مشيا على العادة التي سنتها منذ سنة 2009 ، اختارت "ترانسبارنسي المغرب"، كلا من مغني الراب المعتقل معاد بلغوات، المشهور بالحاقد و معه حركة 20 فبراير كمستحقين لجائزة النزاهة لسنة 2012 تقديرا للمجهودات الجريئة والمتميزة المبذولة من طرف الحركة و المغني في مجال محاربة الرشوة بالمغرب حسب المنظمين. "ترانسبرانسي"، اختارت خديجة الرياضي، رئيسة الجمعية المغربية لحقوق الإنسان و محمد النشناش، رئيس المنظمة المغربية لحقوق الإنسان و النقيب عبد الرحيم الجامعي و الكاتب الصحفي ادريس كسيكس، أعضاء في اللجنة التي بثت في الطلبات الموجهة للمنظمة والتي فتحت في وجه المقترحات إلى غاية 15 أكتوبر من السنة المنتهية. خديجة الرياضي وبعد صعودها إلى المنصة، قالت أن اختيار معاذ بلغوات، تم "لأن الشاب يعتبر معتقل رأي.."، وأنه وجه من الوجوه التي ناضلت ضد الفساد. تجديد الرياضي الدعوة لإطلاق سراح الحاقد و المعتقلين من أعضاء الحركة والحقيقة في ملفات من توفوا بمناسبة الحراك، ألهب حماس الحاضرين لحفل التسليم، حيث رفعوا شعار "عشريني و راسي مرفوع ما مشري ما مبيوع". صعود عبد الوهاب بلغوات، والد الحاقد، لتسلم جائزة النزاهة من يد محمد النشناش، دفع الحاضرين إلى الاستمرار في رفع الشعارات، من خلال ترديد مقطع من إحدى أغنيات المغني المعتقل، و التي زاوج فيها مابين قصيدة للشاعر التونسي أبو القاسم الشابي و كلمات مغربية دارجة "إذا الشعب يوما أراد الحياة، إينوض يدوي على راسو براكا من السكات، راهم كلاو رزاقنا خلاو لينا لفتات، وشحال من مناضل على قبلنا مات..". بلغوات الأب، استأذن المنظمين في إلقاء كلمة بالمناسبة مباشرة بعد تسلم الجائزة، حيث عبر عن امتنانه ل"ترانسبرنسي المغرب" التي وصفها بصاحبة العهد المتين في مناصرة المظلومين و مؤازرة المحتاجين. والد الحاقد الذي رفعت القاعة شعار "كلنا كلنا حاقدين غير شدونا كاملين" في منتصف كلمته، قال أن جائزة النزاهة "من المناسبات السارة التي ستدفع المغرب نحو الحرية والكرامة". انتقل المنظمون إلى تسليم جائزة حركة 20" فبراير" لتبدأ التخمينات، عن من سيتسلم التذكار، إلا أن خديجة الرياضي، قالت أن اللجنة ارتأت أن تسلم الجائزة ل"ترانسبرانسي" نفسها و أن يبقى التذكار في عهدتها، لأن حركة العشرينيين لا تتوفر على رئيس و لا جهاز يمثلها فهي حركة الشعب المغربي و حركة كل الديمقراطيين و الديمقراطيات الذين ساهموا فيها بشكل مباشر أو غير مباشر وفق تعبير الرياضي، التي شكرت المجلس الوطني لدعم الحركة، بوصفه الجهة التي وضعت الملف لدى "ترانسبرنسي" قصد التباري على جائزة النزاهة. اقتراح الرياضي لم يرق بعض شباب الحركة بالدار البيضاء، حيث صاحوا في وجه المنظمين "لا.. لا..لا.." دون شرح ما يعترضون عليه تحديدا. في استراحة الشاي تبين أن عددا من شباب الحركة بالدار البيضاء، كانوا قد نظموا جمعا عاما اتفقوا فيه على أن تسليم جائزة 20 فبراير لوالدة المعتقل السابق حمزة هدي، إلا أن شبابا آخرين ينتمون لنفس التنسيقية اعترضوا على الموضوع، و اعتبروه غير وجيه بالمرة، خاصة أن حركة البيضاء لا تمثل العشرينيين المنتشرين على طول خريطة المغرب، يقول أحد الحاضرين. الحفل شهد أيضا توزيع مجموعة من الجوائز الخاصة بالإبداعات الفنية، التي تم إنتاجها من طرف الشباب بمناسبة تظاهرة "استعجال الكلام"، والتي نظمتها "ترانسبرنسي" من شهر ماي الماضي الى نهاية سنة 2012 من أجل التنديد بالفساد والرشوة عبر استعمال الفنون. يشار أن التظاهرة التي احتضنتها قاعة عبد الصمد الكنفاوي، عشية السبت، بحديقة الجامعة العربية بالدار البيضاء، تعتبر الحفل الرابع في تاريخ جائزة النزاهة، حيث منح التذكار الرمزي لسنة 2010 إلى الحقوقي الريفي شكيب الخياري، كما تم منح جائزة خاصة ل"ترانسبرانسي" المغرب إلى المحامي عبد الرحيم برادة، وذلك خلال حفل أقيم بالقاعة الثقافية للمجازر القديمة بالدارالبيضاء. أما بالنسبة لجائزة النزاهة لسنة 2011، فقد تم منحها إلى مراد كرطومي، تاجر بسوق الجملة للخضر والفواكه للدارالبيضاء بعد فضحه وتنديده بممارسات منافية للقانون، عرفها هذا السوق.