عاشت مدينة سيدي افني مساء اليوم، حالة استنفار أمني، بعد تدخل قوات الأمن في حق متظاهرين حجوا لوقفة احتجاجية، وللتضامن مع ضحايا مركب صغير كانت القوات البحرية الإسبانية قد أطلقت عليه النار على مشارف سواحل جزر الخالدات مخلفة قتلى بينهم عدد من أبناء قبائل أيت باعمران. وقالت مصادر من سيدي افني إن تدخل قوات الأمن تحول إلى مواجهات عنيفة بين عناصر الشرطة والقوات المساعدة وبين شباب المدينة في مشاهد تذكر بما يُعرف محليا بمواجهات السبت الأسود لسنة 2008، موضحة أن جل أزقة المدينة مازالت تعرف إلى حدود الثامنة والنصف من مساء يوم الأحد مطاردات في حق المحتجين واعتقال عدد منهم وتعنيف عدد آخر، ومؤكدة إحراق محتجين لإطارات مطاطية في الشوارع والأزقة. وأسفرت المواجهات حسب مصادر هسبريس عن إصابة وجرح متظاهرين وكذا عناصر من قوات الأمن، وأضافت المصادر نفسها أن عشرات من المواطنين الذين ظلوا منذ مدة ينظمون وقفات لاستنكار قتل شباب من سيدي افني على يد البحرية الإسبانية خلال شهر دجنبر المنصرم، فوجئوا بتدخل قوات الأمن لتفريقهم بينما كانوا يتجمعون للانضمام لوقفة دعت إليها فعاليات محلية دون أن تُمهلهم فرصة لفض الوقفة. وتعليقا على الأحداث اتهم محمد عصام النائب البرلماني عن دائرة سيدي إفني مسؤولين في الأمن الوطني وفي الإدارة الترابية بالمنطقة بما سماه تأجيج الوضع بهدف استدامة الاحتقان، والوقوف في وجه الجهود التنموية القادة للمنطقة، مشددا في اتصال مع جريدة هسبريس الإليكترونية أن "جرح السبت الأسود" لم يندمل بعد وأن هناك من يعمل على وضع الأصبع عليه بمناسبة أو بدونها. ودعا عصام من وصفهم بدعاة الفتنة "الذين لا يُتقنون سوى المقاربة الأمنية" إلى العمل وفق المقاربة التنموية في منطقة اعتبرها حساسة، وأن يتخلوا على الرغبة في "توتير" الوضع، متسائلا "ماذا كان سيقع لو أن عددا من المتظاهرين تُركوا "لكي ينظموا وقفة احتجاجية عادية سلمية بدون فوضى؟"، يورد النائب البرلماني عن دائرة سيدي إفني.