ما لا يعرفه ثلة من أصحاب «ثقافة الأذن» الذين يتحدثون بغير علم عن السادة الصوفية.. أن ابن تيمية رحمه الله، وهو من هو عند هؤلاء، أظهر احتراما كبيرا لشيوخ التصوف الذين إلتزموا بالكتاب والسنة من أمثال الفضيل بن عياض وإبراهيم بن أدهم والسري السقطي والجنيد والشيخ عبد القادر الكيلاني وعدي بن مسافر .. والقليل ربما يعرف أن جورج مقدسي ذكر انتساب ابن تيمية للطريقة القادرية استند فيه على سلسلة شيوخ ابن تيمية التي تبدأ بموفق الدين بن قدامة تلميذ الشيخ عبد القادر المباشر وخريج المدرسة القادرية ببغداد ..! فضلا عن الإحترام والتقدير اللذين يبثهما ابن تيمية في كتاباته للشيخ عبد القادر، فهو يشير إليه بلقب «قطب العارفين» وهو« شيخنا أبو محمد قدس الله روحه » .. كما أن ابن تيمية كثير الاستشهاد به كنموذج يقتدى به في الإعتقاد والسلوك؛ والشاهد ما أفرده في مئات الصفحات لشرح كتاب الشيخ عبد القادر " فتوح الغيب" في المجلد العاشر من الفتاوى والمسمى 'كتاب علم السلوك' .. وهناك بعض الإشارات في كتب ابن تيمية تدل حسب الدارسين على أنه كانت لأسرته صلة روحية بالشيخ عبد القادر، فمثلا يذكر في كتاب 'علم السلوك ' ما يلي: حدثني أبي عن محيي الدين النحاس وأظنني سمعتها منه أنه رأى الشيخ عبد القادر في منامه وهو يقول إخبارا عن الحق تعالى : من جاءنا تلقيناه ...» تلك أمور قد لا يعرفها أصحاب ' ثقافة الأذن' . وهذا فقط لمع ! والصوفية عند ابن تيمية مجتهدون في طاعة الله كما اجتهد غيرهم من أهل طاعة الله ففيهم السابق المقرب بحسب اجتهاده وفيهم المقتصد الذي هو من أهل اليمين وفي كل من الصنفين من قد يجتهد فيخطئ وفيهم من يذنب فيتوب أو لا يتوب . ومن المنتسبين إليهم من هو ظالم لنفسه عاص لربه. وأما انتساب الطائفة إلى شيخ معين يقول ابن تيمية في الفتاوى دائما : 'فلا ريب أن الناس يحتاجون من يتلقون عنه الإيمان والقرآن كما تلقى الصحابة ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم وتلقاه عنهم التابعون وبذلك يحصل اتباع السابقين الأولين بإحسان. فكما أن المرء له من يعلمه القرآن والنحو فكذلك له من يعلمه الدين الباطن والظاهر' ج11 ص510. وأسرار الحق بينه وبين أوليائه، وأكثر الناس لا يعلمون .. كما قال ابن تيمية. https://www.facebook.com/belhamriok