أبدت الصحف الوطنية أسفها للإقصاء المبكر للمنتخب الوطني لكرة القدم من منافسات كأس افريقيا للأمم المقامة حاليا بجنوب افريقيا بعد تعادله مع منتخب البلد المضيف٬ مبرزة الأسباب والعوامل التي أدت إلى الخروج المبكر لأسود الأطلس من هذه المنافسات. ودعت الصحف إلى نسيان الإخفاق والتركيز على الاستحقاقات القادمة ٬ لا سيما إقصائيات كأس العالم المقررة سنة 2014 في البرازيل والنسخة ال30 لكأس إفريقيا للأمم المقررة بالمغرب سنة 2015 . وفي هذا الصدد وتحت عنوان "لا وقت للندم"٬ عبرت صحيفة (المنتخب) الرياضية المتخصصة عن حزنها على الخروج المبكرر للمنتخب الوطني وقالت " لنا طبعا ما نحزن عليه وبل وما نندم عليه٬ فمباراة مثل هذه في الظرف التي لعبت فيها ما كان يجب أن يضيع الفريق الوطني كل نقاطها ٬ ما كان يجب أن يبرز أحيانا نقاط ضعف في التركيز ليتحطم بهذا الشكل ولتضيع منه فرصة من ذهب لمصالحة نفسه وللعودة بشكل قوي إلى المسرح الإفريقي". كما أشارت الصحيفة في ركن "من زاويتي" إلى أنه "كان رائعا أن نكتشف فريقا وطنيا في مباراة مشبعة بالضغط٬ فريقا يدافع عن حظوظه ضدا على كل التوقعات ٬ فريقا يعطينا جميعا الإقناع بأنه يولد من الرماد٬ وكان محزنا أن نرى من هذه المباراة الوجه الفني الذي يصيب بالتذمر ولا أقول بالإحباط لأن الفريق الوطني بالأداء الذي قدمه أعطانا مؤشرا على أنه يسلك الطريق الصحيح ٬ فالخروج من الدور الأول من دون خسارة هو نهاية لحلم إفريقي ٬ ولكنه بالصورة التي جاء بها يحفز على أن نستمر في العمل". من المؤكد ٬ تضيف الصحيفة ٬ أن الفريق الوطني الذي ذهب إلى جنوب إفريقيا ليولد منها بعد طول انتكاسات٬ يعود خائبا وله كثير مما يندم عليه ٬ وندمه بالخصوص ٬ على أنه علق كل آماله على مباراة جنوب إفريقيا المستضيف للدورة وعلى أنه تعامل بنوع من السداجة مع مباراتي أنغولا والرأس الأخضر. ودعت الصحيفة في الختام إلى ضرورة تحمل صدمة "الإقصاء التراجيدي" من الدور الأول والاتجاه إلى المستقبل القريب بإعطاء هذا الفريق متسعا من الوقت حتى يتمكن من تجاوز "حالة الإنكسار المجاني الذي يلازمنا منذ وقت طويل ". ومن جانبها سجلت صحيفة "أخبار اليوم " أن فريق الأسود استسلم لعقدة الدور الأول التي لازمته مثل ظله على مدى دورات امتدت لسنوات متتالية ٬ عقب دورة تونس لسنة 2004 ٬ وخرج خاوي الوفاض من الدورة التاسعة والعشرين المتواصلة بجنوب إفريقيا . وفي ركن "هامش" أكدت الصحيفة أنه من العار أن يقول البعض إن المنتخب الوطني "خرج مرفوع الرأس " من نهائيات كأس إفريقيا أو "أقصي بشرف" أو أن يقول إنه ظهرت أمام جنوب إفريقيا بوادر "منتخب المستقبل " ٬ معتبرة كل ذلك "كلاما مستهلكا نردده مع كل إخفاق ولم يعد ينفع لترميم الجرح" ٬ لأن الرياضة ليس فيها "هزيمة بشرف" فالهزيمة تبقى هزيمة . وفي معرض تعليقها على ما ردده البعض من أن رشيد الطاوسي وجد منتخب المستقبل بعد مباراة جنوب إفريقيا ٬ قالت الصحيفة إن هذا ما يسمى ب "در الرماد في العيون". وكتبت صحيفة (لوماتان الصحراء والمغرب العربي ) أن أسود الأطلس غادروا كأس إفريقيا للأمم بالدموع بعد تعادلهم مع جنوب إفريقيا ٬ محملة المدرب الوطني رشيد الطاوسي المسؤولية كاملة في اختياراته التكتيكية خلال المقابلتين الأوليين ضد أنغولا وجنوب إفريقيا وهي الإختيارات جعلت المغرب يضيع مرة أخرى الفرصة في كأس إفريقيا للأمم . ولاحظت صحيفة (أوجوردوي لواروك)٬ من جهتها ٬ أنه منذ خسارة المغرب للمباراة النهائية سنة 2004 تحت قيادة بادو الزاكي لم تستطع النخبة الوطنية أبدا اجتياز الدور الأول بحيث غادر المنتخب منافسات جنوب إفريقيا بعد مسار أقل ما يقال عنه أنه جد متواضع . أما صحفية (الصباح) ٬ فكتبت تحت عنوان بارز "لعنة الدور الأول مستمرة" ٬ أن الخروج في السنة الأحادية الأولى من نوعها في المنافسة القارية ٬ جاء "مؤلما" ومخيبا للآمال ٬ خصوصا في ظل الأداء الذي قدمه الأسود في مباراتهم الأخيرة أمام جنوب إفريقيا ٬ مذكرة بأن المتتبعين يرون أن الأسود خرجوا من الدور الأول في المباراتين الأوليين حينما عجزوا عن تجاوز منتخبين "صغيرين" بحجم أنغولا والرأس الأخضر ٬ واكتفوا بالتعادل أمامهما. وقالت الصحيفة إن حلم المغاربة في تجاوز الدور الأول ٬الذي أضحى كابوسا يطاردهم ٬ يتلخص في الدورة المقبلة التي ستقام في بلادهم بعد سنتين. ومن جهتها أكد صحيفة (المساء) ٬ تحت عنوان "مرارة الكان" ٬ أن الجمهور المغربي تجرع مرة أخرى مرارة إقصاء مبكر للمنتخب الوطني في النهائيات عقب خروجه من الدور الأول ٬ ملاحظة أن هذا الإقصاء جاء مخيبا بل محبطا ٬ خصوصا أن المنتخب كان قريبا من تحقيق التأهل على حساب منتخب جنوب إفريقيا لو أنه عرف كيف يدبر اللحظات الأخيرة من المباراة ويحافظ على تقدمه الذي كان سيمنحه التأهل ويعلن عن ولادة منتخب جديد بإمكانه القطع مع مرحلة طويلة من النتائج المخيبة . وقالت الصحيفة إنه "إذا كان المنتخب الوطني لم يتأهل إلى الدور الثاني٬ وأقصي للمرة الرابعة على التوالي من الدور الأول ٬ فإن مسؤولية الإقصاء لا يتحملها اللاعبون الذين سعوا بكل السبل إلى انتزاع التأهل ٬ وأبلى عدد منهم بلاء حسنا ٬ مثلما لا يتحملها المدرب رشيد الطاوسي لوحده وهو الذي لم يشرف على المنتخب الوطني إلا في مدة قصيرة لم تتجاوز الثلاثة أشهر ٬ فالأخطاء التي وقع فيها الطاوسي سواء في المباراة الأولى أو الثانية كان بالإمكان تجنبها لو أنه قاد المنتخب الوطني لفترة أطول" . وتحت عنوان "المنتخب الوطني يفرط في حظوظه مرتين ويفتح بيديه باب الخروج القاسي" قالت صحفية (الإتحاد الإشتراكي) إن المباراة الأخيرة ضد البلد المنظم حضر فيها الآداء الجيد والقتالية على أعلى مستوى والانسجام في أعلى درجاته ٬ وهي مقاييس لم تكن منتظرة بالمطلق ٬ بالنظر إلى ما خلفته المبارتان ضد أنغولا والرأس الأخضر من انطباعات كلها تسير في اتجاه أننا كنا الحلقة الأضعف في هذه المجموعة التي لم ندخلها بذلك الحماس والنفس الذي سجلناه في اليوم الأخير . وأضاف " انتهت إذا مشاركاتنا الإفريقية بما لها وما عليها ٬ لكن يجب أن ندرك أن مرحلة انتهت لتبدأ مرحلة جديدة مرحلة يجب أن تحضر فيها القراءة الجيدة والحقيقية لواقعنا الكروي المترهل" . أما صحيفة "النهار المغربية" فوصفت خطة رشيد الطاوسي ب "العشوائية" ٬ قائلة إن جنوب إفريقيا البلد المنظم "كشف عشوائية رشيد الطاوسي كمدرب وناخب وطني راهنت عليه جامعة كرة القدم لقيادة المنتخب الوطني للظهور بأحسن وجه في هذا العرس القاري وتأهيله إلى الدور الثاني على الأقل ". وأضافت أنه بغض النظر عن اختيارات العناصر الملائمة لتمثيل المغاربة والخطط التكتيكية المناسبة لهزم أضعف المنتخبات المشاركة (انغولا والرأس الأخضر وجنوب إفريقيا) لا بد من استحضار غياب " الكوتشينغ" لدى رشيد الطاوسي ٬ وهو الإدراك العلمي الذي افتقده في المباريات الثلاث ٬ فيما رأت صحيفة (بيان اليوم) أنه رغم إقصاء المنتخب الوطني من "الكان"٬ فإن ربح رهان المستقبل ممكن بفضل عناصر شابة وواعدة . الآن وبعد أن غادر الفريق الوطني الكان ٬ تضيف الصحيفة ٬ يتعين أن يتم الانكباب بسرعة على الإستحقاقات القادمة دون السقوط مرة أخرى في الفراغ القاتل ٬ لأن المصلحة تقتضي نسيان ما حدث في جونهسبورغ ودوربان والدخول بسرعة في إعداد الأسود للمباريات القوية٬ خاصة بإقصائيات كأس العالم 2014 بالبرازيل وبعدها المشاركة في كأس إفريقيا للأمم 2015 بالمغرب ٬ وهذا "يمر بتأكيد الثقة في الطاقم التقني بقيادة رشيد الطاوسي ". وكتبت صحفية (رسالة الأمة) تحت عنوان "الكرة المغربية تتجرع فضيحة الخروج المبكر من +الكان+ مرة أخرى" ٬ أن المنتخب المغربي خيب آمال الجماهير المغربية التي كانت تمني النفس في رؤية منتخبها يتخطى حاجز الدور الأول الذي بات يشكل "شبحا" مخيفا بالنسبة لكرة القدم الوطنية مع انطلاقة كل كأس إفريقية ٬ خصوصا أن الآمال كانت كبيرة بعد أن وضعت القرعة النخبة الوطنية في أسهل مجموعة . وأشارت الصحيفة إلى أن العناصر الوطنية رغم أنها قدمت مستوى مقبولا أمام المنتخب المضيف مقارنة بالمباراتين السباقتين أمام كل من أنغولا والرأس الأخضر ٬ إلا أن ذلك لم يكن كافيا لضمان بطاقة التأهل لربع النهاية وبالتالي التواجد مع الثمانية الكبار في القارة السمراء.