تعيش الرياضة المغربية منذ عقود خلت حالة من التذبذب بين الصعود لمنصة التتويج و الهبوط منها، و بين ساعات الفرح الجماعي لنتائج هنا و هناك و حالات الخيبة و الانتظار و ترقب ساعة الفرج، وبين صعود نجم وزير (ة) و أفول وزراء تعاقبوا على إدارة الرياضة المغربية،و كثرة الحديث عن المشاريع وبين ساعة إقلاع الرياضة المغربية و ساعة ما تتضح أن فقاعة كبيرة من الهواء الملوث، لماذا لم تستطع الرياضة المغربية الاستمرار على الأقل في رياضة أو رياضيتين في التألق و التتويج لعشرين سنة على الأقل بشكل مستمر، خصوصا و الإمكانيات متوفرة عكس ما يراد تسويقه، لما تظهر نتائج إيجابية كل عشر سنوات في عدد من الرياضات و كأنها ظواهر فلكية، لماذا لا يراد الإجابة عن هذه الأسئلة التي طرحها أطر الرياضة الوطنية منذ 20 سنة وكأنهم ينطحون الصخور؟ إن النتائج الإيجابية المستمرة غير مرتبطة بالضرورة بكثرة المعسكرات و الإسهال في تسخير الإمكانيات المالية، و تسخير إمكانيات رسمية و التي قد تمكن من التأهيل لكنه تأهيل أشبه بحبة الأسبرين المسكنة للألم، فهل عولجت أسباب الألم؟ عندما نسمع مثلا عدد من المدراء التقنيين من الرياضات التي سوقت الأوهام للمغاربة منذ 2009 وهم القدرة على تحقيق نتائج إيجابية بأولمبياد لندن 2012 ليطلقوا العنان عشية الأولمبياد لترويج بروبكندا جديدة مفادها بضرورة مصارحة المغاربة بصعوبة تحقيق نتائج إيجابية سنة 2012 بلندن فماذا تغيير منذ 2009 إلى 2012، خصوصا والعديد منهم تقاضى أجرا سمينا يتجاوز 30000 درهما يضاف إليها امتيازات أخرى أليس من العبث التملص من المسؤولية و استباق المحاسبة و ترويج عدم القدرة على تحقيق النتائج و بعملية بسيط بضرب 12 شهرا في 4 سنوات أي 48 شهر ، 48 شهرا مضروبة في 30000 درهم ستجد أن هؤلاء استفادوا من مليون وأربعمائة و أربعين ألف درهما (1440000 درهما) إضافة إلى أجورهم المستخلصة من وظائفهم فمنهم الموظف بوزارة الشباب و الرياضة و غيرها، منهم المصنف في خانة السلم 11 و منهم خارج السلم أي معدل أجر ثاني يتجاوز 9750 درهما ، سنضرب 9750 درهم في 48 شهر أي 468000 درهما ، مع نهاية دورة لندن 2012 جنى هؤلاء ما يترواح 2 مليون درهما كأجر دون احتساب مصروف الجيب الذي يتقاضاه أثناء المعسكرات أو التعويض عن النقل و الأكل و المبيت أثناء التنقل في مهمة؛ ما رأيكم ؟، أليس هذا هو عين العبث و الضحك على الذقون، و قل ما تريد و انتقد أنت أيها المتتبع للشأن الرياضي الوطني بما تريد فأنت تنطح على صخور الرياضة المغربية. ما يؤكد هذه النظرية، نظرية " سير التكمش في زغبك " أيها المتتبع أو الإعلامي في المجال الرياضي بالمغرب فإنك تنطح على كرانيت صخور الرياضة المغربية المتماسكة و التي لا تفرط في أبنائها و إلا ماذا نسمي إحالة موظفين على التقاعد من وزارة الشباب و الرياضة و توزيعهم على مؤسسات رياضية أخرى بأجور سمينة حتى فاضت الشحوم من آذانهم و أنوفهم بل وأسندت إليهم مهام حساسة للعديد من المشاريع الحساسة وهم الذين كانوا بالأمس الداء بل كان منهم من يحمل لقب البلوكاوي نسبة إلى "blocage" الذي كان يمارسه في حق كل ما هو جديد أو أنتجه إطار جديد، ما يؤكد صحة هذه النظرية هو العبث و الاستخفاف و الالتفاف الذي تتعامل به وزارة الشباب و الرياضة في ملف المنشطات كيف حولت قرار وزير منصف بلخياط موقع بتاريخ 24/4/2010 بخلق لجنة مختلطة بين اللجنة الوطنية الأولمبية و وزارة الشباب و الرياضة بقدرة قادر إلى لجنة وطنية مؤقتة لمكافحة المنشطات و عندما مرر الأمر على الرأي العام حولوها إلى اللجنة الوطنية لمكافحة المنشطات دون سلك المساطر القانونية و الدستورية لذلك في انتهاك تام و فاضح لالتزامات المغرب الدولية التي صادق عليها في شخص الاتفاقية الدولية لمكافحة المنشطات اليونسكو 2005 بموجب ظهير 1.44.09 المصادق على القانون 38/08،ثم تحل بقرار من الوزير دون ذكر أسباب حلها و لا إجراء تحقيق حولها أليس هذا عين العبث؟؛ وفي إطار كل هذه الغيوم الملبدة بالغبار الأسود مع حبنا لسواد سحنة إخواننا الأفارقة الجميلة المصحوب بروحهم المرحة، يجد السيد محمد أوزين وزير الشباب و الرياضة الوقت، وكل الوقت، ليبعث لنا بالصور و التعابير و الانطباعات على الفيس بوك، و الله يا معالي الوزير لو اشتغلت على مدار 24 ساعة لما وفيت حق الرياضة المغربية لإصلاح حالها و أحوالها، عجبا أن تجد الوقت و البال و النفسية لتجلس أمام معجبيك الفايسبوكيين المتملقين، لتقرأ تلك التعاليق التي تزيد في شوفينية الأنفس و تغرر بالقلوب، والله لو تأملت حال الرياضة المغربية و الرياضيين المقعدين و المشردين و البائسين الذين تبعوا وهما بالمغرب اسمه الرياضة ليتركهم على قارعة الحياة، حياة الضنك و المعاناة، لبكيت كثيرا و ضحكت قليلا، ولما وجدت نفسك تضييع الساعات الطوال أمام الفيس بوك و لقضيت وقته في الإطلاع على ملفات الرياضة المغربية أقلها ملف المنشطات المعقد الذي لا تريد فتحه و الذي لم تخبرنا عن التحقيق الذي قلت فتحته يوم 6 شتنبر 2012، حتى ولو كان قدوم نتائجه حبوا لكان وصل، هل لكم كل هذا الوقت للفيس يا معالي السيد الوزير، و في ظل هذه الظروف التي ألمت المغاربة و أدخلتهم في هستيريا نتيجة لخيبة الرياضة المغربية على الأقل منذ مجيئك فهي بالعشرات مع احتساب بطولات العالم لمجموعة من الرياضات و مع الخيبة المدوية لندن 2012 و شقيقتها الكان 2013، فمتى تأتي ضربة المروحة التي ستسقط التوت عن عورة لوبي الرياضة المغربية؟ فما الفائدة من الانتقاد البناء الذي نحاول إشاعة ثقافته أمام هذا الاستهتار بالرياضة المغربية؟ لم أجد تعبيرا ولا تشبيها مواتيا لهذا الانتقاد البناء في مثل هذه البيئة أشبه بعملية النطح على الصخور الكرانيتية للرياضة المغربية. الله يلطف بنا و بها" .