تُوِّجَ اختتامُ أشغال منتدى "ميدايز" 2012 برسم دورته الخامسة في طنجة، بتبني "إعلان طنجة حول"الجنوب..مطلب نظام عالمي جديد". الداعي إلى العمل على هندسة جديدة للأمن في العالم، تنهضُ على مبادئ التعاون الإقليمي وتبادل وسائل الدفاع والنشر السريع والواسع لقوات الردع. كما دعا المجتمع الدولي٬ وخصوصا جامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية٬ إلى تشجيع كل مبادرة تهدف إلى دفع الاندماج المغاربي وترجمة ذلك عبر عقد قمة دول المغرب العربي الخمس وإعادة فتح الحدود البرية بين الجزائر والمغرب. وأكدَ الإعلان ذاته، ضرورةَ تشجيع المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا على تولي القيادة في تسوية الأزمة المالية٬ إلى جانب مجموع الدول المجاورة كالدول المغاربية والقوى الدولية الكبرى، بهدف تمكين دولة مالي من المحافظة على وحدتها الترابية ومكافحة التهديدات الإرهابية وشبكات المافيا. وبخصوص الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط٬ وعقب الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة٬ حثَّ الإعلان على تقديم الدعم غير المشروط لطلب فلسطين رفع مستوى تمثيلها في الأممالمتحدة إلى صفة دولة غير عضو في المنظمة الأممية٬ وذلك عبر تصويت الجمعية العامة المقررة يوم 29 نونبر الجاري. في الوقت نفسه، استنكر إعلان المنتدى اللجوء إلى القوة في الشرق الأوسط، والهجمات الدموية غير المتكافئة لإسرائيل ضد الشعب الفلسطيني٬ حاثًّاً عن العمل دون كلل من أجل العودة إلى الهدنة بما فيه مصلحة الشعوب وبهدف تسوية النزاع العربي الإسرائيلي في إطار الشرعية الدولية على أساس حل الدولتين والعودة إلى حدود 1967. وفي الشأن الأفغاني٬ نادَى الإعلان بإحداث مؤسسات تضمن التعايش بين مختلف الإثنيات والأقليات من أجل المضي قدما في المصالحة الوطنية وضمان تنظيم انتخابات شفافة وحرة وديمقراطية. الملفُّ السوري سجلَ بالموازاة مع الملفات الدولية المثارة حضوره في إعلان طنجة، بالإشارة إلى أن الاجتماع المرتقب لمجموعة أصدقاء سوريا سيكون في المغرب٬ فضلاً عن الدعوة إلى دعم جهود وساطة المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، بغية ضمان حماية المدنيين السوريين ضد الاعتداءات المتكررة المرتكبة من قبل الجانبين٬ والعمل لأجل توحيد المعارضة السورية حول "لجنة المبادرة الوطنية السورية"٬ المطالبة حسبَ بيان المنتدى، بالعمل على تمثيل كل مكونات الشعب السوري ضمن هياكلها٬ بهدف الإعداد الأمثل لعملية الانتقال. كمَا حث إعلان طنجة٬ في السياق نفسه٬ مجلس الأمن على التصويت على قرار من أجل فرض منطقة حظر جوي شمال سوريا. وعلى مستوى الحكامة داخل المؤسسات الدولية٬ طالبَ الإعلان بتحسين تمثيلية الدول الصاعدة في تلكَ المؤسسات٬ والنضال من أجل إحداث مجموعة للتنسيق المالي والاقتصادي المقترحة من قبل البنك الدولي لتجمع وزراء المالية في السعودية والبرازيل والصين والهند والمكسيك وروسيا ودول مجموعة السبعة والسبعين والأعضاء غير الدائمين في مجلس الأمن. الدورة المختتمة، شهدت تسليمَ الجائزة الكبرى لمنتدى "ميدايز" إلى السينغال٬ تثمينا للمسلسل الديمقراطي النموذجي فيها ولنجاحها في عملية التداول الديمقراطي على السلطة. كما تم تسليم الجوائز الثلاث الأخرى٬ على التوالي، وهي جائزة أعمال "ميدايز"٬ وجائزة "ميدايز" للمبادرة السياسية٬ وجائزة "ميدايز" للبيئة والتنمية المستدامة٬ للمصري كريم هلال٬ رئيس جمعية مصرية آسيوية للتجارة، نظرا لمساهمته القوية في تنمية العلاقات الاقتصادية في جنوب شرق آسيا ومصر٬ ولفوزية كوفي وهي ناشطة سياسية أفغانية وبرلمانية شابة ونائبة رئيس الجمعية الوطنية الأفغانية٬ ولتركيا٬ تثمينا لجهودها في مجال الطاقة والمياه٬ وتنويع المصادر الطاقية.