قلّل وزير الصحة، الحسين الوردي، من خطورة انتشار داء التهاب السحايا، المعروف ب"المينانجيت"، الذي ظهرت حالات منه في بعض المدن المغربية مؤخرا، وقال إن الأمر يتعلق ب"حالات معزولة ومتفرقة لا تدعو إلى القلق ولا إلى الهلع". وأضاف الوردي، في تصريحات صحفية أدلى بها قبيْل انعقاد اللقاء الذي نظمته وزارة الصحة، صباح اليوم بمدينة الرباط، حول الإستراتيجية الوطنية لمحاربة داء التهاب السحايا، أنّ وزارة الصحّة تتحمّل مسؤوليتها، وتبذل جهودا جبّارة من أجل الحدّ من انتشار هذا الداء، متمثّلة في الكشف المبكّر، وضمان العلاج المجاني للمصابين، وتقديم اللقاح المجاني الوقائي، والتصريح الإجباري بالحالات الجديدة. وأوضح الوردي أنّ الهدف الأساسي من الإستراتيجية الوطنية لمحاربة داء التهاب السحايا، هو الردّ السريع على الداء، وتخفيض عدد الإصابات بالداء وكذا تقليص عدد الوفيات في صفوف المصابين به من ما بين 10 و 12 بالمائة، المسجّلة حاليا، إلى أقلّ من 6 بالمائة في غضون سنة 2016، مضيفا أنّ وزارة الصحة تتبّع جميع الحالات وتتواصل مع جميع المواطنين. وبخصوص المعطيات المتوفّرة حول عدد حالات التهاب السحايا، قدم وزير الصحة أرقاما تشمل ما بين سنة 2008 و 2012، حيث بلغ عدد الحالات المسجلة سنة 2008 ما مجموعه 2037 حالة، فيما انخفض العدد إلى 1058 حالة سنة 2011، نجمتْ عنها 126 حالة وفاة، بينما بلغ عدد الحالات المسجّلة خلال سنة 2012 ما مجموعه 1006 حالة، أفضت إلى وفاة 111 شخصا من عدد المصابين، وأوضح الوردي بأنّ هذه الأرقام تؤكّد أنّ داء التهاب السحايا يعرف تناقصا مستمرا. إلى ذلك قال وزير الصحة، خلال الكلمة التي ألقاها أثناء اللقاء الذي احتضنته مديرية السكان، إن مرض التهاب السحايا يحظى بالأولوية من بين البرامج الصحية التي وضعتها وزارة الصحة، من خلال البرنامج الوطني لمكافحة داء التهاب السحايا، الذي انطلق سنة 1989، حيث ارتكزت الإستراتيجية الوطنية التي وضعها البرنامج على مجموعة من المحاور تهدف إلى الكشف المبكر عن المرض ورعاية المرضى بالمراكز الاستشفائية والتصريح السريع من طرف الأطباء والوقاية منه عبر التلقيح وتناول الأدوية الوقائية والتحسيس. يشار إلى أنّ عددا من حالات الإصابة بداء التهاب السحايا (المينانجيت) قد سُجّلت مؤخرا في بعض المدن المغربية، مثل تطوان والعراش وفاس.