المخزن الذي نفذت بطاريته السياسية، نتيجة تغوله المديد، وتوحشه العتيد (زائد) بنكيران ومن معه من الوقوعيين والانهزاميين وأصحاب أنصاف الحلول وإصلاحيو الربع ساعة الأخيرة، أي الجمل وما حمل، (يساوي) الاستبداد الناعم، أي استبداد ملون بكل ألوان قوس قزح!.. هذا الاستبداد الدوامة، الذي يخرجك من زنزانة، ليعيدك إلى أخرى، يسميه بنكيران بالاستثناء المغربي، وفي رواية أخرى بثورة الصناديق، إمعانا في التمويه والخذاع.. الآن والهنا تصدع جبل الأوهام، وأصدرت المحكمة الإدارية حكمها التعسفي في حق حزب الأمة المناضل، لتصادر حقه القانوني في التنظيم والتعبير.. يا بنكيران أين أجندة "محاربة الفساد" التي وعدت بها، أم نسختها أجندة "عفا الله عما سلف"، ولكل سياق مقال!.. وها هي "أم الوزارات" تعود لسابق عهدها، وكأنها تصرخ مرة أخرى في وجوهنا جميعا، كما عبر أحد ضحايا سنوات الجمر؛ "أنتم كالسمك، والسمك يلد السمك، ومهمتي اصطياد السمكة الطائشة، أو تجفيف النهر"، لكنها تنسى بأنها عاجزة عن "قطف كل الزهور، ووقف زحف الربيع". أيها الرميد أين العدل، إذا كان القاضي أصم من حجر، والقرارات من "العفاريت والتماسيح" قدر، فأي إصلاح قرقوشي يراد بعدالتنا؟! لقد ضاع من عمرنا أكثر من نصف قرن، ونحن نناضل لنستبدل حرف الغين بحرف القاف؛ لننتقل من القضاء المستغل إلى القضاء المستقل، وفشلنا أمام إدارة مخزنية عدمية لا تصلح ولا تنصلح! أين الأسماء الكبيرة بحجم أوهامها؟! أين الألقاب الرنانة في معاجم ودفاتر المريدين المخدوعين؟!.. أين بنكيران وما وعد؟! أين الرميد وما رعد؟! أين العثماني وما رشد؟!.. لقد سقط الجميع، ولم يبق في الملعب المسعور إلا طاعنه!.. لقد سقط الجميع، وفي ذلك فائدة، ولعل التأسيس لمغرب الغد الديمقراطي، يبدأ بدون أوهام، وقد لفظ كل هذا الزبذ، التي كان ذات يوم جزءا من خط الإصلاح "زعموا"، لكنه صار اليوم شرطة حدود تمنعنا من ربيع مغربي ديمقراطي، وتجبرنا للتوقف عند تخوم الخريف! أما نحن في حزب الأمة مع كل مناضلي وشرفاء هذا الوطن، فسنبقى كنسر جريح، نعض على جرحنا ولا نولول.. سنبعث من تحت الرماد كطائر الفينق.. لا أحد يستطيع أن يسقط الغصن الأخضر من أيدينا.. كل ساحات النضال الفسيحة تجمعنا.. وحيثما تكون المعارك العادلة نكون.. وستبقى سواعدنا مع حلفائنا في الحراك الديمقراطي، تزرع بذور التغيير، وتقلع شوك العار. أيها المناضلون في حزب الأمة المحاصر لا أقول وداعا سنلتقي، تصبحون على وطن. [email protected]