سلطت الصحف العربية الصادرة اليوم الجمعة الضوء على تطورات الوضع في سورية وكذا على عدد من القضايا والملفات العربية السياسية والاقتصادية والاجتماعية٬خاصة في الأردن وتونس ولبيا ٬واحتفال مصر بالذكرى الثانية لثورة 25 مارس. وفي تطورات الملف السوري٬ كتبت صحيفة "القدس العربي" الصادرة اليوم في لندن عن استمرار المعارك في مدينة حمص٬ والتي حصدت نحو 73 قتيلا خلال خمسة أيام٬ مشيرة إلى إعلان السلطات السورية عن إقامة "صلاة مليونية" اليوم الجمعة في جميع المساجد السورية من أجل عودة الأمن إلى البلاد. ومن جهتها أبرزت صحيفة "الشرق الأوسط" ٬شروع باريس في التحضير لمؤتمر دعم الائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة الذي تستضيفه وزارة خارجيتها الاثنين المقبل٬ بحضور ممثلي نحو خمسين دولة ومنظمة دولية٬ مشيرة في السياق ذاته إلى تصريح لوزير الخارجية الفرنسي لورانس فابيوس أعرب فيه عن تشاؤم فرنسا بشأن حل وشيك للأزمة بالرغم من أنها كانت أول من اعتبر أن الأسد فقد الشرعية وأنه يتعين عليه أن يرحل. وأشارت الصحيفة إلى أن ما يزيد من تشاؤم فابيوس هو تراجع الملف السوري" إلى الصف الثاني بسبب التطورات وقيام أزمات جديدة فيما يسقط كل يوم ضحايا وترتفع أعداد اللاجئين وتستمرالفظاعات" مضيفا أن الاتصالات الدولية "لا تتقدم هي الأخرى". وفي سياق الحديث عن هذه الاتصالات٬ تحدثت صحيفة "الحياة" عن انطلاق سلسلة اجتماعات في الأيام المقبلة ستتوج بلقاء قمة بين الرئيسين الامريكي باراك اوباما والروسي فلاديمر بوتين لوضع "مبادئ" حل الأزمة السورية في الشهر المقبل٬ إضافة إلى البحث في قضايا دولية أخرى ذات علاقة بالملف النووي الإيراني. وأوضحت الصحيفة أن تلك الطريق إلى الحل يشمل تقديم المبعوث الدولي - العربي الأخضر الإبراهيمي تقريرا إلى أعضاء مجلس الأمن في نيويورك في 29 الشهر الجاري و"الاستجابة" لاقتراح موسكو بخصوص عقد لقاء مع ممثلي الدول الاعضاء الدائمة العضوية في مجلس الامن٬ ولقاء وزيري الخارجية الامريكي جون كيري والروسي سيرغي لافروف بحضور الابراهيمي٬ لبحث عن حل سياسي للازمة السورية على اساس "بيان جنيف" وتفاصيل المرحلة الانتقالية مع "الاخذ بالاعتبار موازين القوة على الارض". ونقلت "الحياة "عن مصادر غربية تأكيدها على "تخفيف" عملية تسليح المعارضة في الاسابيع الأخيرة لإعطاء اشارة الى استعداد دول غربية للبحث عن "حل سياسي" للازمة والبدء في تنفيذ أول بند للحل المتعلق بíœ "وقف العنف". وفي الشأن الليبي٬ كتبت صحيفة "الشرق الأوسط٬" عن إعلان ألمانيا وهولندا وبريطانيا دعوة كل مواطنيها إلى مغادرة مدينة بنغازي شرق ليبيا بسبب "تهديد محدد للغربيين". وأشارت الصحيفة إلى صدور بيان مفاجئ لوزارة الخارجية البريطانية أمس يؤكد علمها " بخطر محدد ووشيك يهدد الغربيين في بنغازي٬ ونحث أي رعايا بريطانيين ما زالوا هناك رغم ما نصحنا به على المغادرة". وأضافت "الشرق الأوسط" أن القرار البريطاني جاء بعد نحو أسبوع فقط من تعليق إيطاليا منتصف الشهر الحالي أنشطة قنصليتها في بنغازي وإجلاء طاقمها لأسباب أمنية بعد هجوم مسلح على قنصلها ٬ مما يسلط المزيد من الضوء على الوضع الأمني المضطرب في ليبيا. كما أبرزت صحيفة "القدس العربي" أن التحذيرات الغربية تأتي بعد إعلان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في وقت سابق أن الهجوم الدامي في الجزائر الأسبوع الماضي ليس سوى جزء في ما سيكون" صراعا طويلا ضد الإرهابيين القتلة". وعن ذكرى الثورة المصرية٬ كتبت صحيفة "العرب" الصادرة في لندن اليوم أن مصر أنهت اليوم الأخير من العام الثاني للثورة بالاحتجاجات والمظاهرات٬ وتبدأ عامها الثالث بالمظاهرات والانقسامات٬ ما يلخص صرخات ثوار بميدان التحرير بألا شيء تغير ولاشيء يستحق الاحتفال. وأضافت أن معارضي الرئيس محمد مرسي يستعدون للتجمع بميدان التحرير اليوم للتعبير عن غضبهم من فشل الإخوان في تحقيق أي شيء للشباب الذين قادوا الثورة ولأهالي الجرحى والشهداء فضلا عن القصاص من قتلتهم. وكتبت صحيفة الحياة من جانبها عن تباين شعارات المشاركين في التظاهرات٬ إذ تبدأ بإطاحة حكومة هشام قنديل وتغييرات جوهرية في السياسات الاقتصادية التي تنتهجها السلطة٬ وصولاً إلى إسقاط الدستور الجديد الذي صاغته جمعية تأسيسية هيمن عليها الإسلاميون٬ فيما ترى قوى ثورية أخرى أن لا مناص من "إسقاط حكم الإخوان". وخصصت الصحف الأردنية٬الصادرة اليوم الجمعة٬ حيزا كبيرا من صفحاتها وتعاليقها للنتائج شبه الرسمية٬ متوقفة عند تركيبة مجلس النواب المقبل٬ وكذا ردود الفعل التي أعقبت الإعلان عن النتائج. فبخصوص نتائج الانتخابات٬ كتبت صحيفة (الدستور) أن هذه النتائج أظهرت عودة عدد كبير من النواب من مجالس سابقة٬ إلى مقاعدهم تحت قبة البرلمان في مجلس النواب الíœ17٬ بلغ عددهم نحو 70 نائبا٬ مشيرة إلى ارتفاع عدد النساء في المجلس الجديد ليصبح 19 سيدة. وبعنوان (مقاطعو الانتخابات خسروا... وربح الوطن)٬ اعتبرت صحيفة (الرأي)٬ أن نسبة الاقتراع العامة البالغة أزيد من 56 في المئة٬ "جاءت مخيبة لآمال الذين راهنوا على فشل الانتخابات"٬ مشيرة إلى أن نجاح الهيئة المستقلة للانتخابات في إدارة العملية الانتخابية برمتها لأول مرة في الأردن وفقا للمعايير الدولية وبحيادية تامة٬ أعاد الثقة للناخبين الذين كانوا على قناعة تامة أين ستذهب أصواتهم هذه المرة ولمن٬ لإخراج مجلس نواب جديد يمثلهم ويوصل اصواتهم بأمانة الى صناع القرار. أما صحيفتا (الغد) و(العرب اليوم)٬ فقد توقفتا عند الاحتجاجات وأعمال الشغب الواسعة التي اندلعت في عدد من المحافظات عقب إعلان النتائج٬ والتي تطلبت تدخل قوات الدرك والأمن واستعمال الغاز المسيل للدموع للسيطرة عليها٬ مشيرتين إلى أن هذه الأعمال تخللها الاعتداء على ممتلكات عامة ومرافق خدماتية والتهجم على مراكز اقتراع وإغلاق للشوارع الرئيسة وإطلاق الرصاص. ومن جهتها تساءلت صحيفة (السبيل)٬ عما إذا كان من المناسب أن تشغل المعارضة نفسها برصد العملية الانتخابية٬ معتبرة أن "التزوير حصل قبل يوم الانتخابات بكثير٬عبر تشريع قانون الانتخابات الإشكالي المثير للكثير من الريب٬ وعبر نزع الدسم من العملية الإصلاحية٬ باقتصارها على انتخابات يشارك فيها المحبون للحكومة دون غيرهم٬ ودون أن يكون للمجلس المنتخب حصانة من الحل٬ أو ولاية حقيقية في تشكيل الحكومات والرقابة عليها٬ أو أن يكون المجلس صاحب اليد العليا في تقرير السياسة العامة للدولة". وفي تونس استحوذ التعديل الوزاري المنتظر إدخاله على حكومة حمادي الجبالي أمين عام حزب حركة النهضة واستفحال ظاهرة الاعتداء على أضرحة الأولياء الصالحين على اهتمامات الصحف التونسية الصادرة اليوم الجمعة. وفي هذا السياق نقلت الصحف عن مصادر مقربة من أحزاب الأغلبية أن الجبالي بعد مفاوضات شاقة وعسيرة مع أطراف سياسية في المعارضة وداخل الائتلاف الحاكم ٬ سيعلن مساء اليوم أو صباح غد السبت٬عن نتائج هذه المفاوضات من أجل توسيع الائتلاف الحاكم بانضمام أحزاب وشخصيات سياسية للحكومة الحالية. وتوقعت صحيفة "الصباح" أن يكون التعديل الوزاري محدودا وجزئيا فقط بالنظر إلى إعلان أهم القوى السياسية التي دخلت في مفاوضات مع حركة النهضة٬ التي تقود الائتلاف الحاكم عن فشل مفاوضات الانضمام للحكومة . من جهة أخرى تناولت الصحف التونسية استفحال ظاهرة الاعتداءات على الأضرحة والمقامات من قبل أشخاص محسوبين على التيار السلفي المتشدد ٬ والتي طالت حتى الآن 36 ضريحا ومقاما في مختلف أنحاء البلاد٬ كان آخرها الإقدام فجر أمس على حرق ضريح الولي الصالح "سيدي أحمد الغوث" بمدينة دوزجنوبتونس. وكتبت صحيفة "الصريح" أن الاعتداء على هذا الضريح الذي يعود تاريخ بنائه إلى 700 سنة خلف غضبا واستياء لدى سكان المنطقة ٬ الذين حملوا ٬ حسب الصحيفة ٬ السلطات السياسية في البلاد "مسئولية هذه الأحداث التي أضحت تتكرر بشكل لافت للنظر". ونشرت الصحيفة ذاتها بيانا لوزارة الثقافة التونسية أعربت فيه عن "أسفها" لتواصل هذه الاعتداءات على أضرحة ومقامات الأولياء ٬ معتبرة أن الأمر يندرج ضمن "مخطط ممنهج يستهدف الذاكرة الوطنية الجماعية"٬ وأعلنت أنها وضعت خطة بالتنسيق مع وزارة الداخلية لحماية هذه المقامات والمعالم من هذه الاعتداءات. ومن جهتها وصفت جريدة "الصباح" هذه الاعتداءات بíœ" المخططة الإجرامي التخريبي ٬الذي لا يستهدف فقط الأضرحة والمقامات٬ وبعضها يرقى إلى درجة المعالم الأثرية النفيسة ٬ وإنما يهدد أيضا وحدة النسيج الاجتماعي والعقائدي لعموم التونسيين". وخصصت الصحف القطرية الصادرة اليوم افتتاحيتاها لقراءة واقع و آفاق الثورة المصرية بمناسبة إحياء الذكرى الثانية لاندلاعها. وفي هذا السياق كتبت صحيفة (الراية) أن مصر تحيي الذكرى الثانية لثورة 25 يناير التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك "في ظل أجواء أزمة سياسية واقتصادية صعبة ٬حيث لا تزال البلاد تسعى جاهدة للانتقال إلى سلطة تستند إلى شرعية صناديق الاقتراع وتحترم التعددية والرأي الآخر والتداول السلمي للسلطة ". ومن جهتها٬ أكدت صحيفة (الشرق) على ضرورة أن تكون ذكرى الثورة "مناسبة لمواصلة البناء والإنجاز وبالتالي معاونة الدولة لإعادة الإعمار وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من مقدرات الدولة المنهوبة من زبانية النظام الفاسد". أما صحيفة (الوطن) فسجلت أن هنالك الكثير من أهداف الثورة لا تزال ينتظر الإنفاذ والتطبيق "وهو ما يفرض على كل الفرقاء السياسيين في مصر٬ التيقظ والوعي بحقيقة المرحلة الراهنة التي تجتازها مصر٬ وهي مرحلة تثبيت الديمقراطية٬ وتعزيز قيم احترام الرأي والرأي الآخر٬ وتجنب أي عمل من شأنه إحداث الفوضى أو تهديد الأمن والسلامة لكل فئات الشعب المصري"