عزا الحبيب المالكي، القيادي في حزب الاتحاد الاشتراكي وأحد المرشحين الخمسة لمنصب الكاتب الأول للحزب، أزمة التحول التي يعيشها حزبه إلى عاملين اثنين، الأول يرتبط بظهور "قوى محافظة ذات طابع رجعي تحمل مشروعا ينتمي إلى الماضي الغيبي، والذي لا علاقة له بالزمن السياسي والثوابت الكونية للإنسانية اليوم والتي ساهمت في تغيير الصراع السياسي لما بعد 25 نونبر 2011 ". أما العامل الثاني، يضيف المالكي متحدثا في ندوة صحفية أمس الاثنين بغرفة التجارة والصناعة والخدمات بأكادير في إطار التحضير للمؤتمر التاسع لحزب الاتحاد الاشتراكي، فيتمثل في "نكسة الحزب وتحوله من تدبير الشأن العام لمدة 12 في الحكومة إلى صف المعارضة اليوم، مما فرض عليه ضرورة مراجعة الذات واستيعاب طبيعة المرحلة، وتوضيح ما يجب القيام به كقوة يسارية في المعارضة". ولتجاوز ما سماها أزمة البؤس السياسي بالمغرب، اقترح المالكي ضرورة تقيد حزب الاتحاد الاشتراكي بثلاث مهام أساسية تتعلق، أولا، بتبني منظور جديد للمعارضة بالقطع مع الممارسات البراغماتية للتجارة والمضاربة السياسية التي مست ثوابت الحزب إلى المعارضة المنتجة للفكر السياسي البناء. والمَهمَّة الثانية، وفق القيادي الاتحادي، فتتجلى في "الاتجاه نحو توفير الشروط لنجاح القطب اليساري بالمغرب على شكل ميثاق لمكونات اليسار من أجل مواجهة المواقف الرجعية"، وأما المهمة الثالثة فتكمن في "الاهتمام بالمسألة الاجتماعية كبعد أساسي في الصراع السياسي بتعزيز العلاقة مع المكونات النقابية لمواجهة الفوارق الطبقية والهشاشة الاجتماعية بكيفية مستدامة، وليس بأسلوب "الصدقة" وفق تعبير المالكي. ولم يفت المتحدث التأكيد على أن حزبه "لن يمارس الشعبوية التي يتبناها الطرف الآخر في الحكومة في محاولة لدغدغة عواطف المواطن المغربي والاستهزاء به بعيدا عن العقل والفكر"، معتبرا أن "الشعبوية أمر خطير لكونها تجسد أزمة عميقة داخل المجتمع"، قبل أن يؤكد بأنه "لن يطلب أحدا في مدينة أكادير أو غيرها للتصويت عليه خلال أشغال المؤتمر احتراما للمؤتمرين ومستواهم الفكري الراقي ولمبادئ الحزب وثوابته". ولفت المالكي إلى أنه اختار مدينة أكادير لتقديم برنامجه نظرا للبعد الحضاري والثقافي للمدينة، والذي يتجلى في إعادة الاعتبار للغة الأمازيغية كورش سيساعد على تحصين الكيان الوطني، مشيرا إلى أن حزبه مُطالب بالقيام بدور ريادي في تنزيل مقتضيات دستور يوليوز 2011 والدفاع عن الهوية الأمازيغية باعتبار أن أحد القادة الاتحاديين؛ الحاج عمر الساحلي؛ ينتمي الى هذه المنطقة . واعتبر المتحدث أن محورية مدينة أكادير بجميع أبعادها فيما له علاقة بالجهوية هو سبب ثان في اختياره لحملته في الظفر بمنصب الكتابة الأولى للحزب، باعتبار أن مشروع الجهوية مدخل عميق للإصلاح السياسي والديموقراطي للدولة المغربية، والذي يجب اتخاذه من الركائز الأساسية في التنظيم الجديد لحزب الاتحاد الاشتراكي".