تمكنت عناصر الشرطة القضائية أخيرا، بمطار محمد الخامس بالدار البيضاء، من إيقاف ستة مواطنين جزائريين دخلوا المغرب بصفة قانونية، وكانوا يرغبون في التوجه إلى مدينة مرسيليا بفرنسا بعد أن تم العثور بحوزتهم على جوازات سفر مزورة، وتمَّ تقديم الجميع أول أمس إلى العدالة بتهمة "التزوير واستعماله قصد تسهيل الهجرة السرية". ووفق المصالح الأمنية المختصة فإن إلقاء القبض على هؤلاء الجزائريين تمَّ بعد أن لاحظت عناصر أمنية أن ثلاثة أشخاص قاموا قبل أيام قليلة بإجراء التسجيل في الرحلة المتوجهة إلى مدينة مرسيليا الفرنسية، ثم بعد ذلك توجهوا مباشرة إلى الشباك الخاص بإجراءات التسجيل للرحلة المتوجهة إلى العاصمة التونسية، كما لوحظت على الأشخاص الثلاثة حالة ارتباك دفعت العناصر الأمنية إلى مطالبتهم بإجراء تفتيش وقائي. ورصد أفراد الفرقة الأمنية المختصة تزويرا على مستوى صور جوازات السفر تحمل ختمي دخول وخروج مزورين، الأول بتاريخ 15 دجنبر المنصرم والثاني بتاريخ فاتح يناير الجاري، كما تم العثور أيضا بحوزة المواطن الجزائري الثاني إضافة إلى جوازه الأصلي على جواز سفر بلجيكي مزور في صفحة البيانات الأولى والثانية والثالثة بتاريخ 4 يناير الجاري. وأسفرت الإجراءات المواكبة لهذه العملية عن التعرف على هوية ثلاثة مواطنين جزائريين آخرين، ليتم إيقافهم بعدما قاموا بختم جوازات سفرهم الجزائرية الأصلية بختم الخروج السليم الخاص بشرطة مطار محمد الخامس، كما تم العثور بحوزتهم بعد عملية الجس الوقائي على جوازات سفر مزورة. وأفاد الموقوفون أنهم دخلوا التراب المغربي في بداية السنة الميلادية الجديدة عبر مطار محمد الخامس بواسطة جوازات سفرهم السليمة، وأنهم نزلوا بأحد الفنادق بمدينة البيضاء وحصلوا على الجوازات الأجنبية من شخص جزائري يجهلون هويته مقابل مبالغ مالية متفاوتة تتراوح بين 3000 أورو و4000 أورو، فيما مرافقتهم الجزائرية صرحت أنها حصلت على جواز السفر الفرنسي بالجزائر مقابل مبلغ مالي قدره 4200 أورو بواسطة أحد مواطنيها الذي أخبرها أن شخصا فرنسيا من أصل جزائري رفقة مواطنة جزائرية يقيمان بأحد الفنادق بالدار البيضاء هو العقل المدبر لعملية الهجرة غير الشرعية. وأفضى البحث الذي قامت به المصالح الأمنية المعنية إلى أن العقل المدبر لهذه العملية دخل المغرب رفقة خليلته في فاتح يناير الجاري، عبر مطار محمد الخامس قادمين من فرنسا، وبأن الوسيط بين منظم العملية والمرشحين هو المواطن الجزائري الذي غادر المغرب فارا إلى تونس بعدما انكشف أمر المجموعة.