لم تمنع زخات المطر التي تساقطت على جدران مدينة مراكش، نجوم الشاشة الكبرى من المشي على البساط الأحمر و توزيع الابتسامة أمام عشرات المصورين اللذين وقفوا على باب قصر المؤتمرات الدولي يتدافعون لأخذ صور لمشاهير السينما المجتمعين بمناسبة الدورة الثانية عشر من المهرجان الدولي للفيلم. مراكش تكرم بوليود قبل السير على البساط الأحمر للمهرجان، أصر أميتاب باشان على التوجه إلى الجمهور قبل ولوج باب قصر المؤتمرات، حيث حيا المراكشيين القادمين لمشاهدة رجالات ونساء السينما عن قرب، ثم عاد إلى البساط الذي تقاسمه مع عدد من نجوم بوليود المُحتفى بهم من طرف المهرجان في دورته الثانية عشر حيث حضر عدد من الممثلين و المخرجين والمنتجين الهنود الذين لبوا الدعوة لحضور الدورة. الهند حضرت بألوانها و إيقاعاتها من خلال رقصة الافتتاح التي أدتها الممثلة والراقصة "ملايكة "صحبة فرقتها التي رقصت على إيقاع موسيقى هندية شكلت امتدادا للمقاطع التي كانت تسمع في القاعة قبل رفع الستار. حضور الهند بمراكش جاء احتفاء بمأوية السينما في هذا البلد الأسيوي الذي بصم مشاهيره ذاكرة المغاربة من خلال عدد من القاعات السينمائية المتخصصة والتي كانت متناثرة في جل المدن المغربية. نجوم بوليود كانوا دائما ضيوفا مرحب بهم في "وريدة بين النخيل" حيث سبق للقائمين على تظاهرة مراكش العالمية أن استضافوا كلا من جايا باشكان و أمير خان وشاشي كابور وسيف علي خان وايشواريا ثم شاروخان الذي يحضر الدورة الحالية أيضا. على منصة الافتتاح فيروز كرواني كانت أول من أطل على جمهور المهرجان بعد رفع الستار. الصحفية التي غابت عن الشاشة المغربية الصغيرة منذ أزيد من عقد، عاودت اللقاء بجمهورها بعد اختيارها صحبة "لورون" لتقديم حفل الافتتاح. تمت دعوة المنتج والمخرج و كاتب السيناريو "جون بورمان" من طرف المقدمين، ففتح باب المنصة للرجل الكهل الذي اختير رئيسا للجنة تحكيم الأفلام الطويلة لهذه السنة. بورمان المحب للمغرب كما وصفته فيروز تهجى جملة "السلام عليكم" التي حيا بها الجمهور قبل أن يلقي كلمته التي قال فيها أن "السينما تمنحنا فرصة اللقاء" معبرا عن تأثره بزيارة قام بها لمدرسة السينما بمراكش في دورة سابقة، متمنيا أن يكون فيلم واحد من طلبة هذه المدرسة قد وجد طريقه إلى العرض على شاشات مهرجان السينما بمراكش. بعد ذلك، تم تقديم أعضاء لجنة التحكيم تباعا حيث تشكلت هذه السنة من الممثلة البريطانية جيما أرتيرتون والممثلة الكندية ماري جوزي كروز والممثل الايطالي بيير فرونشيسكو فافينو والمخرج المغربي جيلالي فرحاتي والمخرج الأمريكي جيمس كراي دون نسيان السينما الأسيوية التي مثلها المخرج الكوري الجنوبي جيون سو إيل والهند المحتفى بها ممثلة في شخص الممثلة شارميلا تاغور. أعضاء لجنة التحكيم طلب منهم جميعا الإعلان عن افتتاح المهرجان بلغاتهم الأم. الممثلة الفرنسية ايزابيل هوبير كانت أول من مسك بتذكار المكرمين، حيث اختيرت بطلة فيلم "فيوليت" لتكرم في حفل الافتتاح. ايزابيل قال فيها المخرج "جيمس كراي" الذي قدمها لجمهور المهرجان أنها واحدة من الممثلات الأبرع وأن أعمالها تكتسي لمسة سحرية. الممثلة الفرنسية المكرمة تقدمت إلى الميكروفون وقالت للحاضرين "معذرة لقد نسيت كيف أقول Bonne soir بالعربية.." أحد المصورين الصحفيين تكلف بإخراج الفنانة من حرجها فصرخ قائلا "on dit مساء الخير". "لمسة الضوء" هو الفيلم الذي تم اختياره للافتتاح. مخرج الفيلم و بطلته ساندرين بينا تمنيا للحضور "أحلاما سعيدة داخل القاعات المظلمة طيلة هذا أسبوع التظاهرة". قليل من الارتباك قبل الحفل الافتتاحي شهد بهو فندق "المنصور الذهبي" زحمة أمام صوفيا المكلفة بإعطاء الدعوات لولوج قاعة قصر المؤتمرات كما دعوات العشاء، لباقة الشابة لم تعفيها من مزاج بعض الواقفين الذين عبروا عن غضبهم من طول الانتظار أمام طاولتها طلبا لبطاقة تعتبر الجواز الوحيد نحو حفل الافتتاح. شاب من اللجنة المنظمة يخبر بعض المصورين الصحفيين أن أسمائهم لا توجد على قائمة الفائزين بدخول القاعة الذين حدد عددهم في 25 مصور، و يدعو بعض أصحاب الكاميرات إلى الاكتفاء بتصوير الداخلين على بساط أحمر، بينما سي محمد (من اللجنة المكلفة بالصحافة) يخبر بعض الصحفيين المغاربة أنهم لن يتمكنوا من "البادج" الا صبيحة يوم السبت و هو ما جعل البعض منهم يعيش حالة حرج متكرر مع رجال الأمن الخاص الذين لا يجاملون أي ضيف متى غاب "البادج" عن نحره.