيط العمراني وبلدية الدوحة وإدارة المرور بوزارة الداخلية، حيث تناول فيها مشكلة النمو المفرط لبعض الأشجار والنباتات في بعض شوارع دولة قطر، حيث لاحظ رسالة مركز أصدقاء البيئة ما وصفته بتغول النباتات وزحف فروعها للطرقات، الأمر الذي يصل إلى إعاقة المرور، أو حجب الرؤية للإشارات المرورية، أو للمحلات، خاصة في الطرق المؤدية إلى الأماكن التجارية، إلى جانب انتشار التفرعات العشوائية بما يسيء للتناسقات البصرية، وموت بعض تلك النباتات لعدم توفر الظروف المناسبة لاستكمال نموها. وتؤكد رسالة الثيلوث في نسختها الثانية أن هذه الملاحظات لا تقلل من جمال وروعة المشهد المعبر عن وعي بيئي ومواطنة بيئية، لكنها طالبت بتدخل البلديات لتهذيب تلك النباتات والتعامل بصورة لائقة مع الفروع الزائدة وفي الأوقات المناسبة، بغرض إزالة أي إعاقات مرورية، وإعادة تأهيل النباتات الجافة، كما دعت إلى الإكثار من التشجير والتخضير في كل مكان، مستشهدة بقولة سمو الشيخة موزة بنت ناصر: "سنزرع زهورنا في بواطن وجدان الوطن". وعبرت الرسالة عن سعادتها بكون نبتة "الشفلّح" صار اسما لمؤسسة شهيرة لرعاية الأطفال ذوي الإعاقة، وأن "القطف" صار اسما لزيوت محركات السيارات، وأن "الغاف" صار اسما لواحد من شوارع مدينة الدوحة، بل إن نباتات البيئة القطرية قد تم تبنيها من قبل بلدية الدوحة ، تلك التي قامت بزراعتها في ميادين وشوارع المدينة، معتبرة ذلك اختيارا عبقريا لنباتات البيئة القطرية التي احتفل بمعظمها برنامج لكل ربيع زهرة. وأكد الحجري أن هذا الاختيار يخفف العبء على البلدية، حيث أن هذه النباتات أقل احتياجا لتدخل الإنسان، فهي متكيفة مع بيئتها، قادرة على حماية نفسها، بل إنها تمد جذورها إلى الأعماق لتؤمن لنفسها الماء اللازم، فهي نباتات تتحمل الملوحة والجفاف. وقد تم توجيه هذه الرسالة خلال الرحلة للمشاركين فيها ومن خلالهم إلى كل المجتمع القطري، داعيا إياهم إلى اتباع السلوك الحميد والإيجابي تجاه البيئة والمحافظة عليها سليمة ونظيفة، كما حيّا الدكتور الحجري سمو الشيخة موزا بنت ناصر لرعاية سموها ودعمها للبرنامج على مدى الخمس عشرة سنة الماضية من انطلاقته، مما كان له الأثر الكبير في نشر الثقافة البيئية والتوعية بأهمية صيانة عناصر البيئة وبالأخص بيئة الوطن وتركها في أفضل حالاتها للأجيال القادمة باعتبارها من نعم الله تعالى التي يتعين على كل فرد في قطر حمايتها وترشيد استخداماتها، كما تحدث عن محطات البرنامج المختلفة التي تعنى بالزارعة وبنباتات وطيور وحشرات قطر وبالغوص, والبحر, والتدوير... وقد تعرف المشاركون في الرحلة على شخصية «نمولة» التي ابتكرها برنامج لكل ربيع زهرة, باعتبارها مثالا للتعاون والصبر وحب العمل, وكون النمل من الكائنات التي ورد ذكرها في القرآن الكريم، ويتصف بالإخلاص والنظافة والنشاط والتضحية من أجل الآخرين, بالإضافة إلى «برنامج طير بلادي» من خلال شخصية العصفور المنزلي وعلى نبتة «الثيلوث» شعار البرنامج لهذا الربيع. كلمة شكر ومن جانبه توجه عبد الحكيم أحمين (صحفي بموقع الجزيرة نت) باسم افراد الجالية المغربية المشاركين في الرحلة بالشكر الجزيل لمنظمي هذا البرنامج البيئي الرائد، وعلى رأسهم صاحبة الفكرة والراعية لتنفيذها سمو الشيخة موزة بنت ناصر، كما نوه في كلمته بحفل الافتتاح بالجهود البيئية الرائدة التي يقوم بها مركز أصدقاء البيئة لتوعية المجتمع وخلق رأي عام بيئي قوي واع بكافة التحديات المحيطة بكوكب الأرض وبيئته، ويعمل على مجابهتها بالعمل الجاد والميداني والاستثمار في النشء بالتركيز على التوعية والتربية وتقويم السلوك بمحاربة الظواهر السلبية المضرة بالبيئة والحث على القيم الإيجابية. وأشار أحمين إلى أن مشاركة أفراد الجالية المغربية الدائمة والمستمرة لهي خير تأكيد على عمق الروابط الأخوية والمحبة التي تجمع الشعبين المغربي والقطرية، معتبرا أن مثل هذه المحطات تعضد هذه العلاقات أكثر وتدفع بها نحو آفاق أرحب وتعاون أكبر بين الجانبين في قطاعات متعددة، مشيرا إلى أن رمزية الاحتفاء السنوي بنبتة من نباتات قطر هي تعبير عن مشاعر الألفة والمحبة التي تبديها دولة قطر تجاه أبنائها المواطنين والمقيمين على أرضها الطيبة. وأشاد أحمين بدور مركز أصدقاء البيئة في تأطير المجتمع المدني من خلال إشراك الجاليات في أنشطته، إلى جانب دوره في رفع ونشر الوعي البيئي والتعريف بالمدخرات البيئية لدولة قطر من طيور ونباتات مما ينمي الإحساس بالانتماء للوطن داخل فئة المقيمين من الجاليات المشاركة، مؤكدا على أن الجالية المغربية تعتبر نفسها من الجهات الشريكة والمتعاونة مع المركز في تحقيق أهدافه بالمشاركة المتواصلة في مختلف الأنشطة والفعاليات. شدد أحمين على أن رعاية البيئة والحفاظ عليها تعد من صلب ديننا الإسلامي الحنيف الذي أولى هذا الموضوع عناية كبرى، مستشهدا في هذا حديث الفسيلة الذي يقول فيه الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: "إِنْ قَامَتِ السَّاعَةُ وَفِي يَدِ أَحَدِكُمْ فَسِيلَةً، فَإِنِ اسْتَطَاعَ أَنْ لا يَقُومَ حَتَّى يَغْرِسَهَا ، فَلْيَغْرِسْهَا"، داعيا الجميع إلى المشاركة في الغرس وتعمير هذه الأرض. ونوه عمر اشليح مراسل وكالة المغربي العربي للأنباء بالدوحة الذي حضر الخرجة لتغطيتها لصالح وسائل الإعلام المغربية، بالاهتمام الكبير الذي يوليه الإعلام القطري لفعاليات البرنامج، خاصة الصحف والجرائد اليومية التي تواظب على نشر رسالة البرنامج بشكل أسبوعي من خلال تغطيتها لفعالياته سواء المهرجانات التي تنظم بالمجمعات التجارية والحدائق العامة أو الرحلات البرية الأسبوعية التي يحضتنها معسكر راس مطبخ بمدينة الخور. وبدوره أكد محمد أفزاز الصحفي المغربي بالقسم الاقتصادي لجريدة "العرب" عن سعادته بنجاح هذه الرحلة التي اسمتعت فيها العائلات المغربية بجو من المرح و الإفادة الثقافية، مؤكدا أنها المرة الثالثة التي يزور فيها هذه المحطة البيئية الجميلة في ضيافة مركز أصدقاء البيئة، موجها الشكر للدكتور سيف الحجري على جهوده وسعيه لتوفير شروط الراحة للمشاركين فيها. وأضاف أفزاز: "لم تكن الرحلة مجرد مناسبة للتنزه والمرح فقط، بل كانت في الأصل فرصة تعرفنا فيها على جديد عالم البيئة القطرية، وكان موعدنا هذه المرة مع نبتة الثيلوث بعدما تعرفنا في السنوات السابقة على نباتات أخرى، كما أن الخرجة كانت فرصة لتعزيز العلاقات الأخوية المغربية القطرية". وأكد على أنه ما كان مثيرا للانتباه، هي تلك المحطات البيئية التي يشرف عليها متخصصون لتعريف المشاركين أطفالا وكبارا بالنباتات والطيور والتراث البحري وغيرها، لكن أبرزها هي محطة "حديقة القرآن الكريم" التي تعرف بمشروع زراعة كافة الأشجار والنباتات المذكورة في القرآن الكريم أو السنة المطهرة، إلى جانب محطة صيد اللؤلؤ التي تعرف فيها المشاركين على تجارة أهل قطر في الزمن الجميل". ❊ صحافي مغربي مقيم في قطر