بعد نشرها رسوم كاريكاتير "مسيئة" للإسلام٬ عادت المجلة الفرنسية الساخرة "شارلي إيبدو" لتنشر٬ اليوم الأربعاء٬ سيرة بالرسوم للرسول الكريم اعتبرها المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية عملا "جبانا وانتهازيا". وأدان المجلس٬ في بيان٬ هذا "العمل الاستفزازي الجديد"٬ داعيا مسلمي فرنسا إلى "تجنب أي رد فعل على هذا السلوك الذي ينم عن شكل من أشكال الجبن والانتهازية التي يجب أن يواجهها المسلمون بالاحتقار والتجاهل". وتعرض الرسوم التي تحمل عنوان "حياة محمد"٬ والتي نشر الجزء الأول منها حول "بدايات رسول" اليوم في عدد خاص٬ حياة النبي محمد "كما رواها مؤلفون مسلمون٬ وبدون أي سخرية"٬ حسب ما أفاد به شارب٬ مدير الصحيفة الساخرة. وحمل غلاف الكتاب المصور لمجلة "شارلي إيبدو" الأسبوعية صورة رجل (والمقصود به النبي صلى الله عليه وسلم) يقود جملا في الصحراء. وكتب شارب في تقديم لهذه الرسوم التي ساهمت فيها باحثة تدعى "زينب" قدمت على أنها باحثة في علم اجتماع الأديان٬ "إذا كان الشكل قد يبدو مسيئا٬ فإن المضمون حلال تماما". وفي رد فعل الحكومة الفرنسية، أشارت المتحدثة باسمها نجاة فالو بلقاسم إلى ما سمته الحق في حرية التعبير عن الرأي، لكنها قالت في تصريحات تلفزية، إن ذلك يجب أن يكون متوازنا مع الحاجة إلى الحفاظ على النظام العام، وأضافت "ليس هناك ما يدعو لصب الزيت على النار". بدوره، ندد إبراهيم كالين، وهو مستشار سياسي لرئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بالكتاب المصور، واعتبر "استفزازا متعمدا"، وكتب على حسابه في موقع تويتر "إن تحويل حياة نبي الإسلام إلى قصة مصورة هو بحد ذاته خطأ". وليست هذه أول مرة تقوم فيها المجلة بعمل استفزازي من هذا النوع٬ إذ نشرت في شهر شتنبر من العام الماضي رسوما كاريكاتيرية مسيئة للرسول عليه الصلاة والسلام في خضم الجدل الدائر حينها حول فيلم أمريكي معادي للإسلام كان قد أثار غضب المسلمين في مختلف أرجاء العالم. وفي نونبر 2011٬ نشرت المجلة عددا خاصا تحت عنوان "شريعة إيبدو"٬ وهي المبادرة التي كلفتها تدمير وإحراق مقارها الباريسية٬ من طرف مجهولين عشية صدور عددها الخاص.