أجمع دعاة وعلماء مغاربة على استنكار ما يقع حاليا في مالي من تدخل أجنبي سياسيا وعسكريا في شؤون مسلمي هذه الدولة، معتبرين التدخل الفرنسي في مالي بمثابة "عدوان جائر يؤشر على "حرب صليبية" جديدة على المسلمين، قبل أن يطالبوا دعاة وعلماء الأمة بالإسلام بالتصدي لإجرام "عُبَّاد الصليب" وعدم السكوت عن قول الحق. احتلال غاشم واعتبر الشيخ أبو حفص رفيقي بأن ما يقع على أرض مالي المسلمة من عدوان فرنسي غاشم، وترويع للآمنين، وقتل للأبرياء والمستضعفين، هو جريمة شنيعة ومنكر عظيم، وتدخل سافر في شؤون المسلمين، لا يمكن السكوت عنه بحال، ولا تسويغه بأي مبرر كان"، وفق ما أدرجه ضمن في صفحته على الفايسبوك. وتابع أبو حفص بأن "إثم التعاون مع هؤلاء المحتلين لا يقل عن إثم الفرنسيين، فلا يجوز بأي حال من الأحوال مظاهرة ومناصرة هذه القوى الاستعمارية في اعتدائها على بلاد المسلمين، وتدخلها في شؤونهم"، لافتا إلى أن "نصوص الشريعة في هذا واضحة بينة لا تقبل التأويل". وشدد أبو حفص، في تصريح لهسبريس، على أنه "لا يوافق الجماعات المسلحة في كثير من أفكارها وسلوكياتها في المنطقة، وأنه يختلف معها في أمور كثيرة، لكن كل ذلك ليس مبررا لهذا الاحتلال الغاشم"، مشيرا في الوقت ذاته إلى "الخذلان المفضوح في القضية السورية مقابل التدخل السريع حفاظا على المصالح في مالي". وأهاب الداعية الإسلامي بعلماء الأمة إلى "التصدي لهذا المنكر، وبذل كل الجهود لإيقاف هذه الجريمة، وصون دماء المسلمين عن القتل و السفك بغير حق"، داعيا مسلمي مالي إلى أن "يوحدوا كلمتهم ويلموا شملهم، حتى يتمكنوا من الدفاع عن أعراضهم وأنفسهم". لا للتدخل الأجنبي ومن جهته اعتبر الشيخ حسن الكتاني بأن "كل من قرأ التاريخ علم أن فرنسا كانت من أشد أعداء المسلمين وأكثرهم إجراما في حقهم، وأن أهل المغرب الإسلامي كله عانوا من احتلالها لبلادهم وقتلها لخيارهم واستخدامها لجميع الوسائل الإجرامية في قتل الرجال والنساء والأطفال حتى أنها أفنت قرى كاملة وقضت على قبائل بأسرها في الجزائر وفي غيرها" تبعا لبيان الكتاني الذي نشره في حائطه الفايسبوكي. وأكد الداعية السلفي ذاته بأنه "ليس من حق أي أجنبي أن يتدخل في شؤون المسلمين، فضلا عن أن يبعث جيوشه ليقتلهم ويحتل بلادهم تحت أي ذريعة"، مشيرا إلى أن "هذا ديننا وهو إجماع جميع المسلمين من جميع المذاهب، حيث قال الله تعالى: (ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم ان استطاعوا). وبالنسبة للشيخ عمر الحدوشي فإن "قوى الشر الصهيو صليبية تآلفت على ضرب المسلمين في مالي، ودخل معهم وفي حلفهم كثير من العرب لترضى عنهم أمريكا الصليبية اللعينة، والصهيونية المغتصبة والمستعمرة، مستدلا بقول الله تعالى: "ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم". عُبّاد الصليب وعلماء السوء وأوضح الداعية السلفي عبد الرزاق أجحا بأن فرنسا أعلنت الحرب الصليبية على مالي تحت مبرر الجماعات الإرهابية والمتطرفة، والحقيقة أنها حرب على كل ما هو إسلامي جهادي يريد العودة بالأمة إلى المنبع الصافي، ويرفض التبعية للصهيونية الصليبية، فرأينا التدخل الفرنسي بمعاونة أوباش افريقيا" يورد أجحا في صفحته الفايسبوكية. وحذر أجحا فرنسا وعُباد الصليب بالقول "لقد مضى زمن التبعية ونهب الخيرات، وذلك المارد النائم الذي كنتم تخافون منه فقد استيقظ من نومه وبدأ يفتك بأعدائه، فخذوا العبرة مما حدث لأمريكا على أرض خرسان وجبال الهندكوش وعلى أرض العراق" وفق تعبير أجحا. وانتقد الداعية ذاته ما سماه "صمت" علماء الأمة ودعاتها إلا من رحم الله، مردفا بأن "هؤلاء العلماء لم نسمع لهم ركزا في الحرب المعلنة على مالي المسلمة، لكننا سمعنا أصواتهم قد بحت عندما قُتل السفير الأمريكي في ليبيا". وهاجم أجحا من وصفهم بعلماء السوء الذين يسكتون عن العدوان على مالي: "أقول لهم الى مزبلة التاريخ، ولا خير في علم لا يعمل به صاحبه لنصرة الدين وأهله، أما أن يكون الدين لترقيع ثياب الطواغيت وعباد الصليب، فذاك سيكون وبالا على صاحبه في الدنيا والآخرة، فكونوا رجالا ولو مرة واحدة في حياتكم" يخاطب أجحا العلماء الصامتين.