بداية، من منكم يتذكر الأحدث البشرية التاريخية المثيرة؟ أولا مع اكتشاف القارة الخامسة "أمريكا" حيث تم حرق الهنود الحمر لكونهم يعارضون السياسة الأمريكية المتبعة ضدهم، ثانيا محرقة اليهود الكبرى التي راح ضحيتها عدد كبير من الأشخاص على يد الألمان في عهد هتلر بأوربا. "" فمن يدري فقد يشهد التاريخ لمحرقة جديدة ثالثة ربما هذه المرة في القارة السمراء؟؟ في خضم الأحدث التي تمر بها بلادنا، وبين ثنايا الفواجع التي تتسارع لضرب المحرومين والمستضعفين في معظم مناطق المغرب المنسي، الجميع يعرف أن المغرب أصبح بلد الفضائح بامتياز وفي كل المجلات الاقتصادية منها والاجتماعية والسياسية والأخلاقية. لقد اهتزت قلوب المغاربة بحدث مؤلم لا ينسى، أسفر عن سقوط العديد من الجرحى في صفوف المواطنين الأبرياء، كانوا ضحية احتجاجهم للأوضاع المزرية، وضد التهميش الذي طالهم منذ سنين في إقليم سيدي افني لقبائل أيت باعمران المعروفة بنضالها ضد الاستعمار الاسباني الذي اضطر إلى إخلاء المدينة عام 1969، و إن احتجاج أبناء أيت باعمران واعتصامهم داخل الميناء لا تعني إلا البحث عن مصدر للعيش الكريم، أمام صمت الحكومة وتنصلها من التزاماتها ووعي أناسها، وجدوا أنفسهم مجبرين على تصعيد خطواتهم النضالية، و بعد إن استنفدوا جميع وسائل الاحتجاج دون جدوى غير أن الحكومة لجئت إلى مواجهة هذا السلوك الحضاري الاحتجاجي بالعنف بمختلف الوسائل حيال ملفهم ألمطلبي، وفرض سياسة حضر التجول والاعتقالات... وفي هذا الصدد ألا يمكن أن نتساءل عن الذنب الذي يستحق كل هذا القمع والعقوبة في حق أبناء سيدي افني؟ إنه العقاب الجماعي أشبه بالهولوكست المرعب الذي طال أبناء سيدي افني من نفس طينة الأجهزة القمعية، هنا يطرح سؤال كبير أين هي القيم الإنسانية والإسلامية وحقوق الإنسان؟ و دون أن ننسى فقد شهد المغرب أحداثا مرعبة ومثيرة و فواجع هزت في الأيام القليلة الماضية المغرب لا تقل رعبا وألما عن ما وقع بسيدي افني، بداية من محرقة ليساسفة مرورا بانتفاضة سكان بومالن دادس بورزازات، وأحداث صفرو ضد الغلاء المعيشي، وانتفاضة طلبة الحي الجامعي بمراكش، دون أن ننسى محرقة للأطر العليا لتنسيقية الوطنية والمجموعة الوطنية لدكاترة بالرباط داخل وزارة التعليم العالي. هل يعقل أن يستمر المغاربة تحت رحمة الآلة القمعية إلى الأبد كلما طالبوا بحقوقهم المشروعة؟ هل يعقل أن يستيقظ المغاربة يوما على واقع بلد تمزقه العقوبات الجماعية في حق المواطنين؟ فهل يعقل أن نواكب عجلة التطور في ظل كل هذه المجازر وهضم حقوق الإنسان؟ إن الوضع الحالي لبلادنا يستدعي أكثر من أي وقت مضى، التحلي بالروح المسؤولية والوطنية الهادفة والصادقة، والإرادة الحقيقة للتغير والوعي بجسامة المسؤولية اتجاه كل الفئات المهشمة والمحرومة.كما يجدر بنا أن نتحرك إلى حل المشاكل العالقة من أجل أبنائنا ومغربنا العزيز، فليعش المغرب وأولوا العزم منكم.