يُرتقب أن يدخل الكتاب الجديد للشاعر المغربي الشاب أنس الفيلالي "ريحانيات: 40 حوارا مع محمد سعيد الريحاني" إلى موسوعة غينيس للأرقام القياسية كأطول حوار أدبي مكتوب بين شخصين في التاريخ، حيث ينقسم هذا الحوار إلى 40 لقاء صحافيا يضم 506 سؤالا يقابلها ما يماثلها من الأجوبة، توزعت على مواضيع وقضايا أدبية وتاريخية وسياسية وفلسفية، وذلك خلال فترة زمنية ناهزت السنة ونصف. وُرشِّح الكتاب الجديد للفيلالي لدخول غينيس للأرقام القياسية من حيث التجاذب الحواري الخاص بعدد الأسئلة والأجوبة، لأسباب تتقاطع مع رقم المناضلة الهندية م. ماداسامي المسجل بتاريخ 4 يونيو 2011 حيث ألقت خطابا دام 30 ساعة و 6 دقائق، وأرقام قياسية أخرى دون منافستها أو الاحتكاك معها". واعتبر أنس الفيلالي بأن كتابه الصادر حديثا، عن منشورات دار الصايل للنشر والتوزيع بالأردن والجامعة الأردنية، يعد إضافة نوعية لافتة للثقافة العربية من خلال تعميق دور الفاعلين الخمسة في الحقل الأدبي، وهم المبدعون والنقاد والأكاديميون والإعلاميون والجمعويون، في تطوير الأدب بغية بلورة ثقافة جديدة قوامها "محاسبة" كل فاعل في حقله الخاص على أدائه ونتائجه". ووصف صاحب ديوانيْ "مرثية البوح الأخير" و"مديح الرماد" كتابه الجديد بأنه "وثيقة أدبية وتاريخية هامة تبرز درجة الوعي المعرفي عند الكاتب والمترجم محمد سعيد الريحاني الذي لا يخفى حبه ووفاؤه للأدب والثقافة"، مردفا بأن "أسلوب الحوارات الأربعين التي تضمها دفتا الكتاب سهل وبسيط، غير أنه موشوم برؤية وفكر عميقين أبداهما الريحاني في تألق باهر". وتقول مقدمة الكتاب التي دبجها الشاعر الفيلالي: "ينتمي هذا الكتاب إلى ثقافتين متلازمتين: ثقافة الحوار وثقافة الاعتراف. والثقافتان قديمتان قدم الإنسانية إذ تمتد جذورهما حتى الحضارة الإغريقية حيث أشاع سقراط ثقافة قوامها أن العلم لا يعلّم وإنما يؤخذ عن طريق الحوار، كي يكتشف التلميذ الحقيقة بنفسه. وكان المنهج السقراطي يعتمد على مرحلتين لتحقيق الهدف من الحوار: أولهما التهكم وثانيهما التوليد. فالحوار إذن كان منذ القدم فنا ذا منهج...". وجدير بالذكر أن الشاعر أنس الفيلالي بصدد خوض "مغامرة" جديدة تتمثل في إكمال مشروع ثقافي جديد على نفس شاكلة الحوار مع الريحاني، حيث يستعد لإخراج حوار طويل جدا مع فنانة مغربية معروفة، يضم فصولا ومحاور متعددة ومختلفة فيما بينها.