اكد الوزير المغربي بالشؤون الخارجية والتعاون، ان المغرب العربي الذي عليه أن يكون بمثابة محرك للمنطقة المتوسطية ليس فقط حلما مشتركا لكن ضرورة سياسية واجتماعية واقتصادية. وقال يوسف العمراني في الجلسة الختامية للدورة الخامسة من منتدى 'ميدايز' الذي نظمه معهد 'أماديوس' بطنجة، ان المستقبل 'يمر عبر بناء نموذج مغاربي مبتكر، يتجاوز العراقيل السياسية، ومنفتح على جواره في انسجام مع الحقائق السياسية والاجتماعية والاقتصادية الجديدة، وتطلعات شعوب المنطقة'. وتاسس اتحاد المغرب العربي في 1989 من كل من ليبيا وتونسوالجزائر والمغرب وموريتانيا، الا ان تطور الاوضاع الداخلية بالجزائر بعد الغاء المسار الانتخابي 1992 والحصار الدولي الذي فرض على ليبيا وتوتر العلاقات الجزائرية المغربية 1994 ادى الى تجميد المؤسسات الرسمية المغاربية. ونشطت دعوات بعد انتصار الثورة في تونس لاعادة احياء الاتحاد وتنشيط مؤسساته السياسية، وكان متوقعا عقد قمة مغاربية في تونس في تشرين الاول/اكتوبر الماضي، الا ان استمرار الفتور الجزائري المغربي حال دون ذلك. واعتبر الوزير المغربي أنه من الضروري 'إعطاء دينامية جديدة لآليات اتحاد المغرب العربي الذي يتطلب بناؤه إعادة إحياء الفضاء المغاربي حيث الاهتمام بالفرد والمواطن وهو الفضاء القوي بشبيبته المنفتحة ولديه كل الميزات من أجل الانخراط بقوة في العولمة في إطار فضاء أورو- متوسطي مندمج ومتضامن الذي سيكون ضمانا لرفاهيتنا واستقرارنا وأمننا المشترك'. وقال إن اتحاد المغرب العربي يجب أن يتأسس، في المستقبل، على 'نماذج جديدة للحكامة، واحترام الحريات الفردية وحقوق الإنسان وعلى تمثيلية سياسية حقيقية تضمن القرب اللازم من الساكنة وانشغالاتها'. واضاف العمراني 'يجب الاستماع إلى المغاربيين، وأن لا تتم معاكسة تطلعاتهم المشتركة للعمل على بناء اتحاد موحد ومزدهر ولا لعتبارات سياسية تنتمي لعهد آخر'. وقال 'ينبغي الآن التفكير في محاور جديدة تمكن من المضي قدما نحو بناء الحلم المغاربي، وهنا أسجل الأسف لغياب إرادة سياسية حقيقية مشتركة'. واكد ان المكانة التي سيحتلها الفضاء الأورو- متوسطي في النظام العالمي الجديد 'رهينة بكفاءتنا في بنائه بشكل موحد ومتضامن ومن خلاله بناء مغرب عربيا مندمج'. وشدّد على ضرورة 'توحيد الجهود لتحرير الطاقات الكامنة، من بناء فضاء مشترك ومنسجم ومندمج وهادئ مؤسس على قيم كونية مشتركة لا رجعة فيها..' داعيا إلى 'تحيين الشركاء الأوروبيّين لمقاربتهم ونظرتهم إلى دول الجنوب حتى يتم التحول نحو ثقافة جديدة تتأسس على روح حقيقية للشراكة والتضامن الفعال والمتناغم مع التحديات الواجب رفعها'. ودعا منتدى 'ميدايز 2012' المجتمع الدولي وخصوصا جامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدةالأمريكية إلى تشجيع كل مبادرة تهدف إلى دفع الاندماج المغاربي وترجمة ذلك عبر عقد قمة دول المغرب العربي الخمس وإعادة فتح الحدود البرية بين الجزائر والمغرب. وجاء في 'إعلان طنجة' الذي صدر في ختام الدورة الخامسة للمنتدى الذي عقد حول 'الجنوب. .مطلب نظام عالمي جديد' دعوة إلى العمل على هندسة جديدة للأمن في العالم، تنبني على مبادئ التعاون الإقليمي، وتبادل وسائل الدفاع، والنشر السريع والواسع لقوات الردع. وطالب الاعلان بتشجيع المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا على تولي القيادة في تسوية الأزمة المالية ومجموع الدول المجاورة، بما فيها كل الدول المغاربية والقوى الدولية الكبرى، إلى تقديم الدعم اللوجيستيكي لدول هذه المجموعة بهدف تمكين دولة مالي من المحافظة على وحدتها الترابية ومكافحة التهديدات الإرهابية وشبكات المافيا. وفي ما يتعلق بالوضع في أفغانستان حث الإعلان على 'إحداث مؤسسات تضمن التعايش بين مختلف الإثنيات والأقليات، من أجل المضي قدما في المصالحة الوطنية وضمان تنظيم انتخابات شفافة وحرة وديمقراطية'.. في حين تمّ تناول الوضع بالشرق الأوسط، والاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة بالحث على 'تقديم الدعم غير المشروط لطلب فلسطين برفع مستوى تمثيلها في الأممالمتحدة إلى صفة دولة غير عضو في المنظمة الأممية'. ونددت الوثيقة الصادرة في أعقاب اختتام الملتقى المنعقد بطنجة ب 'اللجوء إلى القوة في الشرق الأوسط، والهجمات الدموية وغير المتكافئة لإسرائيل ضد الشعب الفلسطيني' في حين دعت إلى 'العمل من أجل العودة إلى الهدنة، بما فيه مصلحة الشعوب، وبهدف تسوية النزاع العربي الإسرائيلي في إطار الشرعية الدولية على أساس حل الدولتين والعودة إلى حدود 1967'. ودعا 'إعلان طنجة' إلى 'دعم جهود وساطة المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة بغية ضمان حماية المدنيين السوريين ضد الاعتداءات المتكررة المرتكبة من الجانبين والعمل على توحيد المعارضة السورية حول لجنة المبادرة الوطنية السورية التي عليها أن تضم تمثيلا لكل مكونات الشعب السوري بهياكلها من أجل إعداد أمثل لعملية الانتقال' ودعا الى دعم بالاجتماع المقبل لمجموعة أصدقاء سوريا المرتقب تنظيمه في المغرب منتصف الشهر القادم. وفي ما يتعلق بموضوع الحكامة داخل المؤسسات الدولية دعا الإعلان إلى تحسين تمثيلية الدول الصاعدة في هذه المؤسسات والنضال من أجل إحداث مجموعة للتنسيق المالي والاقتصادي المقترحة من قبل البنك الدولي لتجمع وزراء المالية في السعودية والبرازيل والصين والهند والمكسيك وروسيا ودول مجموعة السبعة والسبعين والأعضاء غير الدائمين في مجلس الأمن.