كشفت مصادر إعلامية مطلعة أن جهات سياسية وبرلمانية مغربية تنوي مقاضاة الكاتب والإعلامي المصري المعروف محمد حسنين هيكل إذا لم يتراجع عن الاتهامات التي كان قد كالها للملك الراحل الحسن الثاني حول علاقته باستهداف قادة الثورة الجزائرية وتسليمهم إلى قوات الاحتلال الفرنسي ، وبدأ رئيس الفريق الدستوري في مجلس المستشارين بإجراء اتصالات رسمية مع رؤساء الفرق البرلمانية قصد مقاضاة هيكل أمام المحاكم، وذلك بهدف دفعه إلى الإسراع بتقديم اعتذاره العلني لما بدر منه من اتهامات للملك الراحل الحسن الثاني وصفتها بأنها "مغالطات وأكاذيب وافتراءات". ولم يكتف "هيكل" في برنامج يحمل إسمه على قناة الجزيرة باتهام الملك الراحل الحسن الثاني بمساهمته في اختطاف قادة الثورة الجزائرية ،بل قال أيضا أن الملك الراحل لم يكن يعتقد في قرارة نفسه أن تظاهرات الشعب المغربي وراء رجوع محمد الخامس من المنفى، وأن الاتصالات التي كان ولي العهد آنذاك يقيمها مع عدد من الجهات بما فيها اليهود كانت لها فائدة كبيرة في عودة والده إلى عرش المملكة. وذكر هيكل أن الحسن الثاني كان يقول له دوما: "أنا لدي حزب في إسرائيل، أنا لدي مائتا ألف مهاجر مغربي في إسرائيل من يهود المغرب وهؤلاء حزب مؤثر وإنهم من يحكمون بالفعل، كما أن الأحزاب الإسرائيلية الكبيرة جدا فيها كثير من القادة من أصول مغربية". وكان حسين آيت احمد، الزعيم التاريخي لجبهة القوى الاشتراكية الجزائرية، قد فند مزاعم "هيكل"، وقال آيت أحمد، الذي يعيش في المنفى الاختياري بسويسرا، في برنامج تلفزيوني بثته فضائية "ميدي 1 سات": "إنه لم يكن من الوارد نهائيا أن يكون هناك تواطؤ من السلطة المغربية، ما دام أن ولي العهد (الحسن الثاني) أبلغ الملك محمد الخامس بتحذيري ومخاوفي بخصوص المخاطر التي قد يتعرض لها الملك"، الذي كان يرغب في أن يستقل نفس الطائرة التي تقل القادة الجزائريين، و"اقترحت بنفسي استخدام طائرة ثانية". ووصف آيت احمد، الادعاءات الاخيرة لهيكل على قناة "الجزيرة" حول ملابسات تحويل اتجاه الطائرة المغربية التي وضعت رهن إشارة قادة جبهة التحرير الوطني ب"افتراءات سخيفة وغريبة". وقال ايت احمد إن "مصالح الاستخبارات الفرنسية هي التي وقفت وراء تحويل اتجاه الطائرة، التي كانت تقل خمسة من قادة جبهة التحرير الوطني الجزائرية المتجهة الى تونس، نحو الجزائر العاصمة، في 22 أكتوبر 1956.