أكد عدد من المتدخلين ،يوم الخميس بطنجة ، في ندوة خصصت للاندماج المغاربي في إطار ملتقى «»ميدايز»» على أن بناء المغرب العربي ضرورة يمليها التوجه نحو المستقبل. وأوضح المشاركون في هذه الندوة، التي تشكل أحد محاور الملتقى الذي ينظمه معهد أمادوس تحت شعار «»ملتقى الجنوب من أجل متوسط جديد»»، أن بلدان المغرب العربي مدعوة للانخراط في التوجه العالمي نحو إقامة تكتلات إقليمية مندمجة. وفي هذا الصدد، شددت كاتبة الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون السيدة لطيفة أخرباش على أن بناء مغرب عربي مندمج يعد ضرورة ملحة، مؤكدة إرادة المغرب الراسخة في بناء هذا الفضاء المغاربي الذي يتوفر على جميع مقومات التكامل. وأكدت على أن الإرادة السياسية هي الكفيلة بتمكين بلدان المنطقة من تحقيق التقدم من خلال التعاون متعدد الأطراف وفتح الحدود بين البلدان وتجاوز العقبات التي تعترض مسار الاندماج، مشيرة ، في هذا السياق ، إلى عدد من فرص التعاون التي يتعين اغتنامها كاتفاق أكادير للتجارة الحرة والدخول في مشاريع مغاربية مشتركة للاستفادة من الدعم في إطار سياسة الاتحاد الأوربي الجديدة للجوار. وتأكيدا لإرادة المغرب نحو الاندماج المغاربي، أبرزت السيدة أخرباش أن المغرب ما فتئ يدعو الجزائر إلى الحوار من أجل تجاوز مشكل الصحراء، مبرزة أن هذا النزاع «»يقف عائقا أمام بناء مواطنة مغاربية من أجل دخول مرحلة جديدة من الديموقراطية بالمنطقة»». وشاطرت هذا الرأي مسؤولة البحث حول المغرب بالمعهد الفرنسي للعلاقات الدولية خديجة محسن فينان, معتبرة أن بلدان المغرب العربي تضيع على نفسها عددا من فرص التعاون خاصة في مجالات الطاقة والتجارة. بالمقابل, أشارت إلى أن الرؤية المغاربية المشتركة موجودة في عدد من المجالات البعيدة عن القرار السياسي كما هو شأن التعاون الأكاديمي والشراكات الاقتصادية وتعاون جمعيات المجتمع المدني. وبخصوص الدعوات التي تنادي باندماج اقتصادي في أفق التوافق حول ما هو سياسي، يرى مدير تحرير جريدة (لا نوفيل تريبون) فهد يعته أن الاندماج الاقتصادي لن يشكل بالضرورة حافزا لما هو سياسي، مشيرا إلى أن هناك عوامل تاريخية وسياسية «»تتحكم في قرار جيران المغرب»». من جانبه، قدم أستاذ العلوم السياسية الجزائري محمد أركون نظرة أنتربولوجية لمقومات اندماج بلدان المغرب العربي التي تتوفر على تاريخ وجغرافية مشتركة بالإضافة إلى رهانات مستقبلية واحدة. كما شدد عدد من المتدخلين على ضرورة تدخل الدول الكبرى للدفع بالاندماج المغاربي, مذكرين بالدور الذي لعبته الولاياتالمتحدةالأمريكية في بناء أوربا مندمجة وحديثة من خلال «»مخطط مارشال»». وتطرق المشاركون في ندوات أخرى ، في إطار الملتقى ، إلى «»التنمية المشتركة والتدبير الوجيه للهجرة»» و»»رهانات الاتحاد من أجل المتوسط لتحقيق السلام بالشرق الأوسط»». وبخصوص الجانب الاقتصادي, انصبت لقاءات «»أعمال - ميدايز»» على مناقشة السياسة الصناعية الجهوية كسبيل للاندماج المتوسطي»» و»»الاندماج الطاقي: فرص أعمال واستثمار غير مستغلة وعامل للاندماج بالمتوسط»».